الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طالب بعودة الجائزة القومية لأدب الأطفال: صلاح بيصار: تراجع أدب الطفل ليس لفقر فى الكتاب أو المادة والناشرون يستخدمون الثورة شماعة لفشلهم

طالب بعودة الجائزة القومية لأدب الأطفال: صلاح بيصار: تراجع أدب الطفل ليس لفقر فى الكتاب أو المادة والناشرون يستخدمون  الثورة شماعة لفشلهم
طالب بعودة الجائزة القومية لأدب الأطفال: صلاح بيصار: تراجع أدب الطفل ليس لفقر فى الكتاب أو المادة والناشرون يستخدمون الثورة شماعة لفشلهم




حوار - مروة مظلوم

عجلة الزمن لاتفرز أوراق الماضى فتحفظ الراقية وتحرق البالية.. لا تفرق بين الجيد والسيئ..
لا تلتهم الوقت وأساطيره الماضية فحسب.. عجلة الزمن تدور لتلتهم أحلام الماضى وإبداعه.. أخلاق المجتمع ومبادئه.. فإن لم يمتثل لإرادتها جرفته لتمضى فى طريقها نحو المستقبل.. مزيد من الرفاهية قليل من الإبداع.. تلك هى معادلة المستقبل.. إمكانيات البيئة البسيطة تفرز مبدعين نوابغ وأعلاما فى الفن والأدب والعلوم.. جميعهم كان ابن بيئته.. من مخلفاتها صنع ألعابه طفلا.. ومن وحى طبيعتها نسج أحلامه شابا عالما فنانا أديبا.. هكذا يولد المبدعون.. الفن بين ثورتين فى حوار خاص مع الفنان التشكيلى الناقد صلاح بيصار..

■ معظم الفنانين هم من أبناء القرية..كيف كانت النشأة وأثر القرية فيك؟
- أنا من مواليد يناير 1952، نفس شهر ميلاد الأمير أحمد فؤاد الثاني، نشأت فى إحدى قرى الدلتا قرية «شنوان» القريبة من «شبين الكوم»، ويفصلها عن قرية «الدلاتون» التى نشأ فيها الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، الرياح المنوفى ممر مائى كنت أعبره بالمركب أكثر لأتابع تصوير مشاهد «فيلم الأرض»، الذى كتبه عبد الرحمن الشرقاوى من وحى العلاقات بين الفلاحين وصراعهم مع الإقطاع أو الطبقة البرجوازية الزراعية المتمثلة فى العمدة، تربيتُ على مباهج تعد مقارنة بما نعيشه الآن حلما، الكهرباء لم تدخل القرى حقا لكنها كانت تتحول إلى قطعة من النور فى ليالى الاحتفال بمولد من الموالد الشعبية، ففى مولد سيدى سليم وسيدى مزروع، تضاء القرية فجأة عن طريق المولد الكهربائي، وهو نقلة حضارية بالنسبة للقرية آنذاك، فالقمر كان مصدر الضوء الوحيد للياليها المظلمة، مما ساعد على نمو خيالات ومخاوف لدى أهل القرية، فالكل يُجمع على رؤية الأرنب الأبيض بعينيه المتقدتين كالجمر، وما كان ذلك إلا وهما من وحى الظلام الدامس، الذى كانت تعيشه القرية.
