درهم «زبيدة» صاحبته ذات حسن وجمال..حفيدة خليفة وزوجة خليفة وأم خليفة

كتب - علاء الدين ظاهر
 
 
 كان للنساء دور مهم فى صناعة المجتمعات الإسلامية والتأثير فى مختلف النواحى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقد شاركت المرأة الرجل فى الحكم  وضرب النقود بأسمائهن، وهو ما كشفه الدكتور الشافعى محمد زهران مدير عام الحفائر الأثرية بوسط الدلتا،  مشيرا إلى أنه من هؤلاء السيدة زبيدة زوجة الخليفة العباسى هارون الرشيد، والتى تعتبر من أهم نساء الدولة العباسية لما كان لها من دور فى الخلافة، فهى أم الخليفة الامين الذى قتل على يد أخيه المأمون بعد نزاع على السلطة، وهى صاحبة مقولة خلدها التاريخ عند حفر بئر  بمكة  ليشرب منها أهل مكة والحجاج» اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا» وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة.
 وتابع: زبيدة حفيدة خليفة وزوجة خليفة وأم خليفة،  وكانت ذات حسن وجمال ما جعل هارون الرشيد مولعًا بها، واشتهرت بالاناقة حتى قيل إنه بلغ ثمن احد ثيابها خمسين الف دينار،  وذكر ابن خلكان انه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن الكريم،  وقد عين الامين 175هـ وليًا للعهد وهواصغر سنًا من اخيه المأمون، وكان ذلك بضغط من الهاشميين أخوال الامين وبعض البرامكة،  وبالنسبة للمأمون كانت امه جارية اسمها مراجل ماتت بعد الولادة،  فضمت زبيدة المأمون اليها بينما لم يبايع المأمون بولاية العهد بعد الامين الا عام 183 هـ.
 وقال إن زبيدة أصدرت بعض الدراهم الفضية وعددها 7 نادرة، وكان اول درهم أصدرته زبيدة عام 184 هـ وضرب بالكاملية ورفعت عليه اسمها(ام جعفر ابنة ابى الفضل،  وهذا الدرهم يثبت أهمية هذه السيدة سياسيًا ومكانتها ودورها فى الأوضاع السياسية وكما هو معلوم فأن مباشرة العيار وأصدار العملة من شارات الملك والسلطة الثلاث، لكن هذه السيدة كسرت القاعدة وأصدرت هذا الدرهم المختلف كليًا عن الدراهم العباسية الأولى، ولغرض شخصى ودعائى لأحداث سياسية  كنوع من الدعاية أو الفرحة بتوثيق الولاية بالعهد فى سنة 185هـ .
 وقد سجلت الكتابات على وجهى الدرهم بالخط الكوفى  على النحو التالى، الوجه: ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل،  والهامش: بسم الله ضرب هذا الدرهم بحدائق ذات بهجة سنة خمس وثمانين ومائة،  والظهر: إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين،  والهامش: مما أمر به أم ولى عهد المسلمين على يد ياسر بركة من الله، ويعتبر هذا الدرهم من دراهم الصلة نظرًا لاختلاف كتاباته وتنوعها عن الدراهم الاخرى،  ويعبر عن مكانة السيدة زبيدة وتأثيرها السياسى ومشاركتها فى صنع القرار فى الدولة.
 وأشار إلى أنه لم يتم  العثور على مكان السك  الحدائق ذات بهجة ولم يذكره ياقوت الحموى فى معجم البلدان،  وورد ذكر حدائق ذات بهجة فى القران الكريم ويقول الله تعالى: (أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون)،  والمعروف عن زبيدة انها ذات أملاك وإقطاعات وضياع وربما كان هذا اسم ضيعة أو إقطاع ومن الاسم يدل على أنها ذات حدائق غناء تجلب الفرح والسرور والبهجة إلى النفس.
 أما آية (ادخلوها بسلام آمنين ونزعنا ما فى صدورهم من غل) ربما تقصد الأخوين المأمون والأمين،  بأنهما اجتمعما عندها فى الحدائق وانهما على وفاق رغم كيد المتآمرين من البرامكة وبعض الأمراء على إيقاد فتيل الفتنة بين الأخوين وأنه نزع الغل بتولية المأمون وليًا للعهد بعد أخيه الأمين المقبلة.