الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أعياد الطفولة الغائبة

أعياد الطفولة الغائبة
أعياد الطفولة الغائبة




 د.حسام عطا يكتب:

يأتى نوفمبر هذا العام ليذكرنى بكل تلك الاحتفالات السنوية لوزارة الثقافة والاهتمام العام بما كان يتم الاحتفال به باسم أعياد الطفولة الذى تم تحديده وفق اهتمام مصر بالمشاركة فى سعى الأمم المتحدة لحماية الطفولة، بالحادى عشر من نوفمبر كعيد للطفولة، وافق إصدارات متعددة لحقوق الأطفال، أوضحها الإعلان العالمى لحقوق الطفل، وقد انسحب هذا الاهتمام بثقافة وحقوق الطفل تدريجياً، بعد أن كان مجالاً جاذباً للمغامرين الذين أفلحوا فى إقصاء عدد من المختصين الحقيقيين عنه، لأنه كان اهتماماً لحرم الرئيس الأسبق مبارك.
المدهش أن مصر قطعت شوطاً طويلاً فى هذا الاتجاه ثم تراجع الاهتمام العام به على أهميته القصوى بعد ثورتين عظيمتين هما 25 يناير و30 يونيو.
جدير بالذكر أن الاهتمام بثقافة الطفل المصرى ضرورة مهمة قادرة على سد ثغرات كبيرة من ثغرات النظام التعليمى النظامى وقادرة أيضاً على تعيين ودعم الهوية الوطنية للأطفال الأغنياء القادرين على الحصول على تعليم بالمدارس الدولية، والتى تغفل الاهتمام بتلك الهوية المصرية، ذلك أن مشكلة تعيين الهوية ومنع ازدواجها لدى الأطفال والناشئة تواجه علماء التربية منذ 1990 حتى الآن، بسبب عولمة الإتصال عبر الشبكة الدولية للمعلومات، وهو السبب الذى يقف خلف رغبة الناشئة الملحة كظاهرة جديدة يمكن رصدها فى مصر الآن، وهى ظاهرة هجرة الأطفال غير الشرعية لعالم على الشاطئ الآخر للمتوسط، يقر وفقاً لقانونه بحقوق الأطفال إقراراً يعبر عن اعتذارات عن ذنب قديم عانى فيه الأطفال من ويلات الحروب.
بينما يغفل أهل الفن والثقافة والتربية لدينا فى مصر والعالم العربى تلك الظاهرة الجديدة التى نعيشها فى مصر دون حرب واسعة، وتعيشها بوضوح أقطار عربية كسوريا والعراق واليمن، حيث يواجه الأطفال المجلون مشاكل واضحة صحية ونفسية وتعليمية، بالإضافة لشعورهم الهائل بالذنب لأنهم نجوا فى خيام اللجوء، وأهلهم وأسرهم يواجهون ويلات الحرب.
إنهم المستقبل الذى نتمناه بعيداً عن ثارات التفتيت العربى/ العربى العرقى والمذهبى والسياسي.
أما الملاحظة الأخرى الواضحة فى البلدان العربية المستقرة ومنها مصر، أن الأطفال ومنهم مجموعات كبيرة فى أسر غنية يتعرضون للعنف بشكل واضح فى وسائل الإعلام والدراما التليفزيونية بل وفى ألعاب الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن لم يتعرضوا للعنف الواقعى إلا أنهم يحتاجون لتفسير واضح ينقذ سلامتهم النفسية من كل هذا العنف من حولهم.
إنه نوفمبر شهر أعياد الطفولة الذى يأتيها صامتاً تماماً هذا العام، ونتمناه مختلفاً فى الأيام المقبلة.