الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأنثى والبيت الأبيض

الأنثى والبيت الأبيض
الأنثى والبيت الأبيض




يكتب :محمد عبدالدايم

جاءت الانتخابات الأمريكية الأخيرة، التى تابعها الملايين عبر الفضائيات، لتكشف للعالم اجمع عن وجه أمريكا القبيح، فها هى راعية الديمقراطية قصدى «الإرهاب» فى عالمنا العربى ترفض أن يحكمها  «أنثى» لها (دلاديل) من الحكام والسياسيين العرب، الذين دعموها ضمانا لتنفيذ مخططاتهم فى الشرق الأوسط، وها هى إرادة الله تنزل بردا وسلاما على مجتمعاتنا العربية، التى خربتها الإدارة الأمريكية على مدار عقود طويلة من حكم الديمقراطيين، وآخرهم مدعى الإسلام الحقير  «أوباما» الذى انهى على حكم الديمقراطيين بأمريكا، ووضعها فى مأزق اتمنى ألا تخرج منه أبدا، وجاء - دونالد ترامب - ليفهم قواعد اللعبة، وينتصر للإرادة الشعبية  بكل الوسائل – ترامب- حقق المفاجأة الكبرى، ووجه صفعة قوية على وجه المتحذلقين من المنظرين والإعلاميين المأجورين، الذين أرادوا فرض تكهناتهم على العالم بترويج التكهنات المغلوطة، من أجل تمرير ورقة سادتهم المؤيدين لحكم «الأنثى كلينتون «المدعومة بأموال عربية، وهو ما لم يتحقق بفوز ترامب رجل الأعمال المثير للجدل داخل حزبه وداخل أمريكا بشكل عام.
نعم لا يوجد فرق بين تلك أو ذاك كلهم احفاد القردة والخنازير لكن - ترامب - كشف عورات الإدارة الأمريكية فى عهد الديمقراطيين، وفى القلب منهم هذه الشمطاء راعية الإرهاب فى عالمنا العربى، وفضحهم على رءوس الأشهاد بل انه اتهمهم صراحة بتخريب الشرق الأوسط، حتى إنه رفض الإدلاء بأى تصريحات إعلامية لقناة الحقيرة، كل هذا لم يستوقفنى! لأننى أعرفه كما غيرى يعرفه، لكن الذى يجب طرحه وايصاله لجميع البشر،  أن ثمة تدخلات استخباراتية كانت عملا رئيسيا فى فوز ترامب، وأجزم أن جهاز إف بى آى FBI- الذى يملك أكثر من 400 مكتب موزعة على ولايات أمريكا المختلفة، بالإضافة إلى 56 مكتبًا رئيسيًا فى عواصم  تلك الولايات، كانت له اليد الطولى فى الانتخابات الأخيرة، وأعود لأذكر بما تردد عن تصريحات صدرت للرئيس الروسى فلاديمير بوتين الشهر الماضى، حيث خطب فى شعبه طالبا منهم حفر الخنادق أسفل المنازل، والاستعداد لمعركة عالمية كبرى قد نضطر فيها إلى استخدام النووى  (والكلام «لبوتين»)، وهو ما يعنى أن روسيا لن تقبل بغير ما تريد، وهى رسالة موجهة فى المقام الأول لأمريكا التى راوغت كثيرا فى مسألة سوريا، والعقوبات المفروض على روسيا، ومن ثم كانت تقارير جهاز «F.B.I» التى راعت أمن أمريكا القومى ووضعته فوق كل اعتبار، حيث رأت أن الديمقراطيين يقودون بلادهم إلى الهلاك والدمار الشامل- لاسيما أن حروبا ضروسا أشعلتها الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط، وادخلتها فى صراع لا ينتهى صراع افقدها شعبيتها ومصداقيتها، حتى إن «ترامب» لم يجد حرجا حينما قال أمام جمهوره من الناخبين:  أن حكم هيلارى السيئ تسبب فى العديد من الكوارث. وأردف: دعونا نعيد النظر إلى سجلات 2009 قبل هيلارى كلينتون لم يكن (لداعش) وجود وكانت ليبيا  مستقرة  ومصر أيضا – أما العراق فحالته كانت شبه مستقرة أو مقيدة بعقوبات، وسوريا تحت السيطرة، بعد أربع سنوات من تواجد «كيلنتون» انظروا ماذا حدثّ!- داعش- انتشرت فى العالم وتم تدمير ليبيا، لدرجة أن سفيرنا وطاقم عمله قتلوا وتركوا ليموتوا على أيدى قتلة همجيين، مصر حكمها الإخوان الراديكاليين واضرت القوات المسلحة للإمساك بزمام الأمور – العراق دخل فى فوضى – إيران فى طريقها لنووى- سوريا فى حرب أهلية، وصدرت لنا  أزمة اللاجئين التى تهدد الغرب،  بعد 15 عامًا من الحرب فى الشرق الأوسط (والكلام مازل لترامب) تريليونات الدولارات وآلاف الضحايا وأصبح الوضع سيئًا للغاية هذا هو «ميراث كلينتون».
الرجل لم يكتف بذلك بل طالب بأن يكون لأمريكا نظام استخباراتى أفضل من الحالى فى جمع المعلومات وأن تتخلى أمريكا عن السياسات الفاشلة فى بناء الأوطان وتغيير الأنظمة وينبغى علينا أن نتعامل مع حلفائنا الذين يشاطروننا هدفنا وهو هزيمة داعش وإرهاب الإسلام الراديكالى بسرعة وسنفوز سنفوز بسرعة.
أعتقد أن كلام الرجل الأخير دليل قوى على فهم الأمور وتفوقه باكتساح على تلك الشمطاء حمالة الحطب ولا أستبعد أن جهاز الاستخبارات الأمريكية أراد تصحيح الأوضاع وللحديث بقية.