الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حكاية «فيلسوف» من زمن الفراعنة : «الأب الإلهى.. آى».. جديد «أنباء روسيا»

حكاية «فيلسوف» من زمن الفراعنة : «الأب الإلهى.. آى».. جديد «أنباء روسيا»
حكاية «فيلسوف» من زمن الفراعنة : «الأب الإلهى.. آى».. جديد «أنباء روسيا»




كتب - خالد بيومى

صدر حديثا عن دار نشر أنباء روسيا الترجمة العربية لكتاب «الأب الإلهى.. آى» لباحث المصريات الأمريكى «أوتو شادن 1937 – 2015 » ونقله إلى العربية د.وحيد محمد شعيب أستاذ الآثار وحضارة مصر والشرق الأدنى بجامعة دمياط .
ويرى د.حسين الشافعى رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم أن «آى» شخصية مصرية قديمة تبوأت مكانا بارزاً ومهمًا فى عصر متميز بأسراره وألغازه.
وعاش «آى»  فى عصر العمارنة، وكان شاهدا على عصر الملوك بدءاً من إمنحوتب الرابع «إخناتون» ومروراً بـ«سمنخكارع» و«توت عنخ آمون» وانتهاء بحكم «آى» على مدى الفترة ما بين 1336- 1320 ق.م .
تقلد «آي» مناصب عدة بالبلاط الملكى، كان من أبرزها رئيس الفرسان ، والمعلم الملكى، والوزير، وغدا  ملكا عقب الوفاة المفاجئة لمليكه الأخير توت عنخ آمون، وأصبح يسجل على خرطوشه الملكى المقدس لقبه الذى عمل للحفاظ عليه طوال حياته بالقصر الملكى، وكان معلما وأبا روحيا وفيلسوفا لمن سبقه من ملوك فنقشت على جدران مقبرته بالعمارنة النصوص الكاملة للأنشودة الآتونية التى تسبح وتمجد إله الكون الأوحد «آتون» وهى الأنشودة التى استقى منها جميع النبلاء مقتطفات قصيرة لنقشها على جدران مقابرهم اعتزازا وفخارا.
وصار « آي» طوال عمره متبعا لروح وتعاليم هذه الأنشودة حتى نعت بـ «مقيم العدالة».
وأضاف الشافعى: استمر عالم المصريات «أوتو شان» فى بحثه حول الأب الإلهى «آى» ردحاً من الزمن حتى أكمل عمله بعد أن أخذ على عاتقه مهمة إعادة اكتشاف وترتيب مقبرته، ونجم عن أعماله هناك - بوادى الملوك الغربى - اكتشاف آثار مهمة، وتفرد بفحص العديد من الكتل الحجرية من حطام معبد توت عنخ آمون.
أما المترجم الدكتور وحيد شعيب فيرى أن شخصية «آى» شخصية مصرية قديمة تبوأت مكانا بارزا ومهمًا فى عصر فريد ورائع رغم أسراره وتعدد نظرياته العويصة، التى زاد من تعقيدها والتباسها جنوح بعض المتخصصين إلى الأخذ بكثرة البديهيات والتأويلات والافتراضات.
وعن سبب اختياره لترجمة هذا الكتاب يقول «شعيب»: لم يكن الهدف من الترجمة سد الثغرة المعرفية التى يعانى منها الباحثون عن هذه الشخصية المحورية، نظراً لأن المكتوب عن الأب الإلهى والملك «آي» سواء فى المؤلفات الأجنبية أو العربية لا تزيد على بضعة أسطر فحسب لا تثمن ولا تغنى من جوع ولا تشبع الرغبة المعرفية لدى المتخصصين وغيرهم من المهتمين بعلم المصريات، كما أن هذا الكتاب أطروحة أكاديمية موثقة استهدف صاحبها من ورائها نيل درجة الدكتوراه، وهى الأطروحة التى تعد الأولى حتى الآن عن شخصية الأب الإلهى أو الملك ، كما أن المؤلف الأمريكى حمل على عاتقه مهمة جسيمة تمثلت فى إعادة اكتشاف وتنظيف مقبرته الملكية بوادى الملوك الغربي، مما أسفر عنها اكتشاف بعض الآثار التى لا تزال حتى الآن المصدر الرئيسى عن المقبرة الطيبية ومحتوياتها.