السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ندوته بـ«روزاليوسف» هانى شنودة: الفن دون رقابة رشيدة «فوضى».. و«المهرجانات» فساد للذوق العام

فى ندوته بـ«روزاليوسف» هانى شنودة: الفن دون رقابة رشيدة «فوضى».. و«المهرجانات» فساد للذوق العام
فى ندوته بـ«روزاليوسف» هانى شنودة: الفن دون رقابة رشيدة «فوضى».. و«المهرجانات» فساد للذوق العام





أدارت الندوة: غادة طلعت
إعداد: آية رفعت
تصوير: أحمد النجار

يستكمل الموسيقار هانى شنودة حديثه عن تاريخه الفنى، ورغم أنه صاحب الخطوة الأولى فى الموسيقى الحديثة وادخال طفرة فى الألحان والتوزيع إلا أن كل هذه الأمور نسبت لغيره، وأكد أن مشاكل الموسيقيين التى لا تنتهى وإيمانه بالرقابة الرشيدة التى تحد من كلمات الأغانى السيئة.. وعن رأيه بأغانى المهرجانات وألحانه التى سرقت بإسرائيل يتحدث شنودة فى الجزء الثانى لندوته..
■ ما ردك عن نسب التجديد الموسيقى لحميد الشاعرى؟
- أنا قدمت أول اغنيات فرقة المصريين بالتوزيعات والتجديد الموسيقى عام 1977 وقبلها ألبوم منير عام 1976 واعتقد ان حميد وقتها لم يدخل الوسط الفنى فالتاريخ يدون كل شىء.
■ ما سبب توقفك عن تقديم تترات المسلسلات؟
- انا اتعامل بشكل خاص فاقرأ السيناريو كاملا لكى استطيع ان اضع الالحان المناسبة والمعبرة عن المواقف المختلفة.. ورغم انى قدمت اعمالا تليفزيونية كثيرة الا اننى لا ادرى لماذا توقفوا من عرض العمل على بها حاليا وانا مصرى وكرامتى فوق «مناخيرى» ولا أطالب أحدا بالعمل معه ولكنى انتظر ان يعرض على العمل.
■ ما رأيك فى إعادة غناء الأغانى القديمة؟
- انا أحترم أى مطرب ولا يغير فيما غناه قبله خاصة عندما يعيد تقديم الاغانى القديمة، فيجب عليه ان يلتزم بالنص والألحان.. فمثلا انا معجب جدا باداء الفنان حسين الجسمى لاغنية «أما براوة» للنجمة نجاة لانه التزم بلحنها وأدائها كما قدمتها هى وبالتالى كل الناس احبتها ولكن عندما يظهر احدهم ويغير فى الألحان وموضع الكلام ونشعر بان هناك نشازا فى الأمر. ولقد اعترضت على تقديم منير لاغنية «انا بعشق البحر» ليس لانه غير فى اللحن ولكنى كنت أرى أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يؤدى احساسها سوى نجاة.
■ وأى الأصوات التى تجذبك حاليا فى الغناء المصرى؟
- احب الاستماع لعدد كبير من الفنانين ومنهم آمال ماهر وشيرين عبد الوهاب والتى أحدثت حالة من البهجة بأغنيتها «آه يا ليل» ولا أدرى لماذا اكتفت من تقديم مثل هذا اللون من الاغانى وكذلك تامر حسنى الذى أراه يتمتع بقدر كبير من الموهبة والنجومية. وبالطبع محمد منير وعمرو دياب احبابى بالطبع. وأحب كل من يقدم فناَ جيدَا ويحافظ على بيتى وأسرتى.
■ لماذا لم تقدم أى أغنية وطنية تعبر عن الاحداث او للنظام؟
- لم أقدم ايا منها خلال تاريخى وليس معنى ذلك أنى أرفضها ولكنى بشكل عام ارحب بالطاقات الإيجابية والأمل والتفاؤل فى هذه الاغاني.. وارفع القبعة لعمرو مصطفى على اغنية «بشرة خير» وكذلك مصطفى كامل لاغنية «تسلم الأيادى» لأنهما بعثا التفاؤل فى نفوس الشعب.
■ هل انت ضد الاغانى الشعبية التى تقدم حاليا بشكل عام؟
- بالطبع لا فأنا أول من أدخل الموسيقى الإلكترونية على اغنية شعبية وهى «زحمة يا دنيا زحمة» لأحمد عدوية. واحب جدا الاغانى الشعبية التى تثير البهجة وذات معان جيدة وكلمات يمكن الاستماع لها مثل اغانى شعبان عبد الرحيم عندما قدم اغنية «خليك فريش» فهى اغنية بسيطة وشعبية وعندما يكون لدينا اية مناسبة بالطبع نقوم بالاستمتاع بالاغانى الشعبية لانها تحدث «هيصة».
■ ولماذا الناس تهاجم موسيقى اغانى المهرجانات؟
- لا توجد لدينا نوتة كافرة ونوتة مؤمنة والموسيقى محايدة والكلام الذى يقال عليها هو السبب. فالناس اعترضت على كلمات هذه الأغانى قبل الاعتراض على الموسيقى فلو عرض هذا الكلام على جهاز الرقابة وأجازه فيجب ان تتم محاسبة الموظف الذى اجازها ومحاكمته.. لأن هذه الكلمات لا تعتبر حرية لأن الحرية لها حدود مهما كانت وعندما تصل حريتى لإيذاء أذن الآخر فيجب أن أقع تحت طائلة القانون. وفكرة ان هذه الأغانى لا تحصل على موافقة الرقابة فيجب على شرطة المصنفات منعها. ومن الغريب أنهم يتركون هذه الاغانى دون منع وتسبب فى فساد ذوق الشباب والأطفال.
■ هل ترى أن الموسيقى الالكترونية التى يستخدمونها هى تطور للتوزيع الموسيقى؟
- هم يستخدمون تقنيات إلكترونية بشكل مبالغ فمثلا الاصوات المرتجفة التى يقدمونها هى تقدم من خلال جهاز يستخدم لتصليح نشاز الصوت ولكنهم يرفعون من درجته فيصدر هذه الاصوات. ولكن نعود لان الكلام هو الذى يسىء لها فلو قدموا كلمات راقية ومهما كان اللحن سوف يكون جيداً.
■ إذا فانت تؤيد وجود الرقابة الفنية؟
- أنا مع الرقابة الرشيدة لأن هناك مهازل تحدث فنجد ان هناك موظفا لا يفقه فى الإبداع ويرفض نصا لفؤاد حداد او صلاح جاهين، فكيف له ان يحكم عليهم وهو غير دارس. فيجب ان يكون هناك شخص مثقف اى انه يتفهم الأمر فلو كلمة تحمل معنيين او قد تثير الجدل يطالب بتغييرها. كما ان المبدع الحقيقى هو الذى يضع رقابة داخلية على نفسه ويقيس الكلام فذات يوم آتى لى احد الشعراء بكلمات اغنية تبدأ بـ«تعالى نعمل زى الناس» فرفضت ان أقدمها لأنها ستحمل معنى آخر لدى الشعب... والفن بدون رقابة يصبح فوضى.
■ ما رأيك فيما وصل له الموسيقار عمر خيرت؟
- عمر كان صديقى ومعى بفرقتنا الاولية وكان وقتها يلعب «درامز». ومنذ بدايته وهو موهوب والتاريخ لا ينسى أحدا وسيذكر التاريخ عظمة المكانة التى وصل لها خيرت فانا حاولت أن أكون مثله ولكن الأغانى جرفتنى لأكون ملحنا اكثر منى مؤلف موسيقي. فهو أبدع فى التأليف الموسيقى، بينما أنا غيرت فى مسار الموسيقى آينعم يحاولون تغيير هذه المفهوم حاليا ولكن كله مدون بالتاريخ.
■ هل تطبق الملكية الفكرية كما يجب فى الوطن العربى؟
- من أغرب الطرائف ان اغلب الدول النفطية لا تطبق الملكية الفكرية وغير النفطية فقط هى التى تطبقها اى يكون لى نسبة من حق استغلال اللحن حتى لو تم عزفه فى اى مكان عام، ولربما فكرة ان أغلب الألحان مصرية وهناك دول ليس لديها تراث فنى تخاف عليه هو السبب فى اهمال الملكية الفكرية فى الوطن العربى.. ولكن اكثر المحافظين عليها هى دول المغرب العربى.
■ هل تعرضت لموقف خاص بالملكية الفكرية؟
- اذكرعندما كنت فى زيارة لدولة سويسرا ووجدت أحد الحانى يعزف هناك فسألت المايسترو هل تعرف لحن من هذا فقال انه لهانى شنودة ويقومون بسداد حق الانتفاع به بشكل دورى للنقابة.
■ ماذا عن سرقة إسرائيل لبعض الالحان؟
- هناك مطرب فلسطينى سرق أغنية «زحمة يا دنيا زحمة» وغنى عليها كلمات اخرى وانتفع بها بعده مطرب اسرائيلى وآخرين غيرهم فقمت برفع قضية تم الحكم فيها لصالحي، فوجدتهم يعلنون انهم قد استخدموا الحانا اخرى لى وانا لست على دراية بها وقالوا لو هانى شنودة يرغب فى الحصول على حقه المادى فليأت لنا ويحصل على النقود. وأنا رديت عليهم بانى بدولة مؤسسات ويجب عليهم التعامل معها وليس مع الفرد واكدت عليهم انى لا احصل على حق مادى من دولة لا تحترم مؤسسات بلدى فكان يجب ان يرسلوا النقود للمؤسسات المختصة وليس التعامل معى بشخصى. ولو كانوا ارسلوا النقود لمؤسسة لكنت اخذتها بدلا من ان تتحول إلى رصاصة فى قلب طفل فلسطينى.
■ هل انت متابع لازمات نقابة الموسيقيين الأخيرة؟
- أزماتها كثيرة لأنها أغنى النقابات والصراعات داخلها يكون اغلبها على الفلوس.. فانا علاقتى بالنقابة لا تتعدى الكارنيه الذى يربطنى بها وأنا لا اتابع مشاكلها المتلاحقة. وقد توليت منذ فترة اللجنة الثقافية فى فترة تولى محمد رشدى كنقيب ولم استمر فيها كثيرا.
■ لماذا لم تقدم لحنا لأى مطرب عربى؟
- انا لست رافضا ولكنهم يدركون اننى لست للبيع فعندما اقدم لحنا لمطرب مصرى اتعامل معه الند بالند، بالاضافة إلى انى احافظ على مكانتى وتاريخى ولكن ما رأيته حولى من تعاملات لملحنين مع عرب كانت منتهى الاهانة والعربى يتعامل مع الفنان بأنه اعلى منه لأنه يشتريه بماله الخاص.
■ كيف رأيت عودة الفنانة نجاة للساحة الفنية؟
- نجاة تعود وتخطط فى صمت فهى تخفى الأمور وبالطبع انا اول من تخفى عنه التفاصيل لانها تعلم انى سأنشر الأخبار فرحا. فأذكر انها حضرت فى يوم لتسجيل احد هذه المشروعات فى الاستوديو الخاص بى واشترطت عدم وجود اى شخص حتى الفراش رفضت وجوده وكان معها مهندس صوت يونانى فقط.
■ متى تتوقع ظهور اغانيها الحديثة للنور؟
- مشكلة نجاة انها مترددة جدا فانا لدى 6 اغان لها على نفس سياق انا باعشق البحر ومسجلة منذ 30 سنة وهى تحبسهم ولم تتخذ قرار طرحها حتى وقتنا هذا. وانا لا أستطيع أن أطالبها بهذا لانها مثل «الدانتيل» أخاف أجرحها لأنها رقيقة جدا. وسر نجاحى معها أننى لم أطالبها بطرح أية أغنية مهما كان. حتى إننا عندما قدمنا «أنا بأعشق البحر» ظلت تسجلها لمدة شهر كل مرة لا تعجبها وتقوم بإعادتها.
■ ماذا عن جديدك؟
- سجلنا اغنية بعنوان «انسى يا عريس.. انسى يا عروسة» بالكامل ونعمل حاليا على تصويرها بشكل طفلين ومسرح عرائس وذلك لرغبتى فى عدم اخذ الاغنية على محمل الجد لانها عبارة عن جمل من العريس للعروسة والعكس صحيح، انهما بعد الزواج ينسيان الوضع والدلال الذى كانا يعيشان به وكأن كلا منهما يتربص للآخر. فقصدت ان اقدمها بشكل طفلين حتى لا يتم اعتبارها تهديدا صريحًا ولكنها أغنية خفيفة فحسب.
■ ألا ترى أن التزامك بالاخلاقيات والمعايير الفنية أضعف من تسويق اغانيك؟
- هذه حقيقة للأسف، لأنى نشأت وترعرعت على الفن الأصيل خاصة التواشيح الدينية والشيخ النقشبندى والذكر والغوازى وكل حاجة يمكنك ان تتخيلها فى طنطا من الموسيقى الشعبية بمصر. وأنا ليا ملايين الاساتذة سواء قابلهم أم لا وكلهم كونوا شيئا اسمه اسلوب.. وأنا اسلوبى يحكم على الا اقدم ما يحرج اولادى فيما بعد او يجرح عائلتى.
■ ألم تخف من تقديم الابتهالات الخاصة برسول الله؟
- لا، فالفن لا يمكنه التوقف بالدين، كما انى اؤمن بكل الأديان والله هو من يحاسبنا فى النهاية، وأرفض التطرف والاحكام التطرفية وكل شخص يعبد الله بطريقته الخاصة ولا أرضى على المتطرفين.
■ هل ترى ان هناك مؤامرة من بعض الشركات العربية ضد الفن المصرى؟
- نعم بالطبع، وأى حد يريد محاربة مصر سواء عربيا او غربيا يهاجم الفن لان الفن المصرى الاقوى والاكثر تأثيرا فلو الفن والثقافة سقطا تهتز البلد.