السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مؤتمر شباب.. دلالات وإيفادات

مؤتمر شباب.. دلالات وإيفادات
مؤتمر شباب.. دلالات وإيفادات




محمد عبد الدايم يكتب:

 مما لاشك فيه، أن مؤتمر الشباب الذى اختتم فعالياته الشهر الماضى، بمدينة السلام (شرم الشيخ) وبحضور أكثر من ثلاثة آلاف شاب، وعدد كبير من رجال الدولة والساسة، وأهل الاقتصاد والفن والرياضة، ويتقدمهم رئيس الدولة عبد الفتاح السيسى، جاء ليحمل دلالات وإيفادات كثيرة، أهمها على الإطلاق ذلك الاصطفاف الإيجابى حول حيوية الدولة ومتانة انسجتها، وتجسد ذلك فى الحميمية والارتياح الحاصل هناك على مدار ثلاثة أيام متصلة، عقدت فيها ندوات مختلفة، كان الشارع المصرى بالقرب منها من خلال أجهزة التلفاز والسوشال ميديا، وهو النجاح بعينه حيث الاهتمام لأول مرة بحدث، يعقد لتصحيح الأوضاع والسعى نحو إقامة دولة ديمقراطية حديثة، تمتلك مقومات كبيرة وكثيرة، لكنها مستهدفة، إقليميا ودوليا، وهناك من ينخر فى عضدها بالداخل، تنفيذا لأجندات خارجية.
المؤتمر الشبابى (الأول) حمل دلالات وإيفادات- أكرر – عديدة وصلت للرأى العام العالمى فى صورة رسالة قوية، تحمل فى طياتها معانى كثيرة تؤكد أن مصرنا دولة شابة قوية تستطيع الجرى بسرعة نحو البناء والتنمية بسواعد شبابها، وهو ما قرأناه فى المارثون الذى تقدمه الرئيس السيسى وخلفه شباب مصر بمختلف انتماءاته السياسية، (السيسى الرئيس) رمزية الدولة فى المقدمة، يجرى ومن خلفه الشباب، يدفع فى الاتجاه الصح وكأنهم يقولون أمضى ونحن معك نحو مطالب مشروعة يريدها رجل الشارع البسيط، الذى انتظر طويلاً الإصلاح وأنتظرنا معه.
فلم يعد لدى الجميع رفاهية الوقت، فالعالم من حولنا يتغير سياسيا واقتصاديا بشكل بسريع ومخيف، ومن هنا كانت الإيفادة بضرورة إظهار صورة مصر المستهدفة للعالم أجمع، على أنها (قوية - صلبة - فتية) بتماسك أبنائها من الشباب، وأن ثمة جسورًا ممتدة لإحداث حراك اجتماعى بين الجميع، بآليات جديدة تتسق مع الواقع، فلا تطور بدون اصطفاف مجتمعى، ولا قوة بدون تماسك وتضافر النسيج المجتمعى، فكانت السمة الغالبة على المؤتمرين تلك الروح البناءة لاستثمار الطاقات الإيجابية والحيوية لدى كل الشباب فى مصر.
وهو ما أكده الرئيس فى كلمته الختامية، حيث أشار بوضوح شديد إلى أن الاصلاح والتدريب والتأهيل سوف يطال كل الشباب، وهى دلالة أيضاً - على أن راية العمل الأهلى والحكومى أصبحت فى أيادى الشباب، وأن اعتلاءهم منصة الحوار حتمية فى ذلك الوقت، فشاهد الجميع واستمع الكبار إلى حوارات الشباب، وهم يديرون منصة الحوار - تقدم نوعى جديد فى الحوار بين الدولة والشباب، ينبغى على الشباب استثماره نحو بناء الدولة بكل أركانها.
وكانت الإيجابية الأهم، خروج المؤتمر بقناعة تامة، بأن صناعة الشباب هى الأمل نحو التقدم والرخاء، وهو الأمر الذى يحتاج إلى متخصصين وأصحاب رؤى عميقة، فالموضوع ليس سهلا ولا صعبا، وإنما بحاجة إلى دراسة متأنية توضع لها برامج متخصصة فى شتى المجالات، فصناعة العقول المستنيرة أهم بكثير من أى صناعة، وأن الاستثمار فى طاقات الشباب يصنع المستقبل، وعلى الجميع أن يدرك أنّ الأمل القادم لن يتحقق إلا بسواعد الشباب المثقف علميًا والفاهم لما يحاك بأمته، من مخططات صنعتها أنظمة عالمية، استخدمت التكنولوجيا الحديثة فى الوصول إلى عقل وقلب هؤلاء الشباب، حتى تفقدهم الهوية والولاء والانتماء، ويأتى إدراك القيادة السياسة نحو فهم ومعرفة الوصول إلى فك اللغز المعضلة، ليضعنا جميعا على الطريق الصحيح، فكانت السمة الغالبة على المتحاورين ذلك الايمان العميق بحجم المشكلة، ووضع الحلول الجذرية لكل ما يعانيه الشباب من مشكلات يسهل حلها بالحوار الجاد، ومد جسور الثقة بين النخبة الحاكمة والفصيل الكبير فى الدولة من الشباب، وقد كان بالفعل. حيث خرجت كل التوصيات لتؤكد على ذلك، بل كان الاعتراف الصريح بحتمية النهوض بالشباب - كل الشباب فى شتى المجالات ـ ويبقى الشباب استثمار ذلك النهج وترجمته من واقع المسئولية التاريخية والسياسية والتأكيد على أهميتكم فى بناء مستقبل الوطن.
مؤتمر نتفق ونختلف عليه، إلا أنه ربط الشباب بمشكلات بلده ووضعهم فى الصورة، وألقى على عاتقهم إيجاد الحلول البناءة من باب المشاركة والمسئولية، ومن ثمّ كان النجاح لهذا المؤتمر، الذى لاقى اهتمامًا واسعًا من كل دوائر الرصد والمتابعة الميدانية، حتى أن رئيس الدولة حضر كل فعالياته، واستمع بكل إمعان لما دار من نقاشات حول مستقبل ومصير الأمة، فحقا كان مؤتمر أبدع فيه الجميع، ويبقى أن ننطلق دون النظر لما يحاك بنا.