الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشرق الأوسط مع الرئيس الأمريكى على مائدة الجامعة الأمريكية بالقاهرة

الشرق الأوسط مع الرئيس الأمريكى على مائدة الجامعة الأمريكية بالقاهرة
الشرق الأوسط مع الرئيس الأمريكى على مائدة الجامعة الأمريكية بالقاهرة




تغطية ـ كمال عامر

نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة حوارًا مهمًا حول الانتخابات الأمريكية ضمن حوارات المائدة المستديرة التى تنظمها الجامعة حول القضايا المهمة.
هذا الحوار أقيم قبل الانتخابات بأيام، لكنه كان يحمل رؤية اتفقت مع الأحداث والنتائج والسلوك الانتخابى بشكل عام.
بجانب التوقع فى السياسات، كانت هناك إجابات حول أهم الأسئلة: تأثير الانتخابات على مصر.. وما روشتة عودة مصر كقوة مؤثرة فى السلوك الأمريكى؟
الدكتور بهجت قرنى والدكتور مصطفى السيد والدكتورة ماجدة شاهين وأدارت الحوار راندة أبوالعزم.. فى ظل اختلاف حول عدد من المشاهد والمواقف إلا أننى لاحظت اتفاقًا على ضرورة ترتيب الأوراق المصرية للعودة للتأثير على السياسة الأمريكية وحجز مكانة لها.
الاختلاف كان حول دور أمريكا فيما يحدث بالمنطقة. وأيضًا حول كيفية مساعدة السياسة المصرية فى زيادة التأثير على دوائر القرار بالعالم وأمريكا.

عدد من أساتذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة كان لديهم هواجس فى فوز رونالد ترامب.. ووصفوا حالة الانقسام التى عاشتها أمريكا قبل الانتخابات بأنها جديدة وتؤكد أن تلك الانتخابات وجودية.. تحدد ما هى أمريكا وللمرة الأولى المجتمع الأمريكى يعانى من استقطابا حادا تلك كلمة د. بهجت قرنى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير منتدى الجامعة التى قال فيها: سيعانى الرئيس الأمريكى من نقص الشرعية.. لاختيار العديد من الأمريكيين المرشح الأقل ضررًا.. أضاف: لا ننسى أننا توقعنا عدم فوز نتانياهو برئاسة وزراء إسرائيل للمرة الثانية، لكنه نجح معاكسة للرأى العام.
الانتخابات هذه المرة مختلفة عن انتخابات كارتر ـ ريجان الثانى كان ممثلاً.. آراؤه سطحية.. ترامب تفوق وتلك الانتخابات تنسخ انتخابات شفيق ـ مرسى المصرية.. الناخب الأمريكى لم يكن «عارف» يصوت لمين.
أضاف د. بهجت قرنى فى كلمته ضمن خبراء المائدة المستديرة بالجامعة الأمريكية مشروعية: رئيس أمريكا شبه مضروبة.. ناقص الشرعية حتى لو كان الفائز هيلارى كلينتون.
ترامب يمثل نرجسية الرأسمالية المتوحشة.. لعب على دغدغة المشاعر.. تركيبة ذهنية محيرة والأمريكان دعموه.. تصوروا مرشحًا قال لمنافسه: لو نجحت هتذهب للسجن؟!
بالشرق الأوسط كان هناك فروق بسيطة حول رؤية كل من المرشحين لتلك المنطقة.. ترامب كان واضحًا بنقل سفارة أمريكا إلى القدس.. وقاطع غير متمتع بفهم السياسة وإن كانت هذه ليست المرة الأولى التى يتعهد رئيس أمريكى بهذا الطرح ولم ينفذ.. ولنتذكر أن أوباما برغم علاقته المتوترة مع إسرائيل إلا أنه وافق على تخصيص 38 مليار دولار خلال 10 سنوات لإسرائيل كمساعدات!
الاختلاف بين ترامب وهيلارى كلينتون أن ترامب يؤمن بأنه فى الحروب الناس تأخذ كل ما تحتاجه وطالما أننا محتاجون البترول نحصل عليه بالقوة المسلحة.
وأضاف قرنى: واشنطن عاصمة العالم، تصدر الأفكار والرؤى والحلول وهو أمر مهم!
