السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» تنقل أنين 46 ألف طالب من أبناء الجالية المصرية فى الخارج

«روزاليوسف» تنقل أنين 46 ألف طالب من أبناء الجالية المصرية فى الخارج
«روزاليوسف» تنقل أنين 46 ألف طالب من أبناء الجالية المصرية فى الخارج




تحقيق – محمد السيد

من أجل أن تتبوأ مصر مكانة بين دول العالم لا بد من إصلاح المنظومة التعليمية، فهى النهضة الأولى للشعوب، والدولة المصرية فقدت مكانة أكثر تميزا عندما أهملته.. مشكلات بالجملة على مرأى ومسمع من الجميع، باحثة عن حلول جذرية طالتها أيدى الإهمال فى وقت عصيب.

ما زالت أزمة الطلاب المصريين «أبناؤنا فى الخارج» مستمرة، فقد اشتكى أولياء أمورهم من المعاناة التى يتعرض لها فلذات أكبادهم على مدار العام، وأرسلوا صرخات استغاثة لجميع المسئولين فى أرض الكنانة لإنقاذ أبنائهم، بداية من الشقق المفروشة التى تحل محل المدرسة، والحصص التى تُعقد فى مطابخ الشقق السكنية، والمُدرسات «ربات البيوت» غير المؤهلات لتعليم الطالبات، إضافة إلى الكتب الدراسية والتى لا تتوفر إلا قبيل الامتحان بشهرين، ووصولًا باختبار الترم الواحد الذى يجعل الطلبة فى تشتت طيلة العام، ورغم أنهم يتلقون العلم فى «مطابخ الشقق» إلا أنهم يقومون بدفع أرقام فلكية مقابلها، كما عبروا عن غضبهم واستيائهم باحثين عن حلول سريعة لتطبيق نظام الفصلين الدراسيين، لكن لا حياة لمن تنادي.
«روزاليوسف» تنقل أنين أولياء أمور الطلبة المصريين بالخارج، واستغاثاتهم بالعديد من مسئولى الدولة المصرية بسبب نظام التعليم المصرى فى الخارج، بداية من السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وسامح شكرى وزير الخارجية والهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، وصولًا للمهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء، والتى طالبوا فيها بسرعة التدخل لحل أزمة أكثر من 46 ألف طالب وطالبة من أبناء مصر بالخارج، وتحدثوا إلينا وكلهم أمل وثقة فى الحكومة المصرية.
«نظام الدراسة»
بدايةً قالت إيمان أحمد – 38 عامًا إحدى أولياء الأمور لـ«روزاليوسف» أنه يوجد نظامان لدراسة المنهج المصري، الأول وهو التابع لمدارس المسار المصري، مشيرة إلى أن مصاريف هذا النظام لا تقل عن 10 آلاف ريال سعودى للطالب الواحد سنويا، ويمتحن الطلبة فصلين دراسيين، مواصلة أن النظام التالى تابع للسفارة المصرية، وهو أن يخضع الطالب للاختبار مرة واحدة فى نهاية العام، بداية من الحضانة، ومرورًا بالمرحلة الابتدائية والإعدادية، ووصولًا للثانوى مضيفة أن رسوم الامتحانات 450 ريالاً تقريبًا للطالب تدفع مرة واحدة سنويا.
وأوضحت أن الكتب الدراسية لا تتوفر لهم بسهولة، لذلك يقومون بشراء الكتب الخارجية إما من مصر أو من مكتبات خاصة، مضيفة إلى أن الطلبة يقومون بالدراسة فى مشروع يسمى «بالمجموعات المصرية»، وهى عبارة عن شقق بها عدد كاف من الغرف تقوم إحدى السيدات بتأجيرها من المالك، ويتراوح مصاريفها للطالب شهريًا فى حدود 300 ريال للحضانة، و400 للمرحلة الابتدائية، و500 للمرحلتين الإعدادية والثانوية.
 مواصلة أن المدرسات فى هذه المجموعات خريجات إما كليات حقوق أو تجارة أو آداب، أو ربات بيوت، ولسن مدرسات بالمعنى المعروف، موضحة أن أجورهن الشهرية تتراوح ما بين 1200 و1500 ريال، ومؤكدة أن هذه المجموعة ليست مرخصة وغير مصرح لها بفتح النشاط، لافتة إلى أن الشرطة فى حالة علمها بذلك تداهم المبنى فى الحال، ويتم تسريح الطلبة فى الشوارع لحين وصول أهاليهم لاستلامهم، وصاحبة المجموعة فتقوم بدفع غرامة مالية، كما يُؤخذ عليها إقرار بعدم مزاولة هذا النشاط مرة أخرى، أو يتم ترحيلها لبلدها.
