الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«نورا جويدة»: تباريت مع «نزار» فى الشعر وأنا طفلة وحينها أدركت أن الله منحنى نعمة الكتابة

«نورا جويدة»: تباريت مع «نزار» فى الشعر وأنا طفلة وحينها أدركت أن الله منحنى نعمة الكتابة
«نورا جويدة»: تباريت مع «نزار» فى الشعر وأنا طفلة وحينها أدركت أن الله منحنى نعمة الكتابة




حوار - خالد بيومى

وضاءة كحبات الندى، آخاذة المنطق والملتقى، تاج التباهى على مفرق رأسها كونها أنثى، إن خصصتها بالوصف لقلت «ابنة كليوباترا» وإن عنونتها للعوام لكتبت «حفيدة الملكات»، عن الشعر والعشق والشوق وسحر الكلمات حدثتنا «نورا جويدة» فإلى نص الحوار:
■ كيف بدأت علاقتك بالشعر؟
ــ بدأت منذ الطفولة، حين كتبت موضوعًا تعبيرًا عن الأم، وتأثر به كل هيئة التدريس فى المرحلة الابتدائية، وفى يوما وجدت ورقة منزوعة من كتاب فالتقطها وقرأتها، وكان مكتوباً فيها :«وعدتك أن لا أعود وعدت.. وأن لا أموت اشتياقا ومت.. وأن لا أقول بعينيك شعرا وقلت»، شعرت أننى مسحورة بالكلمات، ووجدتنى أكتب ردا لحظيا، وقلت لهذا الرجل الذى لم أكن أعرف حينها إنه العملاق نزار قبانى، «قل أحبك وسأسكن الشمس إن كنت تريد.. قل أحبك وسأجعلك الجبال بيدى تميد.. قل أحبك وسيركع الدهر العنيد.. قل أحبك وسيذوب من دفء قلبى الجليد.. قل أحبك وسأجعلك الشيطان فى براءة الوليد.. قل أحبك ولا تخف فهذا هو ما أريد»، فأدركت حينها أن الله أنعم على بملكة إتقان الكتابة بشكل يلمس القلب.
■ ما الروافد التى أسهمت فى تشكيل موهبتك؟
ـــ إنصات أمى لما كنت أكتبه، وقراءة نزار قبانى، ومداومتى على قراءة الروايات والانفتاح على الثقافة العربية بكل تجلياتها وأنواعها والإيمان بمنطق يقبل التطور والحركة والتناقض، ويتسع لخبرة الحياة الاجتماعية والنفسية التى تشمل التعبير عن جوانب الإنسان اللاشعورية وقدراته فى الخلق والخيال .
■ ما الشجرة الشعرية التى تنتمين إليها؟
ـــ نزار قبانى.
 ■ بمن تأثرت فى أشعارك؟
ــ فاروق جويدة وأحلام مستغانمى.
 ■ ما أبرز القضايا التى تعالجينها فى أشعارك ؟
ـــ احترام المرأة وكبرياؤها ومشاعرها ككيان انبثقت منها كل البشرية، ضية حب المرأة
كما تستحق.
■ الرومانسية لها حضور قوى فى أشعارك.. هل ما زالت الرومانسية موجودة؟
ـــ لو كفرنا بوجود الرومانسية، لغدا هذا العالم سجنا كبيرا نعيش فيه تعساء، الشعر بإمكاناته وقدراته على الغناء العذب يستطيع مواجهة عوالم الشر التى تتكاثر وتنمو بسرعة تحسدها كل طفيليات البر والبحر.
■ لماذا استلهمت سيرة كليوباترا فى ديوانك «حفيدة الملكات»؟
ـــ من تملك أصول فرعونية كمثلى يحق لها التباهى، بأنها تنتمى لأنثى مثل كليوباترا، تمثل لى المثالية فى الجمال والذكاء والإدارة، فأنا اعشق كونها أنثى لم تمتهن أنوثتها مقابل اعتلاء العرش ولابد لكى يكون الشاعر متمردا، أن يكون ذا ثقافة واسعة تمكنه من هضم القديم والإقدام على إبداع الجديد.
■ كيف تتشكل القصيدة لديك: انفعال، عزلة، انكسار، أم لحظة صفاء؟
ـــ كل تلك المشاعر التى ذكرت وأكثر، فالشعر طريقة خاصة لاحتمال الحياة ومصالحتها وطريقة فعالة لمقاومة الواقع اللاإنسانى.
 ■ ما الذى يمثله الزمن بالنسبة لك كبعد شعرى ووجودى؟
ـــ يتوقف الزمن بى حين أهم بكتابة قصيدة، ويعود يخفق حين أنتهى منها لتصبح حياة كاملة.. أحاول قراءة العالم بشكل مختلف والبحث عن الحقيقة.
■ من هو الرجل الحلم لنورا جويدة؟
ــ هو الرجل الذى يجارى جنونى.. يسمع صمتي، تفاهم مزاجيتى، يغدق بحنان مفرط
هذا الحلم بعينه.
■ ما طعم القصيدة فى عالم الفضاء الإلكترونى؟
ـــ أصبح العالم الإلكترونى الطريقة الأسرع، لتناول وجبة دسمة من القصائد تشبع رغباته الأدبية، وبرأيى مقارنة بكتاب تلمسه الأنامل طعمها كطبق من العسل فيه قطرات من المُر، للأسف التكنولوجيا أصبحت حاضرة ومسيطرة فى مجال القراءة، والعالم أصبح رقميا وافتراضيا، ولا أدرى إلى أين سنصل فى المستقبل، لكن الكتاب الورقى إرث وتاريخ وحضارة، ويبقى هو المرجع الثقافى والمعرفى الذى يحتاج إليه كل إنسان يبحث عن النجاح والتميز.
■ متى تتوقفين عن قراءة كتاب؟
ــ فى حال إذا شعرت بأن مضمونه فارغ، ولا يحتوى على مادة تستحق أن يخصص لها المرء وقتا لقراءتها.
■ ما أحب قصائدك إليك؟
ـــ قصيدة «طلب لجوء».
■ حدثينا عن تجربتك مع النشر؟
ــ تمت طباعة ديوان قديم لى بعنوان الحب فى زمن الصمت، ولم يتم نشره لظروف خاصة، والآن يوجد فى المطبعة ثلاثة إصدارات «حفيدة الملكات»، «فى غيابك»، «على قيد العشق والشوق».
 ■ الشعراء الجدد متهمون بافتقاد الرؤية للعالم ماذا عنك؟
ـــ يختصر هذا العالم كله فى كلمة الحب، لو اتفقنا كيف نحب، ستخلق رؤى خيالية تمنحنا الكثير من الإبداع والسعادة، وإذا كان المعنى ابن الواقع فإن الشعرية ابنة اللغة، فهى التى تشكل النص الشعرى وترسم له طريق الوصول إلى القارئ عبر خيط من الصور والمجازات والتقنيات الفنية التى يحسن الشاعر الحقيقى صهرها، ويجعل القارئ يشعر بأنه مغمور بإيحاءاتها الحسية دون أن يكون قد قصد إلى ذلك مباشرة.