الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلاقة الثقافية بين الغرب والشرق.. حوار أم مواجهة

العلاقة الثقافية بين الغرب والشرق.. حوار أم مواجهة
العلاقة الثقافية بين الغرب والشرق.. حوار أم مواجهة




الإسكندرية - إلهام رفعت

 

العلاقة الثقافية بين الشرق والغرب (حوار أم مواجهة) تساؤل طرحه برنامج «عالم الكتاب» الذى يعرض على تليفزيون وراديو bbc وذلك بمقر وبمشاركة المعهد السويدى بالإسكندرية، ناقش البرنامج العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب وكيف يمكن تجاوز سوء الفهم الذى تسببه السياسة، وكان ضيوف الحلقة النقاشية كل من: آتى متولى رئيس القسم الثقافى بالأهرام اون لاين والشاعر الفلسطينى السويدى غياث المدهون والإعلامى الفلسطينى البريطانى عارف حجاوى.
بداية قال غياث المدهون إن العلاقة بين الشرق والغرب مرتبطة بمدى المعرفة بالآخر مؤكدا أن المرحلة الاستعمارية عندما انتهت أسست لنوع خاص من التواصل وصفه بأنه غير صحى وذلك عن طريق تواصل بحوث ومهرجانات وجمعيات يبدو أنها محايدة على غير الحقيقة مؤكدا أن هناك خلافا بين الغرب والشرق نتيجة الصورة النمطية التى صنعها عن الشرق وأسست هذه الصورة لدرجة انهم اعتبروها الحقيقة أما المبدأ العام فيرى المدهون أن المثقفين من الجانبين فى صف واحد واليمين من الجانبين فى صف واحد مؤكدا انه لا يشعر بغربة مع علماء وأدباء الغرب ويجد نفسه والاوروبى فى صف واحد ويلفت إلى وجود نظرة استعلائية استعمارية من الغرب للعرب نتيجة تخلف تكنولوجى وحضارى ويقول المدهون نحن كتاب نعيش فى المنفى وأصبح لنا عالم موازى نعيش فيه نحن غرباء هناك غرباء فى وطننا عندما نعود نحن فى غربة دائمة المنفى داخل تركيبتنا وصار جزء من طبيعة أدبنا مؤكدا أن الغربة داخل الوطن أصعب كثيرا من أوروبا وحكى المدهون عن خروجه من سوريا 2008 بجواز سفر فلسطينى لأنه فلسطينى الأصل سورى المولد والهوية لكنه رغم عشقه سوريا هرب منها باحثا عن الحرية واصفا حياته فى السويد التى حصل على جنسيتها بالمنفى مؤكدا انه لا يستطيع فى مناخ غير حر ووطنى هو المكان الذى أعيش فيه حرا.
وتناول الاعلامى الفلسطينى البريطانى عارف حجاوى قضية الأدب العربى وتأثره بالتراث قائلا: «قرأت قصص الكاتب المصرى كامل الكيلانى للأطفال وقد تأثر الكيلانى بالأدب الصينى والهندى والكتاب الغربيين وصنع أدبا خاصا مختلفا عنهم ووصفه بأنه كان ملك أدب الأطفال فى العالم العربى وانتقل إلى أمير الشعراء احمد شوقى الذى سافر إلى فرنسا وعمره 19 سنة وتأثر بالشعراء الفرنسيين وكتب شعراً للصغار والكبار رغم تأثره بالشعراء الفرنسيين إلا انه أنتج شعرا متميزا خاصا ووصف حجاوى حال الأدب الآن بالعالم العربى بالتردى والتراجع.
تحدثت اتى متولى عن تجربتها وهى تحمل الثقافتين المصرية البولندية لأنها من أب مصرى وام بولندية وعاشت وتعلمت فترة طويلة فى بولندا وقالت إن هناك ارتباطًا ملحوظًا فى أوروبا كلها بالقومية وأتساءل لماذا يحدث ذلك وتشير إلى أن بولندا تعرضت على مدار تاريخها لفترات وجود وتلاشى بعد الثورة الفرنسية فى القرن 18حتى أن الفنان شوبان ولد فى بولندا وتوفى فى فرنسا لعدم وجود بولندا أصلا ومؤخرا رجعت بولندا بعد انهيار حائط برلين 1989مما أعلى وأثرى الإحساس بالقومية والثقافة والدين الكاثوليكى، وأكدت انها درست فى مدارس بولندا تاريخ العرب والحضارة الفرعونية وترى ان البولنديين يهتمون حاليا بالثقافات الأخرى.
وعبر حجاوى عن رأيه فى حوار الشرق والغرب قائلا الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا مؤكدا اننا من نسعى للحوار التقارب منهم اما الغرب فلا يرغب فى هذا الحوار وان لست مع الحوار لأنه يكون بين الانداد ونحن اقتصادسا وعلميا فى الحضيض وأنا أريد حواراً عربيا عربيا ونأخذ من الغرب افضل ما عنده لنرتقى علميا واقتصاديا بدلا من الهروب إلى بلادهم طلبا للعمل والحياة الافضل واتهم الدعوة للحوار بأنها نخبوية وأن النخبة العربية مستنسخة وليست حقيقية وهى تتغير وتتلون.
وردا على سؤال عن وجود نظرة عربية متشككة للغرب قال غياث ان النظرة العربية للغرب مبنية على ماض أليم واستعمار فى معظم الدول العربية وهناك نوع من رمى المشاكل على شماعة الغرب واضاف لا يوجد فى المجتمع الذى نشأت وربيت فيه (دمشق) اى شىء من صنع الغرب كما كانوا يعلمونا فى المدارس فالفساد والديكتاتورية والقهر كلها من صنيعة نظام حكم سورى فاسد وليس لقوى الغرب اى شأن بها وأشار إلى بلده الثانى السويد قائلاً إنها ليست استعمارية ورغم ذلك توجه الادب العربى من خلال جائزة نوبل للرواية وليس الشعر الذى برع فيه العرب على مر التاريخ مع الاحترام الكامل للاديب نجيب محفوظ لكن الشكل الروائى فى الادب شكلا اوروبيا مؤكدا أن هناك ادباء يقدمون روايات يشتهيها الغرب ولكن هناك خطًا مباشر إلى مزبلة التاريخ ويبقى ادباء مثل نجيب محفوظ قدموا واقعهم الحقيقى وقرأه الغرب ولاقى قبولا.
ولفت غياث إلى أن بولندا فى 2016 صنفت الأولى أوروبياً فى التشدد والإيمان عكس السويد الاولى فى الالحاد واعلنت بولندا انها على استعداد لاستقبال مليون لاجئ سورى بشرط أن يكون مسيحيا وتناسو الهاربين من بولندا بالملايين نحو افريقيا وامريكا فهل يحق لهم اللجوء ويرفضون اخرين على اساس دينى مؤكدا ان الفاشية صدرتها أوروبا وليس أمريكا مشيراً إلى أن اللاجئين فى أوروبا اقل من 1% وكثيرا من دول أوروبا ترفض اللجوء اليها من الشرق وفى ختام النقاش أكدت أن الحوار ضرورة انسانية وبديل حتمى عن الصراع لاننا جميعا نعيش مع بعض ولفتت إلى وجود مشروعات تواصل ثقافى يدعمها اليونسكو بينما رفض عارف الحوار وطالب العرب بأن يستمعوا لمشاكلهم ويحلوها بعيدا عن الصراعات.