الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النظافة من الإيمان يا وزير الأوقاف

النظافة من الإيمان يا وزير الأوقاف
النظافة من الإيمان يا وزير الأوقاف




يكتب:  عيسى جاد الكريم

استبشرت خيرًا عندما وجدت  أن وزارة الأوقاف، وهى أقدم وزارة فى العالم الإسلامى للوقف الخيرى الذى هو أحد ينابيع البر للأمة الاسلامية، انها بدأت تطلع بدورها الحقيقى لخدمة الأمة، عندما بدأت الوزارة بالقيام بدورها مؤخرًا  بالتصدى لحالة العوز والاحتياج التى يعانى منها الفقراء، وقيامها بتوفير حقائب مدرسية وملابس للتلاميذ وتوزيع لحوم على بعض سكان المناطق الفقيرة فى صعيد مصر.
وزارة الأوقاف التى يأتى على رأسها الوزير النشيط الشيخ محمد مختار جمعة التى كتب عليها ان تتصدى لحملات التخريب وأصوات التطرف وأدعياء العلم من فوق منابر المساجد بمشاعل التنوير، وتوضيح صورة الإسلام السمحة من خلال مشايخ الدعوة وعلمائها الاجلاء، يبدو ان الأيام قد اختارتها لتقود نهضة اخرى فى مصر مصدرها المسجد الذى كان  منذ انشائه فى عهد رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) ولا يزال هو مصدر الشعاع الروحى والتنويرى والتثقيفى للأمة، فيه تجتمع كل اسبوع تتلقى دروسها وتتذكر ما عليها من واجبات تجاه وطنها، ووزارة الأوقاف ودعاتها يجب ان تكونوا قدوة للأمة ولجميع المواطنين بإظهار الجمال لهم ونبذ السوء والقبح.
وقد آلمنى بشدة منذ أيام عندما كنت أمر بميدان رمسيس بجوار مسجد الفتح الذى يوجد به أكبر مأذنة فى مصر، وأحد المعالم المهمة التى يشاهدها اى زائر تطأ قدماه العاصمة بعد وصوله لمحطة مصر، آلمنى أن أشاهد آثارا لبراز وبول بجوار سور المسجد من ناحية شارع الجمهورية، شىء يؤلم النفس ويخنق النفس ويبعث على الاشمئزاز.. كيف يفعل هذا بجوار أكبر مساجد القاهرة وأقدم ميادينها، ألا يتقى الله من يقومون على رعاية المسجد بالاعتناء بنظافته، كيف يرضى المسئولين عن المسجد وعن النظافة بالقاهرة أن تكون هذه الصورة موجودة، وإذا كان العيب فى الناس أصحاب الكرب، كيف يمنعون عباد الله ان يقضوا حاجاتهم فى حمامات المسجد ويفتحوها لهم كمرحاض عام حتى فى غير أوقات الصلاة، فباب الحمامات بعيد عن باب قاعة الصلاة فالميدان يرتاده الملايين لا يجدون مرحاضًا عامًا يقضون فيه حاجتهم؟
هل يرضى وزير الأوقاف ان تبقى هذه القاذورات بجوار منزله؟ اذا كان لا يرضى فهل يقبل  ذلك على بيت من بيوت الله، هو مسئول عن عمارته وتزيينها، كيف تقبلون استمرار القبح والمنظر الفاحش بجوار اسوار مساجدنا؟
ديننا يدعو للنظافة ويؤكد عليها وأحاديث رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) كثيرة ففى الترغيب والترهيب عن عبدالله بن مسعود (رضى الله عنه) قال عليه الصلاة والسلام «تخللوا فإنه نظافة والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه فى الجنة»، وفى الجامع الصغير عن سعد بن  وقاص (رضى الله عنه) قال عليه الصلاة والسلام «إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود».. وفيما يرويه البخارى عن النبى صلى الله عليه وسلم  قوله «الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» وفيما يرويه مسلم قوله صلى الله  عليه وسلم «إماطة الأذى عن الطريق صدقة».
فيا وزير الأوقاف نظف مساجد الله وما حولها فالنظافة شعبة من الإيمان وإماطة الأذى عن الطريق صدقة (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فيجب أن تكون وزارة الأوقاف قدوة للأمة كلها لنعيش فى مجتمع نظيف ونربى اولادنا وعمار مساجدنا على الجمال والنظافة.
والقرار الأخير الذى اتخذته الوزارة بتعيين مجلس إدارة لكل مسجد فرصة جيدة لمشاركة ابناء كل قرية ومنطقة وحى فى وضع تصور عن الدور الذى يجب أن يقوم به المسجد كمصدر للتنوير والتعليم والتثقيف ومقاومة العادات السيئة.
ولذلك ادعو وزير الأوقاف والمسئولين عن الإشراف على المساجد ان يتبنوا حملة لتنظيف الشوارع المحيطة بالمساجد وتزيينها وتجميلها بتكاليف يمكن اخذها من صناديق «النذور والصدقات» الموجودة بالمسجد، أو تخصيص صناديق خاصة بالصدقة لصالح تنظيف الشوارع المحيطة بكل مسجد ودعوة الشباب وأهل كل منطقة بالتطوع فى المشاركة فى تنظيف الشوارع وتزيينها لكى يعتاد الجميع على التعاون فيما بينهم على تجميل احيائهم، وأظن انه اذا قامت مساجد الأوقاف بذلك سيقوم القائمون على الكنائس بنفس الأمر لتكون المحصلة هى نظافة نجدها فى كل بقعة من مصرنا الحبيبة ولن يبخل احد بجهده ووقته فى القيام بذلك اذا ما كانت الدعوة اتية من المسجد ومن لا يستطيع ان يتبرع بوقته وجهده يمكنه ان يتبرع بماله فجميعها صدقة وثواب سيعطى أجره فى الآخرة ويرى اثره فى الدنيا، فهل تشهد الأيام المقبلة تفعيل لدور المسجد الحقيقى ام ان الصورة التى شاهدتها بجوار سور مسجد الفتح ستظل موجودة؟!