الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«بنى مزار» مسرح مفتوح للجريمة

«بنى مزار» مسرح مفتوح للجريمة
«بنى مزار» مسرح مفتوح للجريمة




كتب ـ إبراهيم المنشاوى

 تحولت مدينة بنى مزار بمحافظة المنيا، إلى ساحة مفتوحة للجريمة، وذلك بسبب انتشار البلطجة والسطو المسلح على المواطنين والسرقة تحت تهديد السلاح فى شوارع المركز والقرى التابعة لها، وعلى وجه التحديد القرى التابعة لمجلس قروى «صندفا الفأر».
على يد مجموعة من البلطجية والخارجين عن القانون أصبح الشارع فى مدينة بنى مزار مصدرا للرعب مع زيادة معدلات الجريمة، سواء كانت سرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح، أو محاولات خطف الأطفال، وأيضا جرائم القتل التى لم تختف رغم إحكام القبضة الأمنية والعمل المستمر من قبل رجال البحث الجنائي، لكن حتى الآن لا صوت يعلو فوق صوت البلطجة.
ولا يختلف الحال فى القرى التابعة لمدينة بنى مزار عن الحال فى المدينة نفسها، حيث يسيطر عدد كبير من البلطجية والخارجين عن القانون على الشارع ويفرضون إتاوات على بعض البسطاء، ولا يتورعون فى الاعتداء على الأطفال ومحاولة خطفهم وطلب فدية غالبا لا تقل عن 100 ألف جنيه.
لكن الواقعة التى تضمنها المحضر رقم 35348/ 2016 جنح بنى مزار، تكفى لضرورة تحرك الأجهزة، خاصة أن المدينة تحولت من مسرح للجرائم السياسية إلى ساحة كبيرة للجرائم الجنائية، فى الوقت الذى تعد فيه من أكبر معاقل تنظيم الإخوان الإرهابى على مستوى الجمهورية، وكانت مصدرا لأحداث الشغب والعنف التى شهدتها البلاد فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة قبل نحو عامين ونصف العام.
تضمنت تلك الواقعة التى تحقق فيها الأجهزة الأمنية وتباشرها النيابة العامة فى بنى مزار قيام نحو 6 أفراد من المسجلين خطر، وأصحاب النشاط الإجرامي، فى التعدى على 4 طلاب بمختلف المراحل التعليمية فى إحدى القرى التابعة لدائرة مدينة بنى مزار ومحاولة سرقتهم تحت تهديد السلاح.
وشملت البلطجة التعدى بالضرب واستخدام أسلحة من بينها سنج ومطاوى وأسلحة نارية عرضت حياة الطلاب الأربعة للخطر، بالإضافة إلى إحداث إصابات بهم وفقا للتقرير الطبى الذى تم توقيعه على الضحايا فى مستشفى بنى مزار العام، فى محاولة من الخارجين عن القانون لاختطافهم وترويعهم وسرقة هواتفهم المحمولة، والأخطر من ذلك هو استخدام الأسلحة فى التعديات وإحداث إصابات فى الطلاب ما يعد فى إطار الشروع فى القتل العمد.
مصادر مطلعة كشفت عن أن النيابة العامة وراء مثل هذه الأزمات، خاصة أن بعض هذه العناصر الإجرامية كانت متهمة قبل أيام فى جرائم سرقة، لكن تم إخلاء سبيلهم من قبل النيابة العامة رغم ثبوت الجريمة من واقع محاضر الشرطة والتحريات الخاصة بهذه العناصر، مؤكدة أن هذه العناصر دائمة التردد على القسم فى جرائم سرقة بالإكراه ونصب وتعد على الآخرين، ناهيك أنه سبق أن تم ضبطهم فى قضايا تجارة المواد المخدرة.
وأحال قسم الشرطة المحضر إلى النيابة التى طلبت تحريات البحث الجنائى عن الواقعة وقررت ضبط وإحضار المتهمين، لكن حتى الآن لم يتم ضبط المتهمين الستة، فيما يحاول محمد نادى رئيس المباحث، ومعاوناه محمد أبوالعزايم، وأحمد سيد، ضبط المتهمين، من خلال تكثيف جهودهم.
وقالت المصادر أيضا: إنه قبل أيام تمكن ضباط مباحث قسم شرطة بنى مزار من ضبط قضيتين لتجارة العملة، وأحد المتهمين كان بحوزته كمية كبيرة من الدولارات وتمت حيازة المضبوطات وإثباتها فى محضر الشرطة، وبعرض المتهم الرئيسى على النيابة قررت إخلاء سبيله بدعوى أنه من كبار السن.
والمحضر الآخر لمتهم تم ضبط كميات كبيرة من العملة بحوزته سواء دولارات أو ريالات سعودية أو دراهم إماراتية، لكن تقرر إخلاء سبيله من سراى النيابة بعيدا عن قسم الشرطة.
ويسيطر القلق على الأهالى فى الوقت الحالى بسبب انتشار مثل هذه العناصر الخطرة، وعدم القبض عليهم وتركهم فى الشوارع يمارسون أعمالهم الإجرامية فى وضح النهار، رغم تكرار ممارسة البلطجة والتعدى على المواطنين الأبرياء ومحاولة سرقتهم، وربما تنتهى محاولة السرقة بجريمة قتل، خاصة أن هذه العناصر تحمل أسلحة نارية وتسير بها فى الشوارع فى إطار تهديد المواطنين.
وأكد أولياء الأمور أنهم يعيشون فى رعب وفزع شديد بسبب تكرار تلك الحوادث من الخارجين عن القانون، حيث إن لديهم أبناء وبنات فى مراحل التعليم المختلفة، ومنهم من فى الجامعات، الأمر الذى يدفعهم إلى العودة بعد صلاة العشاء، وهو الوقت الذى تنشط فيه الأعمال الإجرامية من قبل البلطجية، ما يهدد حياة فلذة أكبادهم بالخطر أو الموت المحقق، ناهيك عن تعرض الفتيات للمضايقات والمعاكسات والتحرش الجنسى فى وضح النهار.
ويطالب المتضررون الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم  اللواء  فيصل دويدار، مدير أمن المنيا، بضرورة تكثيف الجهود والقبض على المتورطين فى أى أعمال إجرامية «سرقة - قتل - تعد»، وذلك لتطهير الشارع من تلك العناصر التى نجحت فى تحويله إلى مسرح كبير لارتكاب جرائم العنف والاعتداءات السافرة، خاصة أن تلك العناصر مكانهم الأنسب والوحيد هو السجون وليست الشوارع.