الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر والمصريون وساعات الحذر والعمل

مصر والمصريون وساعات الحذر والعمل
مصر والمصريون وساعات الحذر والعمل




يكتب :د. ياســــــــر جلال

ما يؤرقنى هو حجم الأخطار الفادحة المحيطة بالوطن وحجم التحديات العظيمة التى تواجه المصريين وحجم الأعباء الهائلة التى تثقل كاهل أهل مصر والحقيقة أننى وبالرغم من كل هذا فإن إيمانى بهذا الوطن جبل لا يهزه ريح وثقتى فى المصريين فوق كل المخاطر والتحديات.
ورغم أن الحذر لا يمنع قدرًا إلا أنه أصبح فرض عين على كل من الدولة والمصريين. فعليهم أن يكونوا على أقصى درجات اليقظة والحذر حتى تستطيع مصر أن تعبر هذه المرحلة العصيبة من عمر الوطن.
فعلى مصر الدولة أن تبذل كل ما فى وسعها آناء الليل وأطراف النهار لتضميد جراح المصريين وتخفيف الآثار الحادة لقرارات الإصلاح الاقتصادى بتخطيط وتنفيذ برامج حماية اجتماعية فورية ونشطة وعلى الحكومة أن تتحرك بأقصى سرعة لدعم كل الأنشطة الاقتصادية ودعم التصدير والحد من الإسراف لموارد عملة محدودة جدا كما أن عليها الانتهاء بأقصى سرعة من مشروعات قومية عملاقة قطعت فيها شوطا طويلا حتى يشعر المواطن المصرى بالقيمة الحقيقية لهذه المشروعات وكيف أنها من الممكن أن تغير وجه الحياة على أجزاء واسعة من أرض مصر المحروسة.
وعلى الدولة أيضا أن تخاطب قلوب وعقول المصريين حتى يتفهموا الداء ويتجرعوا مرارة الدواء.  
ولا يمكن أن نتحدث عن حذر الدولة دون أن نبتهل إلى الله أن يوفق قواتنا المسلحة وكل أجهزتها الأمنية وأن ندعوهم أن يضعوا مصر وأهلها فى أعينهم حتى نستطيع أن نأمن بعد خوف وحتى نستطيع أن نتذوق مرة أخرى حلاوة النصر وآماله، فالخطب عظيمة والتحديات مذهلة والأخطار تحدق بمصر من كل الجهات الأصلية والفرعية.
أما الخطر الأعظم الذى أحذر منه فهو هذه الحرب الضروس التى يشنها أعداء مصر فى الداخل والخارج لقطع شرايين الحب والحياة الممتدة بين شعب مصر وجيشها والذى عجز أعداء مصر على مر عشرات القرون أن ينالوا منها قيد أنملة.
أما المصريون فهم كبد الحقيقة فالأمة دائما فوق الحكومة والحق دائما فوق القوة، وهم تاريخ كل الحضارات، فهم تاريخ الفراعنة والإغريق والرومان والعرب وهم الأحرص على مصر وهم يملكون أدق ترمومتر للحذر فيما يتعلق بحب مصر. لكننا نتمنى على شعب مصر أن يحبها بما فيه الكفاية. نتمنى على جميع رجال أعمالها دون استثناء ضخ المزيد والمزيد من الاستثمارات الفورية لدعم الإنتاج وتوفير فرص عمل حقيقية وأن يتفهموا أن ذلك ضرورة ملحة ليس فقط لحماية مصر لكن لحماية استثماراتهم القائمة.
نتمنى عليهم أن يحتموا بجيوش من شباب مصر المحب لهم والمقتنع بفضلهم ليس الحاقد عليهم أو الغاضب منهم.
ونتمنى على المصريين أيضا العمل والعمل ثم العمل حتى تنهض مصر. نتمنى على كل أفراد هذا الشعب بكل مستوياتهم أن يتفهموا أن النجاح هو حاصل جمع كل مجهودات المصريين. هذا وكفى فإن كثير الكلام ينسى بعضه بعضا.