■ وهل بيئة يسودها الظلام كانت قادرة على أن تخرج مبدعين؟
- نعم هذه البيئة سادها الإبداع وأفرزت علامات فى الفن كالمثال محمود مختار، وهو أحد المبشرين ببداية النحت المصري، رغم الإمكانيات البسيطة للبيئة إلا أن طاقتها الإبداعية كانت غير محدودة فى ذلك الوقت، وكان الطفل يعتمد على نفسه، ويصنع ألعابه بيديه، كما كانت الألعاب الشعبية مصدر إبداع، وتعتمد على خيال الطفل وإبداعه الشخصي، مثل الطائرات الورقية، مجسم الراديو، عرائس الطين، والقماش، وكنا نعبر الممر المائى سيرا على الأقدام فى السدة الشتوية إلى قرية «العسالتة» لحضور المولد والفتيات يحملن اللبن ليقدمنه قرابين لأهل الذكر فى الموالد، هناك تربينا على رائحة أزهار القطن الصفراء، و«البسلة» بلونيها البنفسجى والأبيض، وألوان الحقول، القرية بيئة موحية للطفل المتأمل يلتقط خياله أدق التفاصيل لتكون إبداعه الشخصي، من خلال معطيات بيئته، حتى المرحلة الثانوية كانت بمدرسة المساعى الثانوية بشبين الكوم، وكانت القراءة الوسيلة الترفيهية لجيلنا ككل أبناء القرى من المبدعين، فمررنا بمجموعات نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وعبد الرحمن الشرقاوي، وسعد مكاوي، وسعد الدين وهبة، وميخائيل رومان، كل ما تطاله يدنا كان يصلح للقراءة كنا نقرأه، كما كانت هناك سلاسل تصدر عن «دار الكاتب العربي» أو الهيئة المصرية للكتاب الآن.
■ هل كان نزولك القاهرة واحتكاك بالمدينة انتقال من النقيض إلى النقيض؟
- كانت لدينا خلفية جيدة عن طبيعة الحياة فى القاهرة من خلال القراءة، ورغم ذلك كنت أخاف منها، كما قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي، - ينتمى إلى المنوفية- فى إحدى قصائده، «أقصى طموحك فى سؤال أحد فى القاهرة أن تسأل عابر الساعة كام؟»، فالقاهرة مدينة بلا قلب، وابن القرية غريب بها، وأتذكر أن أول يوم لى فى «كلية الفنون الجميلة» طلبوا منى رسم «اسكتش» من الشارع فذهبت إلى ميدان «لاظوغلي» ورسمت عربة «جوافة»، وأصر البائع وقتها إما أن أعطيه خمسين قرشا، أو يأخذ اللوحة، فأعطيته اللوحة فالخمسون قرشا تعنى لى مجاعة لمدة عشرة أيام، ومع الوقت تآلفت مع القاهرة، وعشت فى الأحياء الشعبية الدافئة بترابط سكانها، فكان طريقى اليومى من شارع المعز وصولا إلى خان الخليلى وقصر الشوق وبين القصرين، فروح مصر الحقيقية تجدها بين سكان هذه المناطق، والذين لم تجرفهم الحياة بتياراتها المتلاطمة، لأنه لديهم قيم مترابطة ومتصلة ومحفوظة والتأثير عليها مختلف، لأنهم عامل جذب بفعل احتكاك السياحة وفئات مختلفة من البشر تتوافد عليهم، وهم أحرص على تقاليدهم وقيمهم.
■ متى اتخذت الفن التشكيلى دربا فى الحياة وسلكته؟
- أبى رحمه الله كان مدرسا للغة العربية، ومراسلا محليا لمحافظة المنوفية فى صحيفة المساء، وكان خالد محيى الدين رئيس تحريرها آنذاك، وهو ما جذبنى للصحافة وأوقعنى فى غرامها إلى جانب الرسم، وعندما جئت إلى القاهرة ترددت على مؤسسة دار الهلال، لألتقى فنانيها وأتعرف عليهم، وقابلت آنذاك رئيسة تحرير مجلة «سمير»، وعملت بعدها مراسلا للمجلة من «شبين الكوم»، أما الرسم فمنذ المرحلة الابتدائية كأى طالب متفوق فى التربية الفنية كنت محروما من حصص الألعاب، وأى حصص ترفيه تتحول تلقائيا إلى رسم، وكان مدرس التربية الفنية ينتقى مجموعة من الطلبة -وأنا بينهم - من هذه الحصص، لتزيين المدرسة، تطور الأمر بعد ذلك، وكنت أرسم لوحات للمدرسة، وعزمت على أن الفن والأدب بداخلى علاقة لا انفصام فيها، فسلكت الدربين معا، والتحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور، وتتلمذت على يد أستاذى «حسين بيكار»، وارتبطت به فكان بمثابة الأب الروحى للفنانين التشكيليين والنقاد، وكان مسموع الكلمة، وحينها كان يرسم فى الصفحة الأخيرة بصحيفة الأخبار لوحة مع رباعيات منظومة، متأثرا بالخيام وإلى جواره على أمين ومصطفى أمين، ولم انقطع عن زيارته أسبوعيا حتى وفاته.