■ ■ د. مصطفى السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أحد أطراف المائدة المستديرة بالجامعة الأمريكية قال: فى مصر يفضلون انتخاب ترامب رئيسًا لأمريكا.. وفى الخليج يفضلون هيلارى كلينتون.
ترامب جزء من ظاهرة عالمية، لقد رأينا أمثلة شبيهة من قادة المجر وفى فرنسا وألمانيا والنمسا يستخدمون الخطب التى تستخدم التعميم وإثارة مشاعر الجماهير، هذا ما يقوم به ترامب ويرجع ذلك إلى الرأسمالية: فالطبقة الوسطى تعانى أكثر من غيرها وعند ترامب الحلول.
لاحظ أيضًا أن إدارة أوباما نفذت مؤامرة الجمهوريين فى قانون جاستا.. منح إيران الفرصة للظهور ووصولها إلى الخليج، تقسيمات لا نهائية فى مصر، عانينا من إخوان بدعم أمريكى، هناك من يرى فى ترامب رئيسًا أفضل، وآخرون يرون أن هيلارى كلينتون أفضل.
أضاف د. مصطفى السيد فى حوار المائدة المستديرة بالجامعة الأمريكية: نحن فى مصر مسئولون عن أزماتنا.. دائمًا نلقى المسئولية على الآخرين، خلاص لو أن هذا اعتقاد.. عادة نشكو  أن أمريكا بتعمل ضدنا فى موضوعات كثيرة، مش صحيح، لازم نتذكر: ضرب العراق أدى إلى نشوء داعش.. مش معقول أمريكا تكون هى المسئولة.. لو سابوا قواتهم فى ليبيا هنقول احتلال.. الفوضى فى الشرق الأوسط ليست من صنع قوى خارجية.
أضاف: الانقسام بين السعودية ـ مصر.. الإعلام بيلعب دورًا فى تمزيق تلك العلاقة.
أضاف د.السيد: هناك تحولات فى السياسة الأمريكية فى ظل وجود مصالح مهمة فى الشرق الأوسط لها مثل تحصين أمن إسرائيل، البترول.. وأتوقع تدخلاً لحل قضية فلسطين فى حدود ما يسمح به نتانياهو.. وتغيرًا طفيفًا فى أمن إسرائيل، قد يكون هناك تحرك نحو حلول للقضية الفلسطينية، لكن لن يكون هذا فى العام الأول لحكم ترامب.
بالطبع هناك أزمة فى المجتمع الأمريكى.. تزداد عمقًا مع ترامب.. هناك فروق طفيفة فى سياسة ترامب وكلينتون، تجاه النظرة للشرق الأوسط وقضية فلسطين.
■ ■ د. ماجدة شاهين مدير مركز الوليد بن طلال للدراسات والأبحاث الأمريكية، أستاذ ممارس بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وأحد المشاركين فى المائدة المستديرة قالت: أمريكا لها مصلحة فى خلق الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط.. قبل الربيع العربى وضعوا خطة لتفتيت المنطقة على أساس عرقى ودينى وهى تتحمل قدراً كبيرًا فيما يحدث عندنا فى مصر!!
أضافت د. ماجدة: هناك مقالات منشورة بعنوان «ماذا بعد سايكس بيكو».. ربطوها فى العصر الحديث بمشروع تركى - إسرائيلى - أمريكى.. داعش حصان طروادة لاختراق المنطقة.
الحروب الدينية بالمنطقة جاءت على هوى وطبقا لخطط وهدف التجمع الأمريكى - التركى - الإسرائيلى.. ويجب أن نأخذه فى الاعتبار، هناك أهداف لأمريكا معروفة فى ضرب ليبيا وكانت هيلارى كلينتون وزيرة للخارجية ولديها عقدة لتصحيح أخطاء عندما تخلت عن رواندا.. أرادت تصحيح أخطاء زوجها الذى تفادى تلك الحروب.. هى أرادت إنقاذ الشعب الليبى طبقا لقرار فى 2005 لمسئولية الحماية.
لو فازت هيلارى كلينتون بالرئاسة بالطبع ستستعين بإدارة زوجها وتحاول أن تكون امتدادًا له.. بيل كلينتون كان ناجحاً اقتصاديا.. وحقق نجاحات فى حل الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى بالطبع كانت ستعمل على تأكيد أهداف زوجها وأفكاره وهى الأمثل لحل مشكلة فلسطين بإقامة الدولتين.. فى ظل إسرائيل لا نرى وسيطًا آخر غير أمريكا فالفرصة متاحة لتدخل أمريكى إيجابى لحل المشكلة.
