الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحالف الشيطان

تحالف الشيطان
تحالف الشيطان




وليد فخرى يكتب:

منذ أن أشعل البو عزيزى النار فى جسده اعتراضاً على اغتيال العدالة الاجتماعية فى الدولة التونسية وإشعال شرارة الثورة التونسية، وأعـــداء الوطــن العربى فى حالة انعقاد دائم لتحريك ما أطلقوا عليه الربيع العربى وتحريك الخلايا النائمة المملوكة لهم من الائتلافات الشبابية والحزبية المعدة سلفاً لتأجيج الأوضاع داخل الدول التى يبدأ فيها النشاط الثورى التخريبى، فجميع اللقطات الدموية تم إعدادها سلفاً داخل إطار سيناريو محكم تم إعداده فى أروقــــة الأجهزة الاستخباراتية.
ومع انتشار الخراب العربى واتساع دائرة المرتزقة والمنتفعين وقفــــز الجماعات الدينية لتتصدر المشهد السياسى رفـــــع الغرب ـ بالتعاون مع الأنظمة الهرمة المتهالكة فى منطقتنا العربية ـ شعار محاربة الإرهاب كما هو الحال فى سوريا، وفى الوقت الذى بدأ المواطن العربى فى هدم وتخريب ممتلكات ظـــل يبنيها لعقود «بيدى لا بيد عمرو».
 كان الحزام الشيعى الناسف فى بلاد الشام ودول الخليج جاهز للاستخدام، ذلك الحزام المحكم البناء والواضح الهدف فى حالة إستنفار للإنفجار والنيل من استقرار ظـــل يحلم لعقود بهدمة، فكانت الفرصة مؤاتية لينتشر فى الجسد العربى كالسرطان.
فى الوقت الذى بدأت فيه رياح الخريف العربى المحملة بوقود الفتنة تنتقل من دولة إلى أخرى كانت المملكة العربية السعودية تراقب فى حذر ما يحدث، ولم تكن تراقب فحسب، بل كانت تخوض العديد من المعارك السياسية ومارست الضغوط على الإدارة الأمريكية لكى تخفض من وتيرة دعمها للجماعات التخريبية، كل هذا والجميع يدرك أن التحالف الشيطانى للدول الغربية وإيران قد اجتمع على طاولة الموساد الإسرائيلى لرسم الطريق إلى المملكة العربية السعودية، الامتداد الأمنى والذراع الداعمة لمصر، التى أبى جيشها وشعبها السقوط برياح الخريف العربى، وبدأت حركة الرافضة نشاطها داخل المملكة فى التاسع من مارس 2011م فى التحرك ببعض مدن الشرق السعودية ولكن الشعب السعودى بدعم من الأجهزة الأمنية استطاع وئد الفتنة فى مهدها، بعدها تجمعت قوى الشر مرة أخرى فى ميدان اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية المنامة فقادت السعودية قوات درع الجزيرة لتكمم الأفواه التى دعمت هذه الحركة الشيعية فى إيران والبيت الأبيض، بعدها انتقلت المواجهة إلى سوريا ودخول حزب الشيطان اللبنانى فى دائرة الصراع جنباً إلى جنب والحرس الثورى الإيرانى للتتحول الثورة السورية إلى ساحة حرب تتحرك عليها جنود الرافضة وجند بنى صهيون من شتى أرجاء المعمورة.
 وبالتوازى مع التحرك العسكرى الغربى الإيرانى فى المنطقة، كان هناك تحرك اقتصادى سعودى صفع هذا التحالف الشيطانى بالإعلان عن خطة اقتصادية تنموية مستقبلية للمملكة، لا تعتمد على الصناعات البترولية والنفطية، فجمعت تلك القوى قواها مرة أخرى لترسل بعض أفراد الجماعات الإرهابية لتهز المملكة بحفنة من التفجيرات والعمليات الإرهابية، ولم تستح تلك الجماعات الإرهابية التى تدعى دفاعها عن الإسلام بتنفيذ عملية إجرامية على بعد خطوات من قبر نبى الرحمة (صلى الله علية وسلم) ولم تنل تلك التفجيرات من الهيبة السعودية، بل زادت من صلابتها وتلمس العالم مـــدى الترابط بين الشعب السعودى ومليكه وقيادات حكمه.
وكانت المواجهة الأكبر على الحدود الجنوبية مع الجمهورية اليمنية المعقدة التضاريس الجغرافية والسياسية والتى تعد الامتداد والعمق الأمنى لبلاد الحجاز، وقد أيقن القادة فى المملكة خطورة الوضع اليمنى وتطوراته ومدى التوغـــل الإيرانى فى الشمال اليمنى فباغتتهم المملكة بالدعوة إلى بناء تحالف عربى يتولى مسئولية إعادة الشرعية اليمنية ومقاليد الحكم إلى الرئيس الشرعى للبلاد عبدربه منصور هادى، نيابة عن التحالفات الغربية التى تخطئ أهدافها عن عمد كما هو الحال فى ليبيا وسوريا، فدورها الأساسى الحفاظ على استمرار الحرب لأطـــول فترة ممكنة، فلا تُحسم الحرب لأى طرف حتى تحقق الحرب أهدافها وتأتى على الأخضر واليابس فى تلك الدول.
ومن فصول المخطط الإجرامى الوقيعة بين جناحى الأمة مصر والسعودية باختلاق مشكلة تيران وصنافير وقد تناسى هــؤلاء وحدة الشعبين التى تتوارى خلفها الحدود الجغرافية ويدرك هؤلاء جيداً أن رســم تصدع فى العلاقة بين شطرى الأمة العربية سـتوفر له الوقت والجهد والمال المطلوب للنيل من قلب الأمة العربية ولكن هيهات.
وبالنظر إلى الحدود الشمالية للمملكة فى العراق المغتصب شيعياً والحدود الجنوبية فى اليمن والحرب فى سوريا واحتلال لبنان ودعــــم الفتنة فى ليبيا ومحاولة إنهاك مصر بالإرهاب يدرك أن الطريق إلى السعودية أصبح ممهداً لتحالف قوى الشر، كما يخُيل لهم، ولكن هدفهم بعيد جدا وحلم الوصول إلى المملكة سيتحطم على صخرة وعـــى الشعب السعودى، وخبرة وحنكة قادته، ودعم جيش مصر وشعبها، فلن تنتظر مصر جيشاً وشعباً دعــوة أو نداء استغاثة بل ستنتفض، فلا حياة لمصر بدون السعودية ولا وجود للسعودية بدون مصر.