■ حدثنا عن عملك الأول فى أدب الطفل؟
- أول عمل لى فى أدب الطفل، كان فى دار الهلال، وشرفت بانتمائى لروزاليوسف فهى التاريخ، فيها تعلمنا الفن الصحفى من أساتذتها وفنانيها الكبار عبد الغنى أبو العينين، وحسن فؤاد، وتعرفت على معظم الفنانين وأنا طالب صغير، لازلت أطرق الأبواب وأتطلع لما خلفها بحذر، لكن بداية عملى كان فى دار الهلال وتحديدا سلسلة كتب الهلال للأولاد والبنات، بقيادة رئيسة التحرير آنذاك السيدة جميلة كامل، كانت رئيسة سابقة لمجلة سمير التى صدرت عن دار الهلال عام 1956، وهى التى أطاحت بمجلة سندباد لأنها كانت توزع بانتظام شديد، وبدأت عملى كمخرج فنى ورسام لهذه السلسلة، وكنت مديرا فنيا لمجلة حواء، ووقتها كان أسلوبى التلقائى مرفوضا وكانوا يظنون أنها رسومات لطفل صغير، وقد صدر لى عدة كتب للأطفال منها كتاب «سيد الخلق»، وهو خمس أجزاء عن دار الشروق، ونلت عنه جائزة من معرض فرانكفورت الدولى للنشر، وصنف عام 1997، من أحسن عشر كتب فى العالم «بصريا»، والكتاب الثانى «محمد فى عشرين قصة» للكاتب عبد التواب يوسف، من رسوماتي، وحصلنا على جائزة من معرض «بولنيا» الدولى فى إيطاليا، وهو أكبر معرض لكتب الأطفال فى العالم ودونت كلمات بالإنجليزية تعليقا على بوستر الكتاب تشيد بـ«الرؤية الشرقية والإحساس الشرقي».
■ جائزتان فى أدب الطفل لكتب إسلامية.. إذا الغرب لايؤمن بمنطق الشللية والتمييز؟
- على الإطلاق الغرب لا يضطهد المسلمين، إلا إذا شعر بضعف شخصيتهم، ونحن كعرب لانلوم إلا أنفسنا، شىء مبك ألا يبقى من ماضينا إلا الذكرى، ففى العصور الوسطى عصور الظلمات فى أوربا، ازدهر لدى العرب الفن والأدب والعلوم على يد الرازي، ابن سينا، الخوارزمي، ابن رشد، هناك خطاب من ملك انجلترا جورج الثانى عام 420 هجرية، بعث به لخليفة المسلمين فى الأندلس، يقول له فيه «سمعنا عن نهضتكم فى الفن والعلوم وننحنى أمامها، وأنا بعثت إليك ببعثة على رأسها ابنة شقيقتى لتستقى من نبع الحضارة العربية»..أين العرب الآن من تاريخهم وحضارتهم نحن لا نضطهد إلا إذا استضعفنا.
■ محتوى الكتاب المدرسى من رسوم دون المستوى.. لماذا لا تتعاون وزارتا الثقافة والتعليم فى حل تلك الأزمة؟
- وزارة التربية والتعليم نسيت دورها الأساسى فى إعداد الطفل وتربيته فكريا وفنيا فغضت الطرف عن حصص الموسيقى والتربية الفنية، ولابد أن تكون هناك هيئة أو إدارة باسم الكتاب المدرسي، تضم فنانين يصممون أغلفته ومحتوياته، أما وزارة الثقافة فهى فاشلة فى حل مشاكلها لاننتظر منها حل مشاكل الوزارات الأخرى.
