الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أشعار «التلمسانى» و«ابن النحوى» تزين القاعتين الشتويتين فى قصر المنيل

أشعار «التلمسانى» و«ابن النحوى» تزين القاعتين الشتويتين فى قصر المنيل
أشعار «التلمسانى» و«ابن النحوى» تزين القاعتين الشتويتين فى قصر المنيل




كتب -  علاء الدين ظاهر

كشف الدكتور ولاء الدين بدوى مدير عام متحف قصر محمد على توفيق بالمنيل عن أحد كنوز القصر، وهذا الكنز كما قال لنا «القاعتان الشتويتان» وهما تواجهان الشرق وتطلان على النيل الصغير،وقد خصصتا للجلسات الشتوية، والقاعة الأولى لها سقف مطلى ومحلى بزخارف نباتية وهندسية مذهبة على طراز «الركوكوكو» التركى.
 ووتابع خلال جولة قامت بها جريدة «روزاليوسف» فى القاعتين:الجدران مغطاة بالقيشانى ذى الزخارف النباتية الجميلة، وبأعلى الجدران توجد لوحات صغيرة، كتب على كل لوحة بيت من الشعر العربى لقصيدة للشاعر أبوالفضل التوزرى المعروف بن النحوى القصيدة هى «المنفرجة لابن النحوى»  و هو من شعراء تونس من تلمسان وبداية القصيدة» اشتدى أزمة تنفرجى *  قد آذن ليلك بالبلج.. وظلام الليل له سُرجٌ *  حتى يغشاه أبوالسُرج».
وهذه القصيدة تتكون من اربعين بيت شعر لقصيدة المنفرجة لصاحبها أبى الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزرى التلمسانى أو أبو الفضل 433 هـ - 513 هـ/ 1041 - 1119  م، عرف بابن النحوى التوزرى نسبة إلى توزر مسقط رأسه فى الجنوب التونسى، وقد لقيت القصيدة عناية واسعة فى المشرق والمغرب، ويبرز من الجدار الشرقى نموج ومدفأة مغطاة بالقاشانى تنتهى من أعلى بشكل هرمى.
وتابع: توجد دواليب فى الجدران الأخرى بأرفف زجاجية عليها زهريات وقماقم سلطانيات وقدور واوان من البورسلين الصينى باللونين الأبيض والأزرق عليها مناظر طبيعية ورسوم نباتية، وأثاث القاعة عبارة عن مقاعد من الخشب قريبة من الأرض وملتصقة بالجدران،وعليها وسائد ومساند بكسوة حريرية، ويفصل كل مقعد عن الآخر دولاب بأدارج، وبوسط القاعة توجد وسائد حول منضدة من حرير، وفوق المنضدة فانوس من صناعة «بوهيميا»، كما يوجد «اسطرلاب» عربى من النحاس يعود إلى القرن 18م.
وأشار إلى أن القاعة الثانية تقع من داخل القاعة الأولى وتختلف عنها،فالسقف والجدران مغطأة بألواح من الخشب الفاخر عليها زخارف نباتية وهندسية،وأعلى الجدران توجد أبيات من شعر ابن النحوى ايضا تكملة لقصيدته المنفرجة، والجدار الغربى على اليسار وفيه يوجد نموذج لمدفأة رائعة مقتبس طرازها من احد قصور «استنانبول»، وهى من الخشب المذهب المزين بزخارف نباتية، ومن أعلى على شكل عقود يبرز منها نطاق بيضاوى بداخله طغراء للسطان العثمانى «محمود» بخط «عبدالله زهدى».
كما يحلى المدفآة خورنقات على جانبيها لوضع زهريات، وفى أركان القاعة توجد دواليب ركنية بأرفف لوضع الزهريات وما يشبه القدور من «البورسلين» وتتدلى من السقف ست مشكاوات من الزجاج المزخرف بالرسوم والكتابات، أما أثاث الغرفة فهو عبارة عن كنب منخفض يطلق عليه اسم الديوان من الخشب المذهب والمطلى بـ(اللاكيه)، ويوجد دولاب من الخشب المزخرف بالتفريغ على شكل أفرع نباتية وأوراق وهو بدلفتين، وكان يستخدم كخزانة للكتب.
وأضاف: الأرض مغطاة بسجادة كبيرة تتوسطها منضدة من النحاس بقرصة مرآة لها إطار من البرونز المفرغ، وفوقها فانوس من زجاج ونحاس له قاعدة مسدسة، والاثنان من الصناعة التركية قرن 19م،ويوجد بالحجرة شمعدانين من البللور، ولكل منها 18 فنيارا من الزجاج الملون من صناعة «بكارات» بفرنسا،وقد احتفظ الأمير بالسرير الخاص بوالدته «أمينة هانم»، ووضعه فى هذه الحجرة، وهو من المعدن المفضض (طراز تركى)، وكانت تصعد إليه بواسطة سلم بدرجتين من الخشب المكسو بالقطيفة.