السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمود عبد العزيز فى قلب محبيه

محمود عبد العزيز فى قلب محبيه
محمود عبد العزيز فى قلب محبيه




كمال عبد النبى يكتب:

مساء السبت الماضى فى العاشرة مساء توفى إلى رحمة الله تعالى الفنان القدير محمود عبد العزيز رحمه الله بعد صراع طويل مع المرض الذى عانى منه  ما يقرب من عام من خلال علاجه ودخوله المستشفى لأكثر من مرة من أجل عنايته بالعلاج ولكن الشفاء يظل من عند الله.
لقد توفى الفنان العظيم محمود عبد العزيز عن عمر يناهز السبعين عاما وهذا العبقرى  كانت هوايته إمتاع المشاهدين واستقطابهم نحو الشاشة الصغيرة أو الفضية على مدار عمره الفنى الذى بدأ بمسلسل الدوامة مع نيللى فى 1973 وأسعدهم كثيرًا فى أفلام عديدة التى لا تخلو من خفة الظل سواء الكوميدية أو غيرها وقد عمل فى أفلام كثيرة جدًا ومسرحيات مختلفة ومسلسلات دخلت بيوت وقلوب الجماهير.
لقد اكتشفه العبقرى نور الدمرداش هذا الفنان وقد ضمه للتليفزيون عام 1973 فى مسلسله الشهير الدوامة وهو من تأليف الكاتب إبراهيم المنياوى كما اشترك فى مسلسلات كثيرة مثل شجرة اللبلاب عام 1986 ومسلسل الإنسان والمجهول عام 1978 كما عمل فى مسلسل مبروك جالك ولد عام 1980 أما فى عام 1987  فكان مسلسله الأشهر رأفت الهجان الذى يوثق لحقبة يجب أن تفتخر  بها مصر وأضاء مواقف المخابرات المصرية لكى يعرفها أبناء هذا الوطن من مختلف الأجيال، وبكل فخر استقبلت مصر ابنها فى رمضان من نفس العام فى مسلسله الجماهيرى جدًا وكان تأليف الكاتب الراحل صالح مرسى وإخراج أستاذ الواقعية الجديد يحيى العلمي.
وقد اشترك معه فى البطولة أو الملحمة الدرامية كما قال نقاد ذلك الوقت، منهم يسرا ويوسف شعبان ونبيل الحلفاوى وأحمد ماهر وعفاف شعيب ومحمد توفيق وصبرى عبد المنعم وتهانى راشد وعدة فنانين آخرين عمالقة لهم بصماتهم فى الفن.
وقد ظهروا فى هذا المسلسل الرمضانى الوطنى الوثائقى أيضًا كما لم يظهروا من قبل.
وتوالى الإبداع لثلاثة أجزاء التف حولها المشاهد فى مصر والوطن العربى حيث أسهم فى استفزاز إسرائيل لترد بأكاذيب  الجمال الذى لعب دوره الفنان الراحل.
ولم يغب الفنان الشعبى عن الحارة فمسلسل  باب الخلق وكذلك شخصية أبو هيبة فى المسلسل الذى يحمل نفس الاسم.
أما أفلامه الروائية فلها بصمة ناجحة وعبقرية لأنها صدرت من إحساس فنان وإنسان وكان لوسامته دور فى قبوله للأدوار التى قام بتمثيلها.
وعرف عنه أنه رقيق المشاعر وحنون جدًا وأنه لم يعتمد على تلك الوسامة. لقد كان فتى أول فتى للشاشة الفضية. وجاءت رومانسيته الدرامية التى تقف مساوية للكوميدية منها. واختار أفلامًا تبعد عن الوسامة وحقق نجاحًا منقطع النظير. وأصبحت من علامات نجاحه تلك الأفلام.
فأبو كرتونة تلك الشخصية التى قدمها فى الفيلم الذى يحمل نفس الاسم فكانت تسريحة شعره مضحكة للغاية كذلك فى فيلم الكيف الذى كان بشكل مختلف للغاية عن أدواره الأخرى وفيلم الكيت كات هو علامة بارزة فى تاريخ السينما المصرية.
وقد قام الفنان بغناء الكثير من الأغنيات بصوته الذى له خصوصية وقد تألق فيها وتمتع بها الجمهور وصارت أيقونة لتلك الشخصيات التى لعبها وأثرت فى الجمهور فى مصر والوطن العربي.
وكانت موضة الغناء فى أفلام الثمانينيات والتسعينيات تحتوى على بعض الأغانى الجميلة فكان التنافس والحضور بين فنانى تلك الفترة بين عبد العزيز والنمر الأسود أحمد زكى اللذين تبادلا حب الجماهير.
والجدير أن الصداقة بينهما قبل أن يجمعهما تراب مصر ورحيله علامة أثرت فى وجدان هذا الشعب.
ولا نستطيع أن ننسى بعد تلك الأغنيات ففى فيلم الكيف قدم أغنية «الكيمى كيم كاوو»، كما أنه قدم ولأول مرة أغنية عن «القفا». و«تعالى تانى لما تاك» واستطاعت هذه الأغانى أن تترك أثرًا كبيرًا فى وجدان الشارع المصري.
أما عن نشأة الفنان الراحل فقد ولد فى الرابع من يونيو 1946 فى مدينة الإسكندرية وقد درس فى جميع مراحلها الدراسية كما التحق بجامعة الإسكندرية بكلية الزارعة وقد نال درجة الماجسيتر  واتجه إلى شيء آخر وهو التمثيل وكان يعمل فى  التمثيل فى المسرح الجامعى وقد قام ببطولة الكثير من تلك المسرحيات وبعد ذلك اتجه إلى السينما وتقاسم بطولات بعض أفلامها مع نجوم برزوا فى تلك الفترة فلا تستطيع أن تقارنه مع آخرين وانضم الثلاثى المحتكر للأفلام المصرية فى السبيعينيات نور الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي.
وكانت أولى بطولاته مع نجوى إبراهيم وعمر خورشيد وعماد حمدى فى فيلم حتى آخر العمر الذى مثل دور ضابط جيش اقتدت ظروف اصابته أن يعيش بقدم مبتورة.. فكان وفاء زوجته عنوانا للإخلاص ويعتبر هذا من فيلم كلاسيكيات السينما المصرية. ورغم ضعف أجر بطلنا الراحل فى هذا الفيلم.
فقد أفنى هذا الفنان معظم حياته الفنية فى عشقه للتمثيل كما لقبه النقاد والجمهور بساحر السينما المصرية لأنه كان يتميز بالبساطة والحس النابع من القلب إلى القلب.
وكان خبر وفاته مثل صدمة شديدة وحزنًا خيم على الأوساط الفنية وغيرها وكذلك قلوب المحبين فى مصر والخارج.
وقد قام محبوه بتشييع جنازته والتف الآلاف من مودعيه إلى مثواه الأخير وقد شيع المغفور له بإذن الله من مسجد الشرطة بمدينة السادس من أكتوبر وكان على رأس مشيعه نجلاه كريم ومحمد أبناه اللذان ورثا منه الفن والإحساس الفنى وكذلك زوجته بوسى شلبى وقد دفن الفنان بمقابر العائلة بالإسكندرية.
وكان من مشيعيه وزير الثقافة حلمى النمنم ومحافظ الإسكندرية رضا فرحات وكثير من معارفه وأصدقائه مثل مرفت أمين ويوسف شعبان ولبلبة وكذلك الفنانة المعتزلة سهير رمزى وكذلك محبيه.. رحم الله الفنان محمود عبد العزيز.