■ من عاصروا العهد الملكى وثورة يوليو تحدثوا عن منظومة ثقافية تدار فى المدارس دون هيئة تتبعها.. الآن توجد وزارة الثقافة دون وجود منظومة أو خطط تدار بها الحركة الثقافية فى المدارس.. ما تعليقك؟
- البداية من التربية والتعليم، عندما تنتشر ظاهرة الغش لابد أن يُقال وزير التربية والتعليم، وأنا أطالب بأن يقرر كتاب «شخصية مصر» لـ د.نعمات فؤاد على المرحلة الإعدادية، وكتاب «شخصية مصر» لـجمال حمدان على المرحلة الثانوية، من ناحية أخرى لابد من وقف الهجوم على الأزهر ورموزه، ولابد من الابتعاد عن المغالاة والتشدد والتمسك بالوسطية، كما يجب أن نحصل على مصادر المعرفة من الشخصيات السوية، ممن لديهم غيرة على الدين والوطن، لذا لابد للقائمين على هذا الأمر إدخال فتاوى الشيخ محمد عبده إلى مقررات الأزهر، ليشب طلابه بعقول مستنيرة، محمد عبده مات عام 1905 وهو يسبقنا فى الفتاوى وتفسير للقرآن.
■ بم تفسر تراجع أدب الطفل بعد ثورة يناير؟
- الناشرون يستخدمون الثورة شماعة، يعلقون عليها تراجعهم فى أدب الطفل، الثورة تم إجهاضها وترتب على ذلك أشياء كثيرة، على رأسها تراجع الاهتمام بأدب الطفل، وما زاد الطين بلة، دخول الإخوان السلطة، وتعرض المجتمع لحالة من التشوش، وصار مصير التماثيل فى الميادين غير مضمون، بأن يعترض على تواجدها الأصوليون ونعود إلى عصور الظلمات، كل شىء يمكن أن يعود كما كان فى حالة انضباط أمور كثيرة فى المجتمع، فتراجع أدب الطفل ليس لفقر فى الكتاب أو المادة، على العكس هناك كتاب ورسامين للأطفال من كبار الكتاب والشباب، وأنا أصدرت كتابا مع الزميل محمود قاسم عنوانه «هؤلاء رسموا للأطفال»، ضم مجموعة من الرسامين المصريين، واحتوى على 200 رساما للأطفال، معظمهم لا يجد عملا الآن، ولا يقتصر التراجع على أدب الطفل فالسينما هى الأخرى تعانى من أزمة كبيرة جدا، فمهرجان الموسيقى تراجع هذا العام لأن هناك أزمة فى الفنانين، وبرغم أن المهرجانات باتت موسمية لكن لا يوجد شيء فى عمق الثقافة لكى تستمر وتزدهر، أين دعم الدولة للسينما فنيا وماديا؟.. نقيم مهرجانات للسينما ونحن غير قادرين على إنقاذها من الانحدار.
■ مما لاشك فيه أن جوائز مهرجان القراءة للجميع كانت حافزا للكاتب والرسام والقارئ.. أين ذهب الحافز بعد الثورة؟
- بعد الثورة طلبت من د.عماد أبو غازى - بصفته وزيرا للثقافة وقتها - تغيير اسم جائزة «سوزان مبارك» حتى لا تنسب الجوائز لشخصيات مهما عظم شأنها، ولنطلق عليها الجائزة القومية، وطلبت تفعيل مهرجان القراءة للجميع مرة أخرى فى إطار تفعيل الإيجابيات المستثناة من العهد البائد لمبارك بمساوئه، حاليا تغير اسم «جائزة مبارك» إلى «النيل» وهو أجمل، فالأشخاص زائلون والنيل باق، ولازلت أطالب بعودة الجائزة القومية لأدب الأطفال، والتى كانت تقدم للرسامين والكتاب ولكنها وصلت إلى طريق مسدود، لأن ممولى الجائزة كانوا إما يحصلون عليها أو يمنحونها لأتباعهم بحيث تدور الجائزة فى دائرة واحدة منهم وإليهم، وأنا أطالب بعودتها بقوة وأن تكون مدعومة من الدولة كالجوائز التقديرية والتشجيعية.. وألا يثبتوا التقدير والتكريم على مجموعة من الناس حتى لاتفقد مصداقيتها.
