الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحرائق تهدد نخيل الواحات بالوادى الجديد

الحرائق تهدد نخيل الواحات بالوادى الجديد
الحرائق تهدد نخيل الواحات بالوادى الجديد




الوادى الجديد ـ محمد محروس

أصبحت الحرائق المستمرة خطرا كبيرا يهدد ثروة النخيل بمحافظة الوادى الجديد، فلا يكاد يمر يوما إلا وينشب حريق مروع فى الزراعات ما يتسبب فى تفحم العشرات من أشجار النخيل والفاكهة لتتراكم الخسائر يوما بعد يوم، وتتحول المزارع الخضراء إلى أراض بوار متفحمة لا يمكن زراعتها مرة أخرى.

أحمد عبدالله، مزارع، من مركز بلاط، يرى أن حرائق النخيل أصبحت تشكل خطرا كبيرا على المحصول الاستراتيجى الأول الذى تشتهر به الواحات، فلا يكاد يخلو يوم حتى تتعالى صيحات المزارعين ويخرج الكل مسرعا لإخماد حريق، الأمر الذى تسبب فى تقلص تعداد أشجار النخيل فى الفترة الأخيرة، خاصة أن النخلة تستغرق وقتا كبيرا من 5 إلى 7 سنوات كى تنمو وتنتج المحصول لتأتى بعدها الحرائق وتقضى على تعب وجهد الفلاح طوال هذه السنوات.
وأرجع «عبدالله» اندلاع حرائق النخيل فى الواحات إلى  أسباب عديدة، أولها عدم اهتمام المزارع بنظافة حقله وكذلك عدم التخلص الأمن من مخلفات النخيل، فعند قيام المزارع بقطع وجنى المحصول فى أواخر شهر سبتمبر يقوم بعملية التقليم والتنظيف استعدادًا لتلقيح النخيل مرة أخرى ويترك المخلفات الزراعية من جريد وألياف تحت النخيل مباشرة وحرقه دفعة واحدة، ما يتسبب فى تطاير الدخان والنيران فى الهواء لمسافات بعيدة لتنتقل إلى الأشجار والمزارع الأخرى التى تقع بجوار مزرعته مباشرة وتتسبب فى حرائق هائلة يصعب السيطرة عليها وتزداد مساحته تدريجيا ليلتهم مساحات شاسعة فى ساعات محدودة.
وأشارأحمد إلى  أن هناك سببا آخر لنشوب الحرائق وهو أن مزارع الواحات أغلبها من قديم الزمن وتنتشر بها القوارض والحيوانات الضالة التى تسببت كثيرا فى انتقال النيران من مكان إلى آخر وقت بداية نشوب الحريق، وهذا الأمر متكرر خاصة بواحتى الداخلة وباريس، فكثير ما يكون حريق محدود فى مكان ما تكثر فيه الجرذان والقطط والكلاب الضالة والتى تلتصق بها النيران وتقوم بنقلها من مكان إلى آخر أثناء الهرب.
وأوضح أن هذا الأمر تم اكتشافه مؤخرا ولم يكن معروفا لدى المزارعين وكشفته اللجان التى تقوم بحصر الخسائر الناجمة عن الحرائق والتى تشكل بمعرفة الوحدات المحلية  ومديريتى الزراعة والطب البيطرى.
وقال: إن هناك أسبابا أخرى منها إهمال المحافظة وقيامها بتركيب أعمدة إنارة بأسلاك غير معزولة بجوار مزارع النخيل مما فى نشوب الحرائق عند حدوث ماس كهربائى أو عند هبوب الرياح خاصة أن مزارع الوادى الجديد كثيفة الأشجار ومعمرة وبعض الأحيان يكون عمره تخطى الــ100 عام، فضلا على أن هناك بعض المزارع تقع على مساحات كبيرة ولا توجد بداخلها طرق وتكون ألسنة اللهب والنيران على مسافات وارتفاعات كبيرة ما يصعب مهمة رجال الإطفاء ولا تكون هناك طريقة سوى إخمادها تدريجيا ومحاصرتها وهذه العملية تستغرق وقتًا طويلاً للغاية.
