الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«منشأة الرحمن».. انهارت و«محدش سمى عليها»

«منشأة الرحمن».. انهارت و«محدش سمى عليها»
«منشأة الرحمن».. انهارت و«محدش سمى عليها»




الفيوم - حسين فتحى

 

قرية منشأة الرحمن.. «الصفيح».. واحدة من قرى محافظة الفيوم التى تتبع الوحدة المحلية لقرية كفور النيل وتبعد عنها 26 كيلو مترا بالتمام والكمال، هذه القرية التى أنشئت عام 1991 يبلغ عدد سكانها نحو 12 ألف نسمة وتضم كثيراً من الأغراب من بعض محافظات مصر، إلى جانب النازحين من قرى «البسيونية سيلا الصالحية» أصبحت مثالا لحالة الاهمال الحكومى.
فمعظم منازل القرية توشك على الانهيار بسبب «عوم» هذه المنازل على بحيرة من المياه الشيطانية، التى وصلت إلى شريط السكك الحديد الذى يربط الفيوم بمحافظات مصر، بالإضافة إلى اختلاط مياه الشرب بخزانات الصرف الصحى، التى تتسبب فى إصابة كثير من السكان بأمراض العيون والفيروسات الكبدية.
كما تسببت المياه فى انهيار حوالى 30 منزلا هجرها أصحابها إلى مناطق أخرى هربا من الموت، ناهيك أنه بالرغم من أن القرية تابعة لمحافظة الفيوم، إلا أنه لم تجد مسئولا واحدا لم يكلف خاطره لزيارتها ولو مرة واحدة، إضافة إلى تجاهل ممثلى الشعب لهم، ما أثار غضب أهالى هذه القرية.
فى البداية يرى ماهر شعيب، تاجر، أن قرية الصفيح لم تعد تابعة لمحافظة الفيوم بسبب التجاهل التام من قبل مسئولى المحافظة، خاصة أن شكواهم الخاصة بغرق نصف منازل القرية بالمياه وإصابة الأهالى بالأمراض قد وصلت لجميع المسئولين، لكن للأسف الشديد الكل تنصل منا وتجاهلنا وجعلنا عرضة للأمراض الفتاكة وكأن سكان القرية يتبعون دولة مدغشقر أو جزر القمر، قائلا: «نخشى تحول هؤلاء إلى وقود تستخدمهم التيارات المتطرفة للعمل ضد الدولة المصرية فى ظل حالة اللامبالاة التى تسيطر على مسئولى محافظة الفيوم».
جمعة عبدالحميد قاسم، قعيد، يؤكد أنه رغم إصابته فى قدمه، إلا أنه يحاول الهروب من سيل المياه الملوثة التى تخرج على أسرته من باطن الأرض، ما أجبر جزءاً من أسرته على الهرب إلى منزل آخر يمتلكه أحد أقاربه، مشيرا إلى أن عينيه أوشكت على الجحوظ بسبب ما يستنشقه من ملوثات نتيجة اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى.
ويوضح عماد فوزى بريك، صاحب مقهى، أنه منذ بداية إنشاء القرية عام 1991 وبداية الزحف العمرانى لها، خاصة أنها تقع بالقرب من محطة قطار سيلا فى الجهة البحرية لم يكن هناك خطوط لمياه الشرب فقام الأهالى بتوصيل المياه من إحدى القرى المجاورة، وبعد تزايد عدد السكان ووصولهم إلى حوالى 12 ألف مواطن قامت أجهزة الدولة بتوصيل خط مياه شرب بقطر 2 بوصة ليضخ كميات كبيرة من المياه.
ويتابع: لكن للأسف الشديد هذه الخطوط الخارجية تحتاج تغيير التوصيلات الداخلية للمنازل وبسبب الفقر الشديد للأهالى قاموا بتوصيل خطوط منازلهم على الشبكة الجديدة، ما أدى إلى تسريب المياه أسفل المنازل وغرق حوالى 60% من منازل القرية، إلى جانب انفجار خزانات الصرف الصحى، الأمر الذى أدى إلى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى، ما أدى إلى الكارثة التى نعيشها حاليا من إصابة كثير من السكان بالفيروسات الكبدية وأمراض الربو والحساسية وضعف الإبصار، مطالبا محافظ الفيوم الجديد بسرعة التدخل لإنقاذ البسطاء من أبناء القرية.
وتشير وفاء صالح، ربة منزل، إلى أنها لم تعد ترى بعينها نتيجة الروائح الكريهة التى تحاصرهم ليل نهار نتيجة غرق منازلهم فى مياه الصرف الصحى، منوها إلى أنها ذهبت للوحدة الصحية بقرية سيلا ولم تجد أطباء لعلاجهم، قائلة: «نحن الفقراء الذين لا يستطيعون الذهاب إلى مستشفيات أولاد الذوات» فضلا عن أننا لا تستطيع أيضا تدبير نفقات السفر لمدينة الفيوم للذهاب لمستشفى الرمد.
إسماعيل محمد أبوعميرة، بالمعاش، يؤكد أن المياه الشيطانية وصلت بكثافة أسفل شريط القطار الذى يذهب من الفيوم للقاهرة والإسكندرية والواسطى بصفة مستمرة، علاوة على أن هذه المياه فى طريقها لتدمير طريق القطار، ما قد يؤدى إلى سقوطه بالركاب، مطالبا المسئولين بضرورة إيجاد حل لمنع وصول المياه لمكان شريط القطار.
أما شعبان عيسى، فلاح، فيقول: إن الضحايا قاموا بجمع تبرعات لإصلاح خطوط مياه الشرب، حيث جمعوا قرابة الـ15 ألف جنيه لهذا الغرض، لكن فشلت محاولاتنا خاصة أن تكليف إصلاح خطوط مياه الشرب التى انفجرت أسفل المنازل تحتاج نفقات تفوق قدرتنا المالية.
توبة أحمد، فلاح، يرى أن غرق معظم منازل القرية جاء نتيجة وجود مستويين أحدهما مرتفع لم يتأثر بالمياه والآخر منخفض وهو الذى يغرق حاليا فى المياه الملوثة، كما أن هذه المياه تسببت فى انهيار حوالى 30 منزلا وهجرة حوالى 40 أسرة إلى القاهرة والنجوع المجاورة، بالإضافة إلى ذهاب فريق ثالث للإقامة لدى أقاربهم بقرى سيلا والناصرية والبسيونية.
من جانبه قال اللواء هشام عطية، رئيس شركة مياه الشرب بالفيوم: إن القرية ليس بها صرف صحى والمواطنين لم يقوموا بكسح المياه من الطرنشات التى أقاموها بشكل عشوائى، وعند دخول المياه الجوفية زادت نسبة المياه، ما أدت إلى غرق المنازل، منوها إلى أن هناك خطة لتغيير خطوط المياه بقطر 4 بوصة خلال فصل الشتاء المقبل بتكلفة مليون جنيه.