■ كونك أحد أهم النقاد.. الفن التشكيلى فى مصر متهم بانفصاله عن واقع الشارع وغير مرتبط بالأحداث الجارية فما تعليقك؟
- تاريخ الفن التشكيلى فى مصر مواكب للمجتمع ومرتبط بالأحداث، لكن بشكل غير مباشر، فالفنان التشكيلى يمتص الحدث ثم يفرزه بشكل تعبيري، وهو أفضل كثيرا من إفرازه فى نفس اللحظة لكى لا يتحول إلى «صراخ تشكيلي»، على سبيل المثال لوحات الفنان محمود سعيد، تجسد شخصية المجتمع وروحه، كما فى لوحة «المدينة»، وهى أكبر لوحة فى متحف الفن الحديث، طولها حوالى 6 أمتار مربعة، تعبر عن شخصية مصر، فيها بنات بحري..الحمار.. النيل.. القلعة، فالفنان التشكيلى غالبا مواكب للحدث لكن بشكل تعبيري، باستثناء الفنانين الذين يصنعون الحدث فى لوحة كما فى الملصق «البوستر» الذى يرتبط بمناسبة أو حدث ما.. أما الفنان التشكيلى فيعلو على الحدث، ليخرج إحساسه التعبيرى فى شكل رمزى أو ما بين التجريد والشخصيات أو به جزء سيريالى بعيد عن الواقع بعض الشيء.
وعليه هناك اتجاهات للفن.. جانب منها مرتبط بالأحداث الجارية مثل المعارض العامة التى تقام تحت عنوان محدد مثل «الهوية - العولمة» مثل معرض قناة السويس، كل فنانى مصر شاركوا فيه.. وهناك فنانون ينفعلون بالأحداث فيسجلون التاريخ فى لوحة، مثل «عبد الهادى الجزار» ولوحته «الميثاق والسلام» فهى تعد من أجمل الأعمال التى ارتبطت بحدث، كذا لوحة «النورج» عن الفلاح المصري، لـ«حسن سليمان».
■ فى رأيك لماذا لم يعد هنا برامج ثقافية لتسليط الضوء على الفن التشكيلى.. وبالمثل تراجع دور الصحافة الثقافية فى هذا الشأن؟
- هناك عطب فى المجتمع المصري، فهو خرج ولم يعد.. والحياة الثقافية والفنية لا تنتظم إلا فى ظل منظومة سليمة، وما وقع من أحداث ترتب عليه اهتزاز فى صناعة القرار وعشوائية الصور البصرية فى الشوارع والميادين وفى وسائل الإعلام تليفزيون وصحف، فهناك صفحات للفن التشكيلى كان تفرد فى الصحف القومية لم تعد موجودة، وفى نفس الوقت لم تعد هناك همة عامة لتحريرها وقراءتها، وذلك يرجع للأزمة التى تمر بها الصحافة الورقية فى مصر، وأنا أخاطب رئيس الجمهورية فى هذا الشأن، الصحافة الورقية يجب أن تعان حق عين كما تعان الوزارات الخدمية لأنها تخدم هذا النظام، كالتموين والخارجية لأن الصحافة الورقية وعلى وجه الخصوص القومية تخدم النظام، محرروها هم موظفون للدولة لا لمؤسساتهم وما داموا يخدمون الدولة بأنظمتها يجب أن تعان حق عين، ترفع عن المؤسسات الصحفية مديونيتها وتحاسب فقط على منتجها الثقافي، كنا نبحث عن ما يمول إصدار الصحف ويضمن استمراريتها وننتظر حصة كل مؤسسة من مطبوعات وزارة التربية والتعليم كأنها منحة، هناك محررون وفنانون تركوا مواقعهم فى المؤسسات القومية لأنه لايتم استغلالهم وتم تحجيم دورهم، فالصحفى الفنان يعمل بلا أدوات، وترتب على ذلك انحصار صفحات الفن التشكيلى والصفحات الثقافية، وحتى لو تواجدت الأدوات فلا توجد استجابة من المسئولين أصحاب الأيادى المرتعشة، فهم غير مهمومين بالعمل أو المصلحة العامة ويترتب على ذلك زياد معدل نمو الفساد فى المؤسسات.. كنت رئيس تحرير مجلة الخيال وأقالنى الفساد بعيدا عن ذكر الملابسات والظروف.