الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حديقة حيوان طنطا» حائرة بين أطماع المستثمرين وأوهام التطوير

«حديقة حيوان طنطا» حائرة بين أطماع المستثمرين وأوهام التطوير
«حديقة حيوان طنطا» حائرة بين أطماع المستثمرين وأوهام التطوير




الغربية – محمد جبر

تعانى حديقة الأندلس بمدينة طنطا، التى تعرف بحديقة حيوان طنطا حالة من الإهمال والفوضى على مدار عدة سنوات، وصراع وخلافات بين محافظة الغربية من ناحية  و وزارة الزراعة من ناحية أخرى، حيث تصل مساحتها إلى أكثر من 25 فدانا بقلب مدينة طنطا، وذلك حول الإشراف عليها، وتطويرها أو إغلاقها والتصرف فى أراضيها، فى الوقت الذى لا يجد المواطنون بمدينة طنطا سوى الحديقة كمتنفس وحيد لهم.


وفى الآونة الأخيرة صارت الحديقة مطمعا للكثير من المستثمرين ورجال الأعمال الذين يحاولون بشتى الطرق الاستيلاء عليها لإقامة مشاريع استثمارية كبرى لموقعها المتميز بقلب مدينة طنطا، فالحديقة هى إحدى أهم وأكبر حدائق الحيوان فى مصر وتتبع الإدارة المركزية لحدائق الحيوان.
وكانت أشهر محاولات الاستيلاء على تلك الحديقة من قِبَل المستثمرين ما قام به منذ عامين اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية الأسبق، الذى قرر فجأة إغلاق الحديقة أمام الأهالى والزوار والسماح لحراسها فقط بالدخول لإطعام بعض الحيوانات البرية بها.
وبعد عملية الغلق أعلن نعيم أن الحديقة أصبحت ملكا للمحافظة وليست تابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان بوزارة الزراعة ولا يجوز استغلالها كحديقة حيوان لحين تحديد النشاط الأمثل لها، الأمر المخالف للقانون جملة وتفصيلا، وذلك لإقامة مشروع استثمارى على أرضها التى تبلغ مساحتها 25 فدانا فى قلب المدينة، مبررا قراره بأن أهالى الغربية يشكون سوء وتدهور حالة الحديقة رغم تأكيده وقتها أنه «لا يدخلها أكثر من 200 زائر يوميا معظمهم من البلطجية وأرباب السوابق».
لكن من المعروف أن المحافظة لا تتحمل أى أعباء للحديقة، حيث إن رواتب عمالتها وتكلفة إطعام حيواناتها ذاتية وتتحملها الحديقة من دخلها اليومى ولا يجوز غلقها طالما لا تحمّل ميزانية المحافظة شيئا، ورغم ذلك تم غلق الحديقة بناء على قرار المحافظ، ما دفع مدير الحديقة بتحرير محضر بقسم ثان طنطا برفض تنفيذ قرار الغلق.
وأوضح المدير فى المحضر أنها محاولة للاستيلاء على أرض الحديقة وتحويل ملكيتها للمحافظة دون وجه حق، ونشبت أزمة حقيقية فى الغربية خاصة للأطفال الذين صدرت أحكام لآبائهم برؤيتهم فى الحديقة بعد وقوع الطلاق وحكم المحكمة بالرؤية فى الحديقة.الكارثة أن محاولات اللواء نعيم لم تكن الأخيرة، فمازالت المحاولات مستمرة سواء من الأجهزة التنفيذية بالمحافظة التى تعلن من حين إلى آخر نيتها فى استغلال مساحة الحديقة فى إقامة أبراج سكنية، أو مجموعة من رجال الأعمال الذين يدعون أنهم يحاولون تقديم أفكار استثمارية تخدم المحافظة بإنشاء محلات تجارية تساهم فى رفع اقتصاد المحافظة.
ويصدرون تبريرات للرأى العام الرافض لفكرة غلق الحديقة وتحويلها إلى مبان وأبراج سكنية للأغنياء كونها المتنفس الوحيد أمام الغلابة، حتى أصبحت الحديقة حائرة بين أطماع المستثمرين وأوهام التطوير التى تستوجب معها الغلق كل فترة، الأمر الذى دعا مجموعة كبيرة من المهتمين بتدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان «معا لتطوير حديقة الأندلس وليس غلقها أو بيعها» أجبرت المسئولين على افتتاحها من جديد بعد أكثر من عام ونصف العام على غلقها بحجة تطويرها من قِبَل وزارة الزراعة.