أضافت د. ماجدة شاهين: أهمية مصر فى تلك الانتخابات بأن مصر مؤمنة بأن أمريكا لها تأثير.. ومصر أيضا مؤثرة وسوف تستعيد تلك القوة ومن مصلحتها الدفع بحل المشكلة الفلسطينية الآن.. ومصر تلعب الدور الرئيسى فى هذا الشأن.. منطقة الشرق الأوسط لم تعد فى اهتمام أمريكا.. ومصر لكى تعود لدورها كما حدث فى حرب الخليج الأولى وكامب ديفيد عليها أن تبحث لها عن هذا الدور الآن.
■ بعد فتح الحوار مع الضيوف.. كانت هناك مجموعة من الأسئلة الموجهة للمتحدثين.
فى إجابات للدكتور مصطفى السيد وتعليقا على الاسئلة جاءت فى ردوده، «البعض يظن أن بترول الشرق الأوسط يكبل «يد» أمريكا ويجعلها مهتمة ومتأثرة.. لكن الحقيقة أن السوق العالمية - الآن - مليانة بترول.. أمن إسرائيل الآن فى أفضل صورة.. الإرهاب الخارجى لا يهدد أمريكا ومعظم حوادثها من الداخل أى إرهاب داخلى من مواطنين أمريكان.
مصالح أمريكا فى شرق آسيا أهم وأوباما قال: «الشرق الأوسط لا يهمنا كثيرا».
وأضاف د.مصطفى السيد: ترامب جزء من ظاهرة عالمية.. خطابه دغدغ مشاعر الجماهير.. لم يكن له تجربة سياسية سابقة.. مؤيدوه معجبون بخطابه العمومى العاطفى.. وهو حاول أن يظهر على أنه يقدم حلولا.. وما هى طرقه من حلول لأزمات أمريكا.. مثل خفض الضرائب.. وهو ما يؤدى لزيادة العجز.. التأمين الصحى وهو أساسى للمجتمع الأمريكى وأعتقد أن السنة الأولى من حكمة ستكون بمثابة لخبطة وتخبط.. وسيحاول أن يساير بوتين روسيا فى سوريا وأتوقع خلق مشاكل مع كندا ودول الخليج.
لكن يجب أن ننتبه بأن ترامب فى حالة لو عاوز يخصص أموالًا خارجية يمكن أن يذهب للكونجرس ليحصل على الموافقة.. لأن هناك قوى مهمة تؤثر على القرار الأمريكى وتلعب دورا فى تحديد اتجاهاته مثل الأمن القومى.. مراكز الفكر.. الإعلام.. مؤسسات وشركات.. البنتاجون وغيرها.
ممكن يكون ترامب ضد الاتفاق النووى مع إيران.. لكن يجب أن يعلم بأن الالغاء يعنى إطلاق يد إيران نحو تخصيب اليورانيوم وبالتالى امتلاك السلاح النووى.. ولو فرض عقوبات اقتصادية على إيران أو إعلان الحرب عليها.. هناك المؤسسة العسكرية التى قد ترفض ذلك الطرح.
توقع د.مصطفى السيد: أن يكون ترامب مضطرًا لاستخدام سياسة أوباما مع تغيير طفيف.. لن يكون فى سياسة ترامب تغيير حول ما يجرى فى سوريا.. لأن روسيا موجودة لمحاربة الإرهاب.
أضاف: هناك عناصر أخرى داخل أمريكا تعلم أن مصر دولة مهمة وهى قلب العالم العربى.. ولكن علينا أن نبنى عناصر القوة المصرية والتى هى بالطبع التى تغير سلوك أمريكا نحونا.
أضاف: أمريكا ليست معنية بالشرق الأوسط مصالحها فى الشرق الأوسط ليست مقدسة.. بمعنى أبسط.. «مستريحة» سياستها الآن إضعاف الطرفين فى سوريا ولايعنيها من يخلف بشار.. معنية بأمن إسرائيل، البرنامج النووى الإيرانى الذى يهدد الدولة العبرية.
هناك تخوف فى مصر من هيلارى كلينتون لأنها مهتمة بملف حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدنى وهو ملف يقلق الحكومة المصرية وهناك خلاف كبير حوله بين الطرفين.. ترامب عليه ملاحظات بخصوص الموقف من المسلمين.. الاضطراب الاقتصادى.
