الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

نيابة أمن الدولة العليا: متهمون بتنظيم «ولاية سيناء» شاركوا فى اعتصام رابعة

نيابة أمن الدولة العليا: متهمون بتنظيم «ولاية سيناء» شاركوا فى اعتصام رابعة
نيابة أمن الدولة العليا: متهمون بتنظيم «ولاية سيناء» شاركوا فى اعتصام رابعة




كتب - رمضان أحمد

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية اتهام 292 إرهابيا بالانتماء إلى تنظيم ما يسمى بـ (ولاية سيناء) التابع لتنظيم داعش الإرهابى، عن أن عددا من المتهمين كانوا من المشاركين فى الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية برابعة العدوية، وأنهم شاركوا أيضا فى التجمعات وأعمال التجمهر الإخوانية المناهضة لنظام الحكم القائم، علاوة على اعتناقهم الأفكار الجهادية التكفيرية التى تقوم على العنف المسلح تجاه القوات المسلحة والشرطة ومنشآت الدولة.
أشرف على التحقيقات المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، ومتابعة المستشار محمد وجيه المحامى العام بنيابة أمن الدولة العليا، ورأس فريق المحققين المستشار شريف عون رئيس نيابة أمن الدولة العليا.
وأظهرت التحقيقات فى القضية التى أحيلت إلى النيابة العسكرية، والتى تضمنت وقائع تتعلق بمحاولات استهداف الرئيس عبد الفتاح السيسى والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولى العهد السعودى بعمليات اغتيال ، أن المتهمين اعتنقوا الأفكار التفكيرية لتنظيم داعش الإرهابى وقاموا بمبايعة زعيمه أبو بكر البغدادى قائدا لهم، وأنهم استعانوا بـ «نماذج مصغرة» للكمائن الأمنية للقوات المسلحة بشمال سيناء المراد استهدافها بناء على معلومات الرصد المجمعة عنها، والتدريب من خلال تلك النماذج قبل تنفيذ العمليات الإرهابية فى مواجهة تلك الكمائن.
وتضمنت اعترافات المتهمين انضمامهم لجماعة ما يسمى بـ (ولاية سيناء) - وهى إحدى أفرع تنظيم داعش الإرهابى - والتى يعتنق أفرادها وعناصرها أفكارا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، والتحاقهم بإحدى خلاياها التنظيمية التى تتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة، والتحاقهم أيضا بمعسكرات تدريبية بمدينة الشيخ زويد (محافظة شمال سيناء) وغيرها من المعسكرات بذات المحافظة، ومشاركتهم فى تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية فى مواجهة الكمائن الأمنية التابعة للقوات المسلحة وقسم شرطة الشيخ زويد.
وتبين من اعترافات عدد من المتهمين، أنهم انضموا إلى تجمهر ميدان رابعة العدوية عقب أحداث ثورة 30 يونيو 2013 ، إلى أن تم فضه، ثم شاركوا فى التجمهرات المناهضة لنظام الحكم القائم بالبلاد واعتنقوا الفكر الجهادى القائم على تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وضرورة قتال معاونيه من القوات المسلحة والشرطة تحت زعم «موالاتهم للكفار» .
وكشفت التحقيقات واعترافات المتهمين أن الجماعة الإرهابية التى انضموا إليها، اعتمدت فى تنفيذ عملياتها العدائية على الأسلحة الآلية الخفيفة والثقيلة، والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات (آر بى جى وكورنيت) والعبوات المفرقعة والسيارات المفخخة، حيث كانت كل مجموعة مزودة بسيارة ربع نقل مموهة المعالم مسلحة بالبنادق الآلية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إضافة إلى قاذف صاروخى من طراز (آر بى جي) وتتخذ تلك المجموعات أكواخا بمناطق تمركزها لينطلق منها أفرادها لارتكاب عملياتهم العدائية.