كانت فاطمة عزت، إحدى أعضاء الحملة، قالت: إن أراضى حديقة الأندلس بطنطا تقع تحت إشراف الإدارة المركزية لحدائق الحيوان فى القاهرة مع جزء إشرافى يتبع لمحافظة الغربية وهى مهجورة تماما ويغطيها الغبار والعنكبوت من كل جانب وتضم مكتبة كتب  ومسرحا كبيرا ومشتل نباتات وكله مهمل حتى الآن.
ولفتت إلى أن إهمال الإدارة المركزية لحديقة الأندلس بطنطا سيؤدى حتما إلى غلق الحديقة مرة أخرى فى أقرب وقت وضمها بالفعل إلى أملاك المحافظة التى تحاول السيطرة عليها لتخصيص أرضها لرجال الأعمال لتحويلها من حديقة ومتنفس يتيم لأهالى الغربية إلى محلات تجارية وأبراج سكنية شاهقة للأغنياء.
وأشارت عزت إلى أن الحديقة كان يجب أن تستغل لتصبح مزارا سياحيا يدر دخلا كبيرا على محافظة الغربية لوقوعها فى أفضل منطقة بمدينة طنطا وبمساحة شاسعة وبداخلها أشجار عتيقة من عشرات السنين.
وأكد إبراهيم سويلم، أمين تنظيم حزب حماة الوطن بالغربية، أنه لابد من إيجاد حل حقيقى للحديقة والاهتمام بها من جانب وزارة الزراعة والمحافظة وليس التناحر حول تطويرها، وكانت توجد وعود من وزير الإدارة المحلية السابق بتطويرها بـ5 ملايين جنيه ولم يحدث شىء حتى الآن ولا يعقل هدمها لصالح فئة من رجال الأعمال خاصة أن ميزانية حديقة حيوان طنطا الأقل بين حدائق الحيوان فى مصر.
وأضاف: إن مساحة حديقة حيوان طنطا أكبر تقريبا بأضعاف من حديقة صنعاء «كفر الشيخ» ومع ذلك لديها حيوانات أكثر من حديقة حيوان طنطا ولا يوجد فى طنطا أى حيوانات مثيرة للاهتمام أو جديدة، بل بالعكس منذ سنة وحتى الآن نقلت الإدارة المركزية حيوانات كثيرة إلى القاهرة، مع العلم أيضا بأن حديقة حيوان طنطا ثانى أكبر دخل مادى فى الدلتا فلماذا التفرقة؟.
وأشار وحيد عبدالصمد، موظف بطنطا، إلى أنه بعد فترة إغلاق كبيرة بحجة التطوير المحافظة فتحت أبواب الحديقة للجمهور وسط حالة من السخط فالحديقة بلا حيوانات وينبعث منها روائح كريهة، علاوة على وجود تكسير فى أرضية الحديقة، منوها إلى أن تذكرة دخول الحديقة 5 جنيهات للكبار والأطفال دون أى خدمات داخل الحديقة ولا توجد بها نقطة أمنية رغم وقوع الحديقة فى أهم شوارع مدينة طنطا وأن إغلاق الحديقة أكثر من عام ونصف العام للتطوير يعتبر إهدار مال عام.
بينما يرى المهندس شريف سالم، صاحب شركة مقاولات، أن الحديقة فى مكان مميز فى طنطا ومساحتها المستغلة 6 أفدنة وهى ملك المحافظة والأرض تساوى مليار جنيه ومن المشاهدة هناك تعد وإشغالات داخل الحديقة أضاعت معالمها والحديقة بمساحتها الكبيرة لا تستغل استغلالًا أمثل؟، إضافة إلى أنه لا توجد بها حيوانات تذكر ولا يمكن أن تكون الحديقة مساحتها 40 فدانا وتوصف كحديقة حيوان وليس بها حيوانات ولا حتى مكان لائق للأسر للتنزه أو غيره، بعد تحولها مرتعا يرتاده الطلبة الذين يتهربون من المدارس أو غيره.
من جانبه أكد المهندس فتحى الفقي، رئيس مركز ومدينة طنطا، أنه ليس هناك نية لدى الجهاز التنفيذى للمحافظة لتحويل أو تخصيص أرض الحديقة لعمل مشاريع استثمارية كما يزعم البعض، مؤكدا أن سبب غلق الحديقة لفترات طويلة يرجع لعملية التطوير التى تشهدها الحديقة بين الحين والآخر، ناهيك أن اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، مهتم جدا بأمر الحديقة وأصدر توجيهاته بسرعة تطويرها لكونها المتنفس الوحيد للمواطن الغرباوي.