الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رئيس جامعة الأزهر يدعو لتنقية الشعور الدينى من الضغائن

رئيس جامعة الأزهر يدعو لتنقية الشعور الدينى من الضغائن
رئيس جامعة الأزهر يدعو لتنقية الشعور الدينى من الضغائن




أكد الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر فى كلمته أمام المؤتمر الدولى النظرى التطبيقى التاسع (المثل العليا وقيم الإسلام فى مجالات التعليم للقرن الحادى والعشرين) المنعقد بالعاصمة أوفا بجمهورية باشكورتستان بروسيا أن قيم الإسلام تدعو إلى بناء السلام بين بنى البشر جميعا وأن  المشتركات بين بنى الإنسان كبيرة ، داعيا إلى استثمارها فى وقف شلالات الدماء، والتعاون  على تنقية الشعور الدينى من الضغائن والأحقاد التى كلفت البشرية ثمنا باهظا ومرهقا، مشددا على التكاتف  لمواجهة العنف، والجوع، والفقر،وبذل المزيد من الجهد لإسعاد البشرية.
وشدد على أن  التربية الإسلامية تعد اهم وسائل الوقاية من التطرف والتعصب، وقال إن قيم الإسلام تعطى المسلم تحقيق ما هو مطلوب منه فى إطار رسالة الإسلام، وتحقق له الشعور بالأمان، وتساعده على فهم العالم من حوله، وتمكنه من التعبير عن الذات، وتعمل على إصلاحه نفسيا، وضبط شهواته ومطامعه، وتسمو به فوق المادة، وتحفظ على المجتمع تماسكه، وتعينه على مواجهة المتغيرات من حوله.
واستطرد قائلا: «كما أن قيم الإسلام قادرة على مواجهة العنف والتطرف فهى تهتم بالسلم العام، وتدعو إلى مجادلة أهل الكتاب بالتى هى أحسن، قال تعالى ( ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن)،  كما أنها تدعو إلى عدم إثارة الحقد والكراهية قال تعالى (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم).. كما أنها حال الحرب تحافظ على أمن المحايدين قال تعالى (فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) (النساء/90) كما أنها تدعو إلى حسن الجوار، وترك المبادرة بالشر، قال تعالى (ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا)، وتأمر بعدم التعرض للمدنيين حال الحرب  حيث قال تعالى (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم).
ولفت إلى  إن قيم الإسلام تؤمن بتعدد الحضارات، وتقرها، وترسخ الإيمان بذلك فى قلوب المسلمين، والسيرة العطرة لرسول الله وصحبه الكرام، جسدت الإيمان بتعدد الحضارات وتنوع الثقافات، وتعاطت معها، واقعا عمليا و«التقاء الحضارات معلم من معالم التاريخ الحضارى للإنسانية، وهو قدر لا سبيل إلى مغالبته أو تجنبه، وقد تم دائما وأبدا وفق هذا القانون الحاكم التمييز بين ما هو مشترك إنسانى عام وبين ماهو خصوصية حضارية» والخيار البديل لصدام الحضارات هو أن تتفاعل الحضارات الإنسانية بما يعود على الإنسان والبشرية بالخير والفائدة،  والاتجاه نحو البناء والاستجابة الحضارية لتحديات الراهن، عكس نظرية (صدام الحضارات) التى تدفع الطرف المتسلح بـإمكاناته العملية والمادية لممارسة الهيمنة ونفى الآخر والسيطرة على مقدراته وثرواته تحت دعوى أن نزاعات العالم القادمة سيتحكم فيها العامل الحضارى.
وشدد د. الهدهد على أن قيم الإسلام لاتعادى الأديان السماوية وقد نص القرآن الكريم على أن الإيمان بالرسل والكتب السماوية شرط كمال إيمان المسلم، فى قوله ـ تعالى: ـ (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله).
أضاف أن دعوة الإسلام مرتكزة على تنوع الشعوب والتعدد المجتمعى، ولا سبيل إلى الالتقاء إلا بالتعارف والتعاون وقد جاء ذلك فى قوله: ـ تعالى: ـ «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»،  موضحا أن دعوة الإسلام وقيمه ترتكز على التسامح، والحوار لا الصدام، والتعايش لا التناحر.
كما أكد أن الإسلام  يحافظ على  الآثار والكنائس والمعابد حتى ما يخص أتباع الديانات غير السماوية، وذلك فى البلاد التى فتحها المسلمون على مر التاريخ، فى كل البلاد، ومن يفعل غير ذلك من داعش وغيرها يبرأ منه الإسلام، وهو ناتج عن فهم مغلوط مشوه عن الإسلام، مشددا على أنه ليس من هدف الإسلام ولا من رسالته تحويل غير المسلمين للإسلام، وإنما هدفه شرح حقيقة الإسلام، وإن دوره هو الحفاظ على نقاء شريعة الإسلام والدفاع عنها.
وقال رئيس جامعة الأزهر: إن الإسلام لايحمل عداء للعقائد الأخرى، إنه يدين العنف والإرهاب، إن الناس جميعا قد أوجدهم الله من نفس واحدة، والاختلاف فى العقائد من طبيعة البشر، والعقائد لاتباع ولاتشترى،ولا إكراه على العقائد، وإن الاختلاف لايمنع التعاون ولا التعارف، إن جميع الأديان السماوية اتفقت على أمرين إخلاص العبادة لله وحده والتحلى بمكارم الأخلاق، ولم يختلف أحد على أهمية الكلمة الطيبة فى حياتنا جميعا.. واختتم  قائلا: «فلنتكاتف جميعا لمواجهة العنف، والجوع، والفقر، ولنتعاون معا لإسعاد البشرية».