الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

زهقتونى يا مصريين

زهقتونى يا مصريين
زهقتونى يا مصريين




يكتب: محمد عبدالشافى

احترت معاكو يا مصريين، كنت ورقيًا قام «الواد تامر» كتب علىَّ غرامياته ورسم علىَّ قلب لحبيبته، والحاج محروس الجزار كتب علىَّ حساباته و«أم سيد» غسلتنى فى الغسالة والبنت الدلوعة رسمت علىَّ صورة حبيبها، وأحمر شفاه وياما كُتبت علىَّ أرقام تليفونات وعناوين، واتبهدلت آخر بهدلة ويا ريته عجب، قام البيه المسئول اتهمنى بأننى تالف وبخسر الدولة، قام شرب حجرين معسل قص مع فنجان قهوة «مظبوط» وقال نخليه «حديد» وتحولت إلى حديد فكرهنى المواطن لأنى أثقلت جيبه وهو بمشى «يشخلل» وأصبحت مش عاجبه ثم قام البيه المسئول وشرب حجرين معسل قص مع قنجان قهوة «مظبوط» وقال ما ينفعش كده ده كلف الدولة ومحتاج سبايك وده كثير، رجع فى كلامه وقال نريح دماغنا ونرجعه ورقى كما كان.. هذا هو حالى معاكو يا مصريين «زهقتونى يا مصريين».
هذا الكلام على لسان الجنيه المصرى يشكو حاله ويبحث عن حل لمشكلته، استمعت إلى شكواه ووعدته بالبحث عن حل.
حقيقة.. هذا الموضوع يحتاج لأكثر من مقال لأن العملة تعد من أهم مقومات الاقتصاد وإذا ما تعرضت لمشكلة كتزويرها أو كثرة استهلاكها نتيجة التداول فإن هذا من أخطر المشاكل التى يمكن أن تواجه هذا الاقتصاد.. ولأهمية هذه القضية قبل أن أشرع فى تقديم الحل رأيت أن أبدأ مقالاتى بسؤال المواطن الذى يتداول هذه العملة لنرى حكمه عليها.
يقول د. حامد خطاب طبيب استشارى بمستشفى حميات امبابة إن العملة الورقية وبحكم تخصصى حاملة للأمراض المعدية، خاصة الأمراض الجلدية فقد ثبت بالتحليل فى كثير من الأحيان أن قدرًا كبيرًا من هذه الأمراض تنتقل عن طريق العملة الورقية بتدوالها بين الأشخاص وكذلك الأمراض تنتقل عن طريق الفم سببها الأول والأخير العملة الورقية فعندما يقوم الشخص بعد بعض تلك الأوراق يقوم بوضع يده فى فمه وقد يكون فى فمه مرض معين ثم يضعها على الورقة المالية وتنتقل هذه الورقة إلى شخص آخر سليم فيكرر هذه العملية مرة أخرى مما يجعله يمرض بنفس مرض الشخص الأول، كما أنها سريعة التلف وتسبب خسارة كبيرة للدولة بسبب حجم التالف المكدس منها والذى ينتظر الإعدام أما العملة المعدنية فهى أيضًا ناقلة للأمراض وبخاصة المزورة منها حيث يتراكم الصدأ عليها لعدم جودة معدنها وقد يقوم طفلًا بوضع هذه العملة فى فمه فتنتقل المادة التى بها صدأ إلى فم هذا الطفل وقد تكون حاملة لمرض من شخص آخر فتصيب هذا الطفل بميكروب أو فيروس وقد تصل إلى حالة تسمم.
يوضح حمادة عليوة مدرس أن سلبيات العملة الورقية كثيرة، وضاق الناس ذرعا من كثرة مشاكلها فى الماضى، ويؤكد مشكلة تكدسها داخل البنوك خاصة القديم والممزق منها والتى يرفض المواطن صرفها من البنك فتضطر الدولة إلى إعدامها وإصدار بدل منها وهذا يكلف الدولة تكاليف باهظة من أوراق بنكنوت وأحبار وطباعة ويتم تكرار تلك العملية كل 4 أو 5 سنوات على الأكثر أما عن العملة المعدنية فلا تقل فى مشاكلها عن العملة الورقية فهى ثقيلة الحمل، ولا يحبها المواطن لدرجة أنها إذا ما كثر عددها داخل جيبه يمكن أن تتسبب فى تمزيق جيب المواطن، كما أن العديد من المواطنين يرفض أن يحصل على الكثير منها كفكة لصعوبة حملها مما يسبب الكثير من المنازعات بين المواطنين وبعضهم البعض سواء كانوا مستهلكين أو تجارا.
ويتذكر مصطفى على عامل على المعاش بأنه منذ أكثر من 70 عامًا كانت العملة المتداولة معدنية سواء فضية أو ذهبية ثم ظهرت العملة الورقية فأحس الناس وقتها كثيرًا بالفرحة نظرًا لما كانت تمثله العملة المعدنية من ثقل فى حملها، أما الورقية فيمكن ثنيها وحملها بأعداد تفوق العملة المعدنية لأنها لا تشغل حيزًا ولا تمثل وزنًا ولكن مع مرور الوقت أحس الناس بمشكلات تلك العملة وبخاصة سهولة تزويرها ولا يمكن للمواطن البسيط أن يكتشف هذا التزوير ودائمًا ما يقع فريسة لتلك الأوراق المزورة التى لا يملك غيرها فى ذلك الوقت.
بعد عرض آراء عينة صغيرة من المواطنين، أحب أن أشير إلى أن أهم مشكلة تواجه العملة سواء معدنية أو ورقية ألا وهى التزوير، فالعملة المعدنية المزيفة تظهر عيوبها نتيجة عملية الصب المتبعة من حيث خشونة السطح والصلابة وضياع بعض التفاصيل، فالمزيف يريد أن يجعل العملة المزيفة تأخذ طابع القدم من التداول بتعريضها إلى تفاعلات كيميائية تخفف من لمعانها أو انقاص بعض الزخارف والنقوش، كما أن ملمس القطعة المزيفة يكون خشنًا ولا نجد دقة فى النقوش والكتابات التى على جانبيها كما انها ليست صلبة فإذا ما تعرضت لصدمة تظهر عليها نتوءات وتصبح مشوهة، كما أن المزور لا يعطيها نفس الوزن والحجم الذى تأخذه القطعة الأصلية فيظهر ذلك عند الإمساك بها.. أما العملة الورقية المزيفة فتعرف من ملمسها الناعم جدًا عكس الورقة الأصلية خاصة عند رقم العملة 50 جنيهًا مثلًا، صعوبة تزوير العلامة المائية وهى الخط الموجود فى نصف العملة الورقية على الجانب الأيمن قليلًا، رموز البنك المركزى التى تكتب كتاريخ الطباعة يصعب تزويرها وإذا زورت لا تكون فى أماكنها الصحيحة ونجدها مائلة، الوجه الفرعونى الذى يوجد على جهة اليسار من العملة فقط قم بتعريض العملة الورقية للضوء المباشر تكتشف التزوير.. بذلك نكون قد تعرفنا على مشكلة الجنيه وأن شكواه حقيقية فهو لا يريح المواطن سواء كان معدنيًا أو ورقيًا فى المقال القادم نحاول البحث عن حل لمشكلته.