وأشار المتهمون فى اعترافاتهم إلى أنه فى إطار إعداد عناصر الجماعة فكريا وعسكريا، أطلعهم (أبو مروان المصري) مسئول التجنيد والتنظيم، على إصدارات الجماعة العسكرية، ولقنهم (أبو حمزة السيناوي) أفكار الجماعة،  كما تلقى المتهمون دورة تدريبية فى اللياقة البدنية والتشكيلات العسكرية وفك وتركيب الأسلحة النارية بأحد معسكرات الجماعة بمنطقة العقدة بالشيخ زويد، على يد عدد من المتهمين ممن يتولون مسئولية التدريب بالجماعة.. وذكر المتهمون أنهم وعناصر أخرى من أعضاء الجماعة تلقوا أيضا تدريبات قتالية على الاقتحام العسكرى بأحد معسكرات الجماعة بمنطقة الوقف بالشيخ زويد، حيث تم خلالها التدريب على اقتحام عدد من الكمائن الأمنية من بينها كمينا أبو رفاعى والسدرة، وكمائن أخرى بمدينة الشيخ زويد، بغرض أسر أكبر عدد ممكن من الجنود، والإعداد لعرض عسكرى لعناصر التنظيم بأنحاء المدينة عقب نجاح مخططهم الميداني، حيث تولى قيادة العملية المكنى أبو هاجر المصري، بينما اضطلع المكنى أبو محمد المصرى بمسئولية القيادة الميدانية.
وأشار المتهمون إلى أنه تم تقسيم العناصر المشاركة فى عمليات استهداف الكمائن الأمنية إلى 6 مجموعات وهى مجموعة ما يسمى بـ «الاستشهاديين» والتى تتولى اقتحام المواقع المراد استهدافها بسيارات مفخخة، ويعقبها أفراد المجموعة الثانية «الانغماسيين» والتى تتولى اقتحام المواقع واستهداف القوات المتبقية، والثالثة مجموعة الدعم والتى تقدم العون لعناصر المجموعة الثانية، والمجموعة الرابعة «الإسعافيين» والتى تتولى إسعاف من أصيب من عناصر المجموعتين الثانية والثالثة، والمجموعة الخامسة «قطع الإمداد» والتى يتولى عناصرها منع وصول التعزيزات لأفراد الجيش المستهدفين بالعملية، والمجموعة السادسة والأخيرة «مجموعة الإعلاميين» والتى يتولى عناصرها توثيق مجريات الاقتحام، وكانت عمليات تدريب العناصر المشاركة على التنفيذ تتم باستخدام نموذج مصغر لموقع تنفيذ كل عملية.
وقال المتهمون إنه لدى تنفيذ خطة استهداف كمين أبو رفاعى بالشيخ زويد، قام المكنى أبو أسامة المصرى بإلقاء كلمة تحفيزية فى المتهمين، لتحريضهم على تنفيذ مخططهم، وتمركزت العناصر المشاركة فى التنفيذ بعدد 10 سيارات دفع رباعى بالقرب من الكمين، ثم تحرك المكنى أبو عبد الله الصعيدى (أحد العناصر الانتحارية) بسيارته المفخخة وفجر نفسه بمقر الكمين، غير أن انقطاع الاتصال مع قائد العملية أدى إلى تأخر تحرك العناصر الانغماسية حتى تمكنت قوات الجيش بالكمين من إعادة تمركزهم والنيل من جميع العناصر الانغماسية، إلا أن عناصر مجموعة الدعم تمكنت من فرض سيطرتها.
وأشار المتهمون فى معرض اعترافاتهم إلى أن المكنى أبو مصعب السيناوى تمكن بمفرده من قتل 4 مجندين من القوات المسلحة المتمركزين بكمين أبو رفاعي، علاوة على الهجوم على قسم شرطة الشيخ زويد، قبل أن تتدخل طائرات القوات المسلحة وتقصف تجمعات الإرهابيين وتوقع بهم خسائر كبيرة فى الأرواح ويتم نقل المصابين من عناصر الجماعة إلى معسكر التنظيم بمنطقة الموقف بالشيخ زويد لإسعافهم.
وأكد المتهمون أن المكنى أبو عائشة المهاجر قام بتفجير مبنى نادى ضباط الشرطة بالعريش، وقام المتهمان المتوفيان عمرو محمود عبد الفتاح المكنى أبو وضاء المهاجر وإسماعيل أحمد عبد العاطى المكنى أبو حمزة من تنفيذ عملية استهداف فندق إقامة القضاة بمدينة العريش، واضطلاع عناصر التنظيم باستهداف كمين العبايدات بالشيخ زويد والاستيلاء على مدرعتين تتبعان القوات المسلحة.