الأزهر يتفق مع حكماء الغرب على بناء برنامج أكاديمى مشترك لنشر قيم التسامح
روزاليوسف اليومية
أعلن الأزهر الشريف أنه تم الاتفاق خلال ختام جولة الحوار الرابعة بين حكماء الشرق والغرب التى جمعت بين الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية ومجلس حكماء المسلمين على بناء برنامج أكاديمى مشترك مدته خمس سنوات للبحث فى أسس وقيم التسامح والتعايش فى الإسلام والمسيحية يشترك فيه باحثون من الجانبين ويصدر عدداً من الدراسات التى تترجم إلى اللغات الحية، الأمر الذى من شأنه أن يسهم عمليًا فى الحوار الإسلامى - المسيحى مع ربط هذا البرنامج ببرامج الدراسات العليا فى الجامعات المعنية.
وقد أصدرت جولة الحوار الرابعة بين حكماء الشرق والغرب التى جمعت بين الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية ومجلس حكماء المسلمين، وبرئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عددا من التوصيات على رأسها ضرورة العمل على خلق عالم متفاهم ومتكامل، من خلال بناء حوار مجتمعى، إسلامى - مسيحي،يكون فيه المجتمع المدنى فاعلاً لتجسير الهوة فى فهم الآخر، ومن ثم فإن هذا الحوار سيسهم فى الحد من ظواهر التطرف والإسلاموفوبيا، ولذا فإن دعوة المجتمع إلى الانضمام لمثل هذه الفاعليات والأطراف الفاعلة مجتمعيًا ستسهم فى إضفاء روح السلم المجتمعى على جميع المجتمعات.
كما ناشد المجتمعون من مجلس حكماء المسلمين والطائفة الأسقفية الإنجليكانية القادة الدينيين والسياسيين وغيرهم من أصحاب القرار والتأثير العمل على تحقيق التعاون والعدل والسلام للبشرية جمعاء دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو أى سبب آخر.
وشددوا على ضرورة العمل على نشر ثقافة الحوار على جميع الأصعدة ونحن نؤكد احترام عقيدة الآخر على جميع المستويات.
كما طالب المجتمعون بإقامة لقاءات شبابية متبادلة من طلاب بالجامعات بين المسلمين والمسيحيين، تتخللها محاضرات تؤكد التسامح والتعايش... بالإضافة إلى إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية التى تبرز تجارب التعايش التاريخية والمعاصرة، مع بث هذه الأفلام بعد ترجمتها إلى لغات عالمية عدة على شبكة الإنترنت ومحطات التلفاز انطلاقًا من الأهمية القصوى للإعلام فى النشر والتأثير بصورة أكبر من الملتقيات والمنتديات.
كما تم الاتفاق على إقامة موقع رقمى للتعريف بكل هذه المبادرات مع تأكيد ضرورة إتاحة جميع المواد الفيلمية والمؤتمرات والدراسات التى تخدم الهدف السامى الذى يسعى له المجتمعون فى أبوظبى والمهتمون بهذا الأمر.
كما أوصت الجولة بدعم المبادرات التى تسعى لتأكيد قيم التسامح والعيش والمشاركة وعلى رأسها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، التى ضمت وزارةً للتسامح هى الأولى من نوعها فى العالم، وكذلك تجربة بيت العائلة فى مصر، التى يتميز بالعمل على أرض الواقع من خلال لجانها المختلفة وعلى رأسها لجان التعليم والمرأة والشباب والتى استطاعت منذ إنشائها أن تحقق نموذجًا من المواطنة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين.
وأعلن المجتمعون التزامهم بالعمل معًا من أجل تحقيق الخير العام عبر مكافحة الأمية والفقر والمرض.