كما أن هناك أسبابًا جنائية أخرى فهناك من يقوم بإشعال النيران بسبب خلاف الميراث على الزرع لذلك يقوم بحرق النخيل كى لا يستفيد به احد، كما أن البعض يلجأ إلى تبوير الأراضى الزراعية  وتحويلها إلى أراض سكنية عن طريق حرق النخيل والأشجار وكل ذلك يقطع تحت التصرف العمدى الذى يضر بالنفس والغير.
ويطالب عبدالله باتخاذ إجراءات رادعة وتأمين ضد الحرائق التى أدت إلى تقليص رقعة أعداد النخيل فى الواحات وتسبب فى تبوير الأراضى الزراعية وهذه الإجراءات تتمثل فى تشريع عقوبات وغرامات كبيرة ضد المتسببين فى إشعال النيران بقصد أو بدون قصد بسبب الإهمال فضلا عن الاستعانة بسيارات الإطفاء الصغيرة والتى يسهل دخولها للمزارع، وكانت تستخدم قديما وحققت نجاحًا كبيرا ولكن تم إلغاء هذه الفكرة منذ فترة.
ووجه عبدالله نداء إلى عبدالله اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد بضرورة تشغيل مصنع الكومبوست «السماد العضوى» المتوقف منذ فترة كبيرة بسبب عدم وجود مخصصات مالية، مشيرا إلى أن هذا المصنع سوف يوفر عائدًا ماديًا للمزارعين وسيساهم فى الحد من الحرائق كما أن السماد العضوى المصنع من النخيل له فوائد كبيرة للتربة خاصة انه يعمل على الخصوبة والقضاء على الحشائش الضارة ويعطى إنتاجية كبيرة للمحاصيل الغذائية خاصة من البقوليات.
 ومن جهته يؤكد الدكتور محسن عبدالوهاب مدير عام القطاع الزراعى بمحافظة الوادى الجديد أن اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى وجه بتشكيل لجان رئيسية وفرعية بالخمسة مراكز للمرور على مزارع النخيل للتأكد من قيام الفلاحين من التخلص الأمن من المخلفات الزراعية،  فضلا عن إصدار توجيهات بشق طرق فرعية داخل الكتل الزراعية كثيفة الأشجار والزراعات خاصة تلك التى تقع بجوار الوحدات السكنية وذلك لتسهيل مهمة دخول سيارات الإطفاء ومعدات الحماية المدنية وفناطيس المياه ومواتير الرفع فى حالة نشوب حريق، كما انه تم القيام مؤخرا بتركيب حنفيات حريق كبيرة بجوار المزارع وذلك للسيطرة على الحريق فى حالة اندلاعه  ودون الحاجة لانتظار سيارات الإطفاء، كما أكد محسن أنه يجرى بشكل دورى تسيير لجان لجميع المزارع لتحرير محاضر ضد مشعلى الحرائق داخل الكتلة الزراعية والذين لم يتخلصوا من المخلفات الزراعية من داخل حقولهم.
ولفت إلى أن هناك توجيهات للوحدات المحلية بالقرى بضرورة مساعدة الفلاحين فى التخلص من المخلفات الزارعية عن طريق توفير السيارات والمعدات لهم، وأخيرا هناك تنسيق بين مراكز الإعلام بالوادى الجديد ومديرية الزراعة لعقد الجولات والندوات الميدانية لصغار المزارعين لتوعيتهم بضرورة عدم حرق المخلفات وكيفية التخلص منها وكذلك العقوبات القانونية الرادعة والغرامات التى فرضتها المحافظة مؤخرا ضد المتسببين فى اشعال الحرائق والتى تصل فى بعض الأحيان إلى الحبس.