الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حلم «مارييت» الذى افتتحه «ماسبيرو»

حلم «مارييت» الذى افتتحه «ماسبيرو»
حلم «مارييت» الذى افتتحه «ماسبيرو»




كتب - علاء الدين ظاهر

 

 114 عامًا مرت علي المتحف المصري بالتحرير منذ أن تم افتتاحه عام 1902، هذه السنوات مرت سريعًا فى دقائق هي مدة الفيلم التسجيلي الذى عرضته وزارة الآثار علي شاشة ضخمة فى المتحف،وذلك ضمن فعاليات الاحتفالية الكبري التي أقامتها الوزارة بهذه المناسبة،بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار،والدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي ويحيي راشد وزير السياحة،والدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال،وصباح عبد الرازق مدير عام المتحف، واللواء كمال الدالي محافظ الجيزة والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، النائبة سحر طلعت مصطفي رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب.
الاحتفالية ضمت فقرات عديدة نالت جميعها إعجاب الحضور الذين كان منهم عشرات السفراء والدبلوماسيين العاملين فى مصر، حيث تم افتتاح معرض مؤقت مستمر لعدة أيام عن عالم الآثار المصرى د.سليم حسن، نظمه المتحف بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي،ويضم المعرض 9 قطع أثرية من اكتشافات العالم الجليل،بالإضافة إلى وثائق وصور فوتوغرافية ومخطوطات توضح الحفائر التي قام بها فى الجيزة وسقارة، كما تم تقديم عرض ثلاثي الأبعاد (هولوجرام) لبعض القطع التي قام باكتشافها،كذلك عرض واقع افتراضي لحفائره فى هرم الملك أوناس فى سقارة، وهو ما جذب عددًا كبيرًا من رودًا وحضور المتحف والاحتفالية خاصة الأطفال.
وزير الآثار الدكتور خالد العناني ألقي كلمة، وقبلها طلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادًا علي روح الدكتور عبد الحليم نور الدين عالم الآثار والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للآثار الذي توفى منذ أيام، ووصفه العناني بأستاذ ومعلم ألاف الأثريين والعاملين بالآثار وأنا منهم، وستظل ذكراه باقية فى قلوبنا جميعًا، وأعلن العناني فتح أبواب المتحف المصري ليلا للزائرين يومي الأحد والخميس من كل أسبوع،وذلك بعد الانتهاء من تطوير الإضاءة الداخلية والخارجية الخاصة به، فى إطار حرص الوزارة على تنشيط حركة الزيارة الوافدة لمختلف المتاحف والمواقع الأثرية، وهى رسالة أمن وأمان تؤكد أن مصر على استعداد لاستقبال زوارها فى أي وقت، وفرصة للمصريين بعد أوقات العمل ليلًا يزورون المتحف ويستمتعون بحضارتهم.
وقال العنانى إن حضور هذا العدد الكبير من الوزراء بمثابة رسالة واضحة وصريحة بإهتمام الدولة بالآثار والسياحة وهما مكملين لبعضهما البعض،وأن المتحف يقع فى قلب القاهرة الآمنة، وهو واحد من أعظم متاحف العالم وافتتح للمرة الأولي فى 15 نوفمبر 1902، ومنذ هذا التاريخ هو يصون ويحمي آثار مصر، ويضم حاليًا 160 ألف قطعة آثار بين معروض ومخزن بالبدورم والدور العلوى، وفى عام 2007 بدأ مشروع التوثيق الرقمي لأثاره،وحتي الآن تم توثيق 160 ألف قطعة أثرية تمثل كامل محتويات المتحف،وقد وقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات لتوثيق باقي آثار مخازن ومتاحف مصر،كما أنه ولأول مرة انتهينا من عمل تطبيق للهواتف المحمولة يضم ١٠٠ قطعة أثرية من محتويات المتحف المصرى بالتحرير.
 وتاريخيا يعود تاريخ إنشاء المتحف المصري لعام 1835 فى حديقة الأزبكية، حيث كان أول مقر للمتحف وكان يضم عددًا كبيرًا من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسى أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر فى افتتاح متحف يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق وكان حلمًا له، وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديو إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد فى موقعه الحالي فى ميدان التحرير بقلب القاهرة.
 وفى عام 1983 تم تسجيل مبنى المتحف كمبنى أثري باعتبار أنه قيمة معمارية فريدة من نوعه، ونظرًا لتعرض مبنى المتحف طوال سنوات لعدة تشوهات معمارية أخفت كثيرًا من جماليات تصميمه الأصلي بسبب عوامل خارجية مثل التلوث والكثافة المرورية،أطلقت وزارة الآثار فى مايو 2012 مبادرة لوضع خطة لإعادة تأهيل المتحف بصورة شاملة ساهمت فيها وزارة الخارجية الألمانية بتمويل الدراسات اللازمة والأبحاث العلمية،على أن يتم الانتهاء من المشروع العام الحالي بعد ترميم الجناحين الشرقي والشمالي ومعالجة المشكلات الخاصة بالإضاءة وإعادة عرض القطع الأثرية القيمة.