■ فى تعليقه على أسئلة الحوار التى طرحت له قال د.بهجت قرنى تعليقا عليها: الأمريكان عاوزين استقرار الشرق الاوسط مع حفظ أمن إسرائيل.. الأمريكان يعتقدون أن المنطقة يجب أن تمر بمرحلة تغيير.
أرى أن هناك تبسيطًا «مُخلًا» فى نظرنا لسلوك أمريكا تجاه الشرق الأوسط ودول المنطقة.. لازم نفهم أمريكا من الداخل وده أهمية مراكز الدراسات الامريكية ثم بعد ذلك تفتيش النتائج على المجتمع الأمريكى.
■ هناك تناقض فى الإعلام والسياسة فى مصر ما يهم الأمريكان هو محاولة الحد الادنى من استقرار المنطقة.. لا نبالغ فى وجود خطط أمريكية لتقسيم المنطقة.. هذا كلام غير موثق بالمرة.. المجتمع الامريكى مجتمع أفكار، سياسة أوباما بعدم التورط فى المنطقة لها شعبية.. ترامب ضد المؤسسة.. عاوز يعطى قوة أكبر للقوى الشعبية.
لازم نعرف مجموعة أساسية من المفاهيم عن أمريكا.. فى لوبى إسرائيلى قوى - ضد ترامب جزء منهم صوت معاه.. وعدد من قيادات العالم الإسلامى أعلنت مساندته.
هناك نقطة ربطت الإسلام وترامب عندما هاجم الجندى المسلم الذى استشهد فى الحرب.. وقد رأى البعض أن هذا الموقف فيه ظلم واجحاف وعنصرية.
أمريكا لن تبحث عن مصر.. وعلى مصر أن توجه لها الدور فى السياسة الامريكية ولدينا قناة السويس وأوراق مهمة.. السياسة مش لعب شطرنج لكنها أوراق كوتشينة واللاعب مطالب بترتيب تلك الأوراق ترتيبا جيدا لو عاوز يحقق الانتصار.
■ د.مصطفى السيد تلقى عددًا من الأسئلة حول الحوار من الحضور.. كانت ردوده عليها.. توقيت حملة الموصل لمحاربة داعش غير مرتبط بالانتخابات الأمريكية.. القوات العراقية لم تكن مستعدة وأمريكا بالفعل لها مصلحة فى القضاء على داعش.
يجب على مصر أن ترتب البيت من الداخل.. صورتنا فى العالم مهمة.. إحنا ماشيين ضد إرادة العالم.. عندنا سجناء رأى، محمود خضير 80 سنة فى السجن ومسئول إسلام أون لاين.. أول طريق التعامل مع العالم الخارجى هو حقوق الإنسان.
أردوغان عنده أدوات ضغط على روسيا من قوته الاقتصادية وحقق نجاحات كثيرة.. لازم يكون عندنا ما نقدمه للعالم الخارجى.. سياستنا الخارجية مش واضحة.. عندنا عقدة أن أوباما وهيلارى كليتنون جاءا بالإخوان.. لدينا حساسية من الأقليات بالعالم العربى.. لو عاوزين منع التقسيم نبدأ بحل مشاكل الأقليات.. مخطط التقسيم لن ينجح فى سوريا.. بشار الأسد مرشح رئاسة 2021 استطاع أن يجمع بين بلده وإيران وروسيا وحزب الله.
■ ■ د. ماجدة شاهين علقت على الأسئلة الموجهة إليها من الحضور بقولها: الأحداث العنصرية زادت فى عهد الرئيس أوباما مع أنه رئيس أسود.. يقع على عاتق مصر أن تجد ما يهم أمريكا وتؤكد عليه.. الخطاب الدينى لو نجحنا فى تصحيحه بالطبع سيمنحنا وضعًا جديداً فى العالم.
النقاش والحوار العنيف والعميق بين أطراف المائدة المستديرة بالجامعة الأمريكية حول الانتخابات الأمريكية.. كان مفيدا جدا لدرجة ملحوظة.. الرأى القوى الصريح هو الذى يبنى ويكشف عما يدور.
■ ■ الحوار أدارته راندة أبوالعزم مدير مكتب قناة العربية الإخبارية بالقاهرة.. برغم تعصبها لوجهة نظرها فى بعض الأمور.