«المساواة»
والتقطت أطراف الحوار ابتهال أحمد – 34 عامًا إحدى أولياء الأمور – والتى أكدت أن الجالية المصرية طالبت بتطبيق نظام الترمين للطلبة المصريين فى الخارج وعددهم 46 ألف طالب وطالبة، ليكون هناك مساواة بين الطلاب المصريين فى مصر وخارجها، مشيرة إلى أن الرد جاء من السفارة المصرية بموافقة الدكتور إبراهيم غنيم – وزير التربية والتعليم الأسبق بعقد الاختبارات بنظام الفصلين الدراسيين اعتبارا من عام «2013 – 2014».
واستكملت: بشير حسن - المتحدث الرسمى للوزارة الآن - أعلن منذ البداية أن مراقبى اللجان فى الامتحانات يتم إرسالهم من مصر، مؤكدة أن هذه المعلومة ليس لها أساس من الصحة، حيث أنهم يكونون من داخل السفارة، منوهة بأنهن يكن ربات منازل، وليس لهن علاقة بالتعليم أساسًا، ويحصلن على 55 ريالاً مقابل المراقبة على لجنة الامتحانات.
فزع الطلاب
وتابعت هويدا على – 37 عامًا - فقالت إلى متى يتعلم أبناؤنا فى عقارات «شُقق» سكنية غير مصرح لها؟، ويتعرضون للفزع من حين لآخر بسبب مداهمة الشرطة لغلق المكان، ويتم تسريح الأبناء فى الشوارع، ويستخدمون كتبًا قديمة للمذاكرة، ويظلون طيلة العام فى ضغط نفسى وعصبى بسبب خوفهم من اختبار الفصلين الدراسيين معًا، وطالبت جميع المسئولين فى مصر بأن يتساوى الطلاب المصريون فى الداخل والخارج، مؤكدة أنهم أرسلوا استغاثات للخارجية المصرية لحل الأزمة لكن دون جدوى.
وأضافت أنه إذا كان قرار الترمين لم يطبق لأبنائنا بالخارج، فنرجوا من المسئولين تعديل نصوص الدستور المصري، والذى ينص على تكافؤ الفرص والمساواة بين المصريين جميعًا، ولم يحدد المصريين بالداخل والخارج، بل كفل الحقوق للجميع، فنظام الترمين حق لفلذات أكبادنا.
الوضع مهين
وأوضح مصطفى سيد أحمد – 40 عامًا أحد أولياء الأمور – أنهم يعيشون فى ضغط نفسى وعصبى طيلة العام، مشيرًا إلى أن الوضع مهين للغاية بالنسبة لهم ولأبنائهم، مبينًا أن الطلبة يقومون بدراسة المنهج المصرى نفسه، أن وزير التربية والتعليم رفض تحديد منهج خاص يتناسب مع ظروف الطلاب، ومؤكدًا أنهم يطالبون بتطبيق نظام الفصلين الدراسيين لأبنائهم أسوة بزملائهم فى أرض الكنانة.
ووافقه الرأى فرج حسن - 44 عامًا  أحد أولياء الأمور – والذى أكد أنهم لم يتركوا أقل الحقوق المشروعة مهما كلفهم الأمر من جهد وعناء، مشيرًا إلى أنهم لن يقبلوا أن يكونوا فريسة للمستثمرين «مصاصى الدماء» الذى يستغلون ضعف الوزارة، وقاموا برفع الرسوم الدراسية وتحملنا أعباءها، مواصلًا أن وزير التربية والتعليم يتجاهل جميع المطالب، ولم يهتم لرسائل 46 ألف مصرى، والتى أرسلناها له بالتدخل وحل أزمة أبنائنا.
جحيم للطلبة
وأكد أحمد فرحات – 44 عامًا ولى أمر - أن هناك تقصيرًا واضحًا من وزير التربية التعليم فى قضية تطبيق الترمين، مشيرًا إلى أن جميع المصريين أمام الدستور سواسية، وأنهم طالبوا أكثر من مرة بتطبيق نظام الترمين على طلاب مصر بالخارج، موضحًا أن الطلبة وأولياء أمورهم يعيشون فى جحيم بسبب امتحان واحد طيلة العام، الأمر يؤثر بالسلب على الطلاب، كما جعل أولياء الأمور يبكون من حرقة هذا النظام الظالم الذى يرهق أسرًا بالكامل، وأضاف أنهم يثقون فى قيادة مصر الرشيدة، وأنهم على علم أنها لن تتهاون مع أى مقصر، وأن وزير التعليم ألقى بالمسئولية من على أعناقه، وترك الأمر بكل بساطة قائلا أنا موافق، لكننا ننتظر الرد من وزارة الخارجية، وحتى الآن لم يصلوا لحل.
أما مفيدة محمد – 36 عامًا إحدى أولياء الأمور فى منطقة الطائف - فقالت نرجو من المسئولين أن ينظروا بعين الرحمة لنا ولقرة أعيننا، ويطبقون نظام الترمين لهم، والاهتمام بمنظومة التعليم، مشيرة إلى أنهم على أتم الاستعداد للمساهمة فى التكاليف الزائدة على الوزارة نتيجة تطبيق الفصلين، وذلك عن طريق مضاعفة الرسوم المقررة للتسجيل فى نظام أبنائهم بالخارج، شريطة أن يطبق الفصلان الدراسيان على أبناء الجالية.
صعوبة التلخيص
واستكملت إيمان عبد الرحمن – 34 عامًا ولى أمر – أن الطلاب يعانون أضعاف ما يعانيه زملاؤهم فى مصر، مشيرة إلى أن لديها أبناء فى المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، ويعانون كغيرهم من نظام الفصل الواحد، ولا يستطيعون أن يقوموا بتلخيص كتابين لكل مادة فى فترة وجيزة، مواصلة أن تطبيق الفصلين على أبناء الجالية المصرية فى السعودية فُتح مرارًا وتكرارًا، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم فى كل مرة تماطل فى تطبيقه.
وأردفت: أن الوزارة قامت بعمل استفتاء أكثر من مرة، وكانت النتيجة لصالح الجالية المصرية، ولم يتم التطبيق على أرض الواقع، مضيفة أنه توجد مدارس المسار المصرى وتكلفتها مبالغ فيها، مشيرة إلى أن أبناء الجالية لا يستطيعون الإنفاق عليها، وموضحة أنها قامت بدفع مصروفات مدرسية لأبنائها فى بداية هذا العام بقيمة 35 ألف ريال، مؤكدة أن الجالية تضطر للدراسة فى السفارة لأن المسئولين لا يريدون تطبيق الترمين.
دمج الفصلين
وقالت الطالبة حلا ممدوح – 9 أعوام بالصف الرابع الابتدائى – الطبيعى أننا نذاكر الفصل الدراسى الأول، وبعد الانتهاء منه ندخل الاختبار، ثم يأتى الفصل الدراسى الثانى، وبعد إنجاز المنهج المقرر ندخل امتحان نهاية العام، فهذا أمر طبيعى فى كل مكان فى العالم، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم تجبرهم على دمج الفصلين الدراسيين سويًا وتنتظر منهم تحصيل أعلى الدرجات، وطالبت بتطبيق الفصلين الدراسيين رحمة بنا.
الطالبة قوت القلوب وائل – 11 عامًا بالصف الخامس الابتدائى – اشتكت من صعوبة المناهج المقررة عليها، مشيرة إلى أنهم يقومون بمذاكرة كتابين فى آن واحد، وأضافت أنها لا تستطيع ممارسة هواياتها بسبب المذاكرة المستمرة طيلة العام، فى الليل والنهار، وموضحة أنها بذلك لا تستطيع الحصول على درجات مرتفعة.
«نريد المساواة بزملائنا المصريين»، هذا ما بدأت به حديثها الطالبة سمر مصطفى – 11 عامًا بالصف السادس الابتدائى – مشيرة إلى أنها لا تستطيع التركيز بسبب كثرة المناهج وقلة وقت المذاكرة، ومنوهة بأن الوقت لا يسمح بمذاكرة وتركيز فى كتابين للمادة الواحدة، فنطالب بتطبيق نظام الفصلين.
ووافقها الرأى الطالب أحمد أسامة – 10 أعوام بالصف الخامس الابتدائى بالسعودية – فقال إن المناهج الدراسية كبيرة للغاية، مشيرًا إلى أنه أصبح يبغض التعليم، بسبب الكم المتراكم عليه، ويتمنى من وزير التربية والتعليم أن يضع حلاً للعقدة التى باتوا يحلمون بها.
دائرة مغلقة
والدة الطالبة منى عثمان – 11 عامًا بالصف السادس الابتدائى – أكدت أن الاختبارات تبدأ سنويًا فى بداية شهر إبريل، مشيرة إلى أنهم يقومون بتأجير المدارس فى جميع أنحاء المملكة على نفقاتهم الخاصة، موضحة أن التربية والتعليم وفرت كتاب الرياضيات العام الماضى قبل الامتحانات بشهرين فقط، فكيف يتم الانتهاء من مذاكرة المادة، ومنوهة بأنه يتم إرسال الامتحانات واختيار المراقبين، وبعد الانتهاء منها تعود أوراق الإجابات إلى مصر للتصحيح، ثم ترسل الشهادات للمملكة مرة أخرى، مواصلة أنه فى بعض الأوقات يوجد طلبة لهم دور ثان،  فتعاد الدائرة مرة أخرى ويقوم أولياء أمورهم بإيجارمدارس، موضحة أنهم يعيشون فى دائرة مغلقة.
وتساءلت:هل يوجد استفادة من مدارس المسار المصرى عائدة على وزارة التربية والتعليم؟، موضحة أنه لا يوجد مساواة بين أبناء مصر فى الخارج والداخل، ومواصلة أنه يجب على المسئولين أن يتدخلوا سريعًا لحل الأزمة إما بتطبيق نظام الفصلين أو يتم خفض مصاريف مدارس المسار المصري، وتكون على قدر مستوى دخل الأسرة ومتوسطه 3 آلاف ريال سعودى شهريًا، منوهة بأنه يوجد متطلبات أخرى من ضروريات الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وتأمين طبى إجبارى بـ 4 آلاف ريال سنويًا، ومؤكدة أن دخل الفرد لا يتحمل مصاريف 10 آلاف ريال لطالب الواحد، فما بال من لديه أطفال فى المراحل المختلفة.
البرلمان والحكومة
وأكدت غادة عجمى - عضو بمجلس النواب عن المصريين بالخارج – أنها سلكت جميع الطرق والإجراءات للحصول على الموافقة على تطبيق نظام الفصلين الدراسيين، خاصة فى المملكة العربية السعودية والتى يتواجد على أرضها العدد الأكبر من الجالية المصرية فى العالم، موضحة أنها عقدت لقاءات مع الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، والذى أقر بضرورة تطبيق نظام الترمين، وقام بتشكيل لجان فنية لتحديد جميع الاحتياجات اللازمة لاعتماد تطبيق النظام.
من جانبه قال عماد الزيات – المتحدث الرسمى لوزارة الهجرة – إن أولياء أمور الطلبة المصريين المقيمين بالمملكة العربية السعودية، والذين ينطبق عليهم نظام الفصل الدراسى الواحد، استغاثوا بوزارة الهجرة، مؤكدًا أن هذا الأمر خاص بوزارة التربية والتعليم، وأنهم نقلوا هذه الشكوى للدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم للنظر فيها باعتبارها الوزارة المختصة، مؤكدًا أن الهجرة ليس لها علاقة بالمشكلة على الإطلاق.
بعد اتصالات عدة دامت أسبوعًا تواصلنا مع المستشار أحمد أبو زيد – المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية – والذى أكد أن الخارجية نقلت طلب أولياء الأمور بتطبيق نظام الترمين لأبناء الجالية المصرية بالمملكة العربية السعودية إلى وزارة التربية والتعليم، مؤكدًا أن الوزارة تتداول هذا الموضوع باعتبارها الوزارة المختصة. 
حاولنا التواصل مع بشير حسن - المتحدث الرسمى لوزارة التربية والتعليم - مرارًا وتكرارًا لتوضيح حقيقة الأمر وللرد على هذه الاستفسارات لمدة 5 أيام فلم يجب، فأرسلنا العديد من الرسائل الهاتفية له لكن دون جدوى، فذهبنا إلى وزارة التربية والتعليم لمقابلته والتحدث معه أكثر من مرة ولم نلتق به، وفى آخر مرة التقينا بـ رانيا لاشين - مدير إدارة الإعلام بديوان عام الوزارة - والتى رفضت أن تمدنا بالمعلومات وتحدثت بطريقة غير لائقة قائلة «لا تعليق».