السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قطار السويس أمامكم وترعة «الجناين» من خلفكم





تحول الطريق الي المدرسة كل صباح في القطاع الريفي بمنطقة 46 بالسويس الي مغامرة من الاطفال ليتحول كل طفل الي « سوبر مان» ومطلوب منه ان يتخطي الترعة ثم عجلات القطار التي يتزاحم عليها قطارات البضائع والركاب ذهابا وإيابا من والي الإسماعيلية ثم يتخطي ثلاث طرق سريعة للسيارات حتي يصل الي المدرسة.
صباح كل يوم يضطر تلاميذ مدارس «محمد فريد الابتدائية ومحمد فريد الاعدادية ومعاذ بن جبل والاهرام الصناعية وعبد المنعم رياض الاعدادية « ويتطلب من آلاف التلاميذ التوجه إليها ترعة السويس سيرا علي «جذوع اشجار» او كباري بلا اسوار ثم تخطي ثلاث طرق سريعة احدها طريق السويس الاسماعيلية الصحراوي والثاني الزراعي والثالث طريق المواصلات الداخلي لخط «السويس – الجناين «وبعدها تبدأ مغامرة « قطار الموت «حيث تمتد القضبان الحديدية في منطقة 46 التي تقع فيها المدارس بدون اي اسوار او حماية وتحول مزلقان 46 الي « مجرد ديكور» حيث تتجاهل السيارات والمواطنون المزلقان ويعبرون السكك الحديدية طوال الوقت وعند دخول وخروج المدارس يعبر شريط السكك الحديدية مئات الاطفال في توقيت واحد ما يتسبب في دهسهم تحت عجلات القطار او تصادم السيارات التي تقلهم والتي تتسابق لتحميلهم واخر حصاد قطار الموت خلال 6 اشهر فقط بهذه المنطقة هو 10 اطفال وهو ما يضيف ملفاً آخر لحوادث قطارات السكك الحديدية بمصر الذي اصبح حافلًا بالمآسي، تنزف منه دماء الأبرياء بشكل أصبح شبه يومي وخاصة أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلي أن هناك ما لا يقل عن عشر حوادث كل شهر خلال السنوات العشر الأخيرة، وطبقًا لإحصائيات وزارة النقل، فإن ستة آلاف شخص يموتون سنويًّا في مصر، ويصاب ثلاثون ألفًا آخرون في حوادث الطرق.
وفي سياق آخر قامت قوات الجيش الثالث بدراسة تنفيذ انفاق او كباري لهذه المنطقة بالتعاون مع المحافظة وتأمين خط سير الاطفال والمواطنين في هذه المنطقة عقب مؤتمر جماهيري بقرية « 46 « حضره اللواء صدقي صبحي الذي كان قائدا للجيش الثالث في هذا الوقت ومحافظ السويس السابق محمد عبد المنعم هاشم الا ان المشروع توقف لسبب غير معلوم وتبدد حلم المواطنين هناك في تأمين وحماية أبنائهم من الموت خلال طريق المدرسة.