الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إبراهيم المويلحى بين الصحافة والأدب» جديد «القومى للترجمة»

«إبراهيم المويلحى بين الصحافة والأدب» جديد «القومى للترجمة»
«إبراهيم المويلحى بين الصحافة والأدب» جديد «القومى للترجمة»




كتب - خالد بيومى


صدر حديثا عن المركز القومى للترجمة كتاب «بين الصحافة والأدب.. النهضة عند إبراهيم المويلحى ومعاصريه» للكاتبة الفرنسية «مارى كلار» وترجمة «سونيا نجا»، وهذه الدراسة تقدم نظرة متعمقة لأسرة مصرية «آل المويلحى» التى ترجع أصولها إلى شمال الحجاز.
ويتناول الكتاب دراسة حياة الأديب والصحفى إبراهيم المويلحى «1843- 1906»، هذا الرجل الذى عاش خلال أهم سنوات النهضة العربية فى القرن التاسع عشر، وشكلت كتاباته جزءا من أدب النهضة الثقافية العربية، وهذه الكتابات تم تحريرها خلال  السنوات «1870- 1905»، ارتبطت الأهمية السياسية لأسرة المويلحى جزئيا بثرائها ويسرها المادى باعتبار أفرادها من كبار تجار المنسوجات الحريرية، والواقع أن الخديو إسماعيل هو الذى أقال آل المويلحى من عثرتهم وأنقذ ثروتهم عام 1872، حين كان إبراهيم على وشك فقدها الكامل بالبورصة، عقب هذه المحنة القاسية، أصبح إبراهيم من المقربين إلى الخديو بل وتبعه فى منفاه عام 1879، حين أجبرت السلطات الفرنسية والإنجليزية الخديو إسماعيل على ترك مصر، وقد وجد إبراهيم المويلحى نفسه منفيا بدوره، وطال ابنه محمد ذات المصير بعد هذا التاريخ بنحو ثلاث سنوات، وقضى الأب والابن على هذا النحو ما يقرب من خمسة عشر عاما بعيدا عن الوطن، وحطا رحالهما أول الأمر فى إيطاليا ثم انتقلا إلى فرنسا، ليستقرا فى نهاية الأمر فى بريطانيا العظمى، وانشغل الاثنان بالشئون السياسية خاصة المتعلقة بمصر والمؤامرات العثمانية، وشارك إبراهيم المويلحى مع شخصيات أخرى كان قد تم إقصاؤها مثل جمال الدين الأفغانى، ومحمد عبده فى تحرير مقالات فى صحف عربية كانت تصدر فى باريس، وفى خط مواز لهذا النشاط أسس إبراهيم صحيفة خاصة به أطلق عليها اسم «الاتحاد»، وتلقى إبراهيم عام 1885 دعوة من السلطان عبدالحميد الثانى للذهاب إلى اسطنبول العاصمة العثمانية، وفى بادئ الأمر أرسل إبراهيم نجله محمد لاستطلاع الأمر، ثم ذهب إلى هناك بنفسه، وانشغل المويلحى كعادته بالأمور السياسية والثقافية، لكن الرقابة العثمانية وجواسيس النظام الشرطى العثمانى أزعجوه وأشعروه بعدم الراحة.
وعاد إبراهيم المويلحى فى نهاية الأمر إلى مصر عام 1895، وعلى الفور بدأ فى كتابة مقالاته الشهيرة التى حملت عنوان «ما هنالك»، ووجه نقدا لاذعا للفساد السياسى والمناخ الاجتماعى فى العاصمة العثمانية، ونشرت فى صحيفة المقطم خلال عامى 1895 ، 1896، وعقب نشرها تلقى الكاتب أمرا من اسطنبول بإرسال كل نسخ الكتاب إلى السلطات العثمانية لمصادرتها وإتلافها، وكان من الطبيعى أن يحتفظ لنفسه ببعض النسخ.
ويحمل المؤلف الرئيسى لإبراهيم المويلحى عنوان «مرآة العالم» أو «حديث موسى بن عصام» ونشرت بين عامى 1899، و1900 فى دوريته الأسبوعية «مصباح الشرق» التى أسسها إبراهيم فى القاهرة عام 1898، والواقع أن إبراهيم الأب هو الذى فتح مجال الكتابة أمام نجله محمد مما ساعده على تأليف معظم أعماله الروائية مثل: «فترة من الزمان»، والكتاب الشهير «حديث عيسى بن هشام» الذى طرح بالأسواق للمرة الأولى عام 1907.
والكