السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قراءة فى الفرصة المستحيلة لـ«محمد سلطان»

قراءة فى الفرصة المستحيلة لـ«محمد سلطان»
قراءة فى الفرصة المستحيلة لـ«محمد سلطان»




كتب ـ تامر أفندى

صدر حديثا رواية «الفرصة المستحيلة  للروائى محمد سلطان، عن «ميم للنشر»، الرواية عبارة عن 250 صفحة من القطع المتوسط، والذى صدر له من قبل رواية «الفوضى الخلاطة»، جاءت مقدمة الرواية  لتطرح سؤالا استفهاميا أبديا حول تساوى الفرص والرزق الممنوحين من السماء، وبعد عدة أسطر يجيب الكاتب عن سؤاله بأن الفرص تتشابه مع الرزق لكننا لا نرضى عنها أبدا، ثم يجلد نفسه وقراءه بسياط اللوم على التكاسل والتواكل وإهدار الفرص فى النظر لما هو متاح للغير.. وفى نهاية مقدمته يخلص إلى قناعاته بأن الفرصة والرزق هما وجهان لعملة واحدة، المقدمة فى مجملها جاءت لتزيد العنوان غموضا.. وتجعل القارئ يسأل إذا كانت تلك قناعات الكاتب وإجاباته عن الفرص، فلماذا ألزم بها صفة المستحيلة على عنوان روايته، أكان يقصد التعميم فى مقدمته ليؤكد فيما بعد أن هناك فى كل قاعدة شواذ لا يمكن تداركها وإن سعيت إليها، المتصفح للرواية يصدمه عنوان الصفحة الأولى الذى بدأه الكاتب بعصر يوم الخميس، فللقارئ المتمعن هذا العنوان له مدلولات بأن الحالة النفسية للبطل يحيطها الأرق والتعب كعادتنا جميعا نهاية الأسبوع.. أو نهاية اليوم أو نهاية الحلم.. أرق النهايات.. لم يكتف الكاتب بالعنوان الأول لكنه أراد أن يجذب القارئ معه فنفذ حدثه بأن عنوان صفحته التالية بصباح يوم الجمعة كالمعتاد.. ليظن القارئ أن التأريخ سيلازم الروائى طيلة الصفحات، إلا أنه ببراعة وبحرفية جذب القارئ من ترتيبه المعتاد للأيام ليلقى به فى أيام أخرى من زمن مضى.  
الجدير بالذكر أن اللغة البسيطة التى كتبت بها «الفرصة المستحيلة» جعلت القارئ شريكا للكاتب، وكأنه يستمع إلى شكوى أو ذكرى أو مكنون صدر صديق له، الرواية  محورها الرئيسى شخصية «خالد» الوريث لإمبراطورية والده، وابن الفراغ التربوى الذى انعكس عليه وعلى نفسية وعقلية جيله من الشباب وتوجهاتهم الثقافية والأخلاقية والاجتماعية، تأرجح بطل الرواية بين تيار الوعى واللاوعى بين أن يكون منتميا أو غير منتم، أو خاضعا لتيار المشاعر مع نسائه فى مملكة لم يستسلم فيها لنصائح حبيبته سلمى، يتخذ النص من قصة الحب بين خالد وسلمى مركزا له تدور حوله الشخصيات الأخرى باعتبارها تقديم الجوهر الذى يسعى إليه النص، من الصعب القول أن الرواية تنتمى إلى تيار الكتابة الفانتازية فهى تنتمى إلى واقع أليم تعيشه الكثير من الأسر المصرية، يبدو بناء النص متماسكا بشكل مدهش من خلال وعى الكاتب بتوزيع الدوار فى شكل دقيق وتتحرك الرواية فى مساحة اجتماعية محددة، تنتهى بتلك العتمة التى تطبق على نفوسنا جميعا، والتى نقف أمامها مكبلين نطرح الأسئلة من جديد.. هل هناك أمل؟ هل هناك مجال للعودة؟ هل هناك فرصة؟.