السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الذكرى والذكريات

الذكرى والذكريات
الذكرى والذكريات




تكتب: مديحة عزت

يقول الإمام الشافعى كرم الله وجهه هذه الأبيات فى قصيدة مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسى من هم العداوات
إنى أحيى عدوى عند رؤيته
لأدفع الشر عنى بالتحيات
وأظهر البر للإنسان أبغضه
كما أن قد مشى قلبى محبات
ولست أسلم من خل يخالطنى
فكيف أسلم من أهل العداوات
الناس داء وداء الناس قربهم
وفى اعتزالهم قطع المودات
أتمنى أن تنفع كلمات الإمام الشافعى فى زماننا هذا الذى تاه فيه الضمير ومات فى زحمة المادة وسقطت القيم والمثل العليا واختلت الأخلاقيات وأصبح الفرق بين المال الحلال والمال الحرام كالخيط الرفيع فى زمن فقر الضمير والأخلاق.
وبعد نبدأ.. الذكرى والذكريات
أولاً: رحيل الصاحب والصديق العزيز «فاروق شوشة» إلى جنة الخلد بإذن الله يا فاروق يا من كنت من أهم من قدم أدواراً ثقافية كثيرة فهو كان من أهم الشعراء فى مصر الذين ساهموا فى ترسيخ وتطوير الشعر الحديث بعد الزميل العزيز رحمه الله «صلاح عبدالصبور» «فاروق شوشة» يا صديقى العزيز الذى عرفت مصر وأهل مصر بالشعراء والمثقفين والكتاب المصريين والعرب من خلال برنامجك التليفزيونى «أمسية ثقافية» الذى كنت أعده معك يا فاروق.. وبرنامجك الإذاعى «لغتنا الجميلة» أيضاً كنت أقدمك إلى ضيوف البرنامج.. لعلك تذكر يا فاروق يا صديق الأيام وزمن الثقافة والأدب والعلم كلما قدمتك لأحد كان ينظر إلى رأسك ليرى «الشوشة» يا فاروق شوشة.. يا صاحب العمر والأيام الجميلة يا صاحب جائزة «النيل» فى جنة الخلد مع الحبايب والزملاء والأهل فى رحاب الله.. بإذن الله.
وبعد.. إلى العزيز زميل الصحافة والأدب وصاحب الأسلوب الساحر «أنيس منصور» الذى تمر هذه الأيام ذكرى رحيله «الخامسة» الذكرى التى كانت السبب فى إعادة الذكريات مع «أنيس منصور» أستاذ أساتذة الأدب والصحافة أستاذ عصر وجيل الذى كانت لى معه حكايات بعد حديثى مع أستاذنا «العقاد» الذى أثار ضجة وكان السبب فى الوقيعة بينك يا أستاذنا أنيس منصور وكنت دائمًا يقول فى كل لقاء.. مديحة الوحيدة اللى قدرت على الوقيعة بينى وبين «العقاد»، «أنيس منصور» صاحب الأسلوب الذكى الذى كان فى بساطته وحس تعليله وبراعة استنتاجه فى مقاله اليومى.. يرفع الحواجز بينه وبين قارئه أنيس الذى رغم السنوات الخمس التى مضت على غيابه مازالت كتاباته حاضرة وأسلوبه الساحر باق.. يا «أنيس منصور» ادعو لك والذين معك بالرحمة والغفران بإذن الله يا أنيس الصحافة.
وأخيراً.. هذه الأبيات لشاعر النيل «حافظ إبراهيم» أقدمها إلى كل من له دور فى حالة الانفصام الاجتماعى فى الشخصية المصرية.. يقول:
وكم ذا بمصر من المضحكات
كما قال فيها أبوالطيب
أمور تمر وعبثى يمر
ونحن من اللهو فى ملعب
رحم الله شاعر النيل الذى أقدم أبياته بمناسبة ذكرى رحيل الثقافة وفشت الجهالة كما قال أستاذنا العقاد..
وأبدأ كلامى بالتحية والدعوة بالرحمة والغفران إلى رجل العلم والثقافة والأدب والمعلم الوزير الصديق العزيز «ثروت عكاشة» الذى مرت ذكرى رحيله ولم يذكرها ولا يذكره أحد... يا من قلت فشت الجهالة واستفاض المنكر.. «ثروت عكاشة» رحمه الله.. يا عظم الثقافة يا من علمتنى قراءة الشعر عن طريق إهدائى جميع مؤلفات شاعر المهجر «جبران خليل جبران» الذى ترجمها وقدم لها «ثروت عكاشة» بداية من كتاب «النبى وموت النبى» حتى كتاب «عيسى ابن الإنسان» ومن كلمات جبران فى كتاب «حديقة النبى» هذه الكلمات البليغة قال جبران «كونوا حديقة غير ذات أسوار.. وكرمة لا حارس دونها وكنزاً مباحاً ينهل منه كل عابر».
وبعد وللمعلومات العامة وإلى وزارة الثقافة بالذات يا ريت إعادة تشغيل مكتبة الأسرة والقراءة للجميع ولا نحرم الأجيال من الثقافة عن طريق الكتاب.. ولا يمكن ربط هذا الكيان الثقافى العلمى باسم سوزان أو علان وياريت إعادة طبع مؤلفات دكتور ثروت عكاشة ومؤلفات كبار الكتاب التى طبعها عندما كان وزيرا للثقافة وتكوينه مكتبة الأسرة وكان ثمن الكتاب «قرشين صاغ».. على فكرة كانت المكتبة الثقافية التى أنشأها «ثروت عكاشة» تعتبر أول من قدم الثقافة والقراءة للجميع وكان يقول هذه أول مجموعة من اشتراكية الثقافة.. يعنى يسر لكل قارئ أن يقيم فى بيته مكتبة بقرشين صاغ لكل كتاب وكانت تصدر مرتين فى الشهر.
وياريت يا وزارة الثقافة اليوم عودة زمن «ثروت عكاشة» الفنى والأدبى والعلمى.. لكن على رأى العربى القديم القائل: «زرعت شجرة ياريت ورويتها بلوطرحت ما يجيش منه» رحم الله «ثروت عكاشة» والذين معه فى رحاب الله من الحبايب فى جنة الخلد بإذن الله.. واختتم بهذا الدعاء للإمام البوصيرى يقول: يارب اقض ديونا لها الأخلاق ضائعة وفرج الكرب عنا أنت مقتدر قدير»
والسلام والتحية للجميع مع قول سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه: من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه.. فإذا قام بما يحب الله عرضها للدوام والبقاء.. ومن لم يقم بما يحب الله عرض نعمة لزوالها!!
ووقاكم الله وكفاكم جميعاً زوال نعمة الله عليكم ويارب احم مصر وشعب مصر مسلمين وأقباطًا من شر الفتن والتعصب والتطرق ومن شر مدعى الفقه فى الدين الإسلامى والدين المسيحى يارب العالمين.. والنصر لمصر دائمًا وأبداً بإذن الله.. وإليكم الحب كله.. وتصبحون على حب.