الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمال الفراشة بين السماء والأرض مقابل «ملاليم»

عمال الفراشة بين السماء والأرض مقابل «ملاليم»
عمال الفراشة بين السماء والأرض مقابل «ملاليم»




الشرقية ـ سمير سرى

ما أن تمر عليهم وهم ينصبون إحدى الخيام أو يعلقون الأنوار باختلاف ألوانها إلا وتجد نفسك تقول «ياااااااه سبحان الله، هما مش خايفين يقعوا أو يموتوا» وحين تنظر إلى وجوههم وهم يتحركون بالسلم أو يقفون على ارتفاع كبير يجاوز الستة أمتار تجد على شفاههم ابتسامة كبيرة وكأنهم يضربون بتلك المخاطر عرض الحائط ويقولون «لكل أجل كتاب وأعطنى عمرا أطلع السلم وأمشى عليه» أشخاص يجمع عملهم بين النقيضين.. فهو إما تتويجا لفرحة عروس تزف على عريسها لتعيش ليلة العمر أو تشييعاً لشخص فارق الحياة وترك الأنين لأحبائه، فكل ما يهمهم هو عملهم الذى يعتبر الأول والأخير بالنسبة لهم.
إنهم عمال الفراشة الذين يقومون بنصب سرادقات العزاء وتعليق الزينة فى الأفراح والمؤتمرات والمناسبات السعيدة.
يقول «أحمد محمود» 20 سنة، عامل فراشة بمحافظة الشرقية إنه يعمل بتلك المهنة منذ ما يقرب من 3 سنوات، فبعد أن أنهى دراسته كانت الفراشة هى طوق النجاة بالنسبة له وفى بداية ممارسته لهذا العمل كان يشعر بالخوف لقيامه بنصب خيمة يصل ارتفاعها إلى ما يقرب من الـ 6 أمتار لكنه ما لبث أن اعتاد الأمر وأصبحت المخاطرة جزءا لا يتجزأ من حياته، مشيرا إلى أن عمله بالفراشة يقتصر على نصب الخيم وتنظيم الكراسى للمدعوين وتهيئة مكان جلوس العرائس فهو يخاف جدا من التعامل مع الكهرباء لأنه من الممكن أن يلقى حتفه أثناء قيامه بتركيب الإضاءة، وأنه يحب عمله لأنه مصدر رزقه الوحيد لكنه ينوى تركه والسفر إلى الخارج لأن دخل هذا العمل لن يساعده على تكوين نفسه والعائلة التى يحلم بها فدخله يصل إلى 80 جنيهًا فى اليوم ينفق منه على نفسه وأسرته باعتباره عائلها الوحيد والتى تتكون من خمسة أفراد لفت إلى  أن ظهور القاعات أدى إلى انخفاض الطلب على الفراشة.
ويتابع «مصطفى محمد» 23 سنة، عامل فراشة إن عمله يتمثل فى اقامة البوابات العالية ونصب الخيم عليها وهذا الأمر يتطلب مجهودا بدنيا كبيرا يجعله حذرا ومحتاطا نظرا للمخاطر التى تكتنف هذه المهنة ويأتى فى مقدمتها السقوط من على ارتفاع عال قد يتسبب فى إصابات بالغة وقد يؤدى للوفاة،
وأوضح أن السهر لفترة طويلة والعمل لساعات متواصلة يعد من صعوبات هذه المهنة وكذلك عندما يضطرون إلى نصب إحدى الخيم فى شوارع ضيقة فهو أمر يعوقهم عن العمل بشكل مريح وسريع لأنه يقيد حركتهم.
ويضيف «عاشور إبراهيم» 30 سنة، كهربائى إنه يعمل هذه المهنة منذ ما يقرب من 12 سنة فمنذ صغره وهو يحب هذا المجال وطالما نظر إليه على أنه أمتع عمل يمكن أن يمارسه لما يتضمنه من مخاطرة كبيرة ولعب بالنار كما يقولون، موضحا أنه فى بداية عمله فى تعليق الكهرباء للأفراح كان يصاب بماس كهربائى خفيف لكنه كان يتعلم من أخطائه ويحرص على عدم تكرارها إلى أن أصبحت لديه مهارة كبيرة فى التعامل مع الكهرباء وأهم ما اكتشفه من خبرته تلك أن الحرص هو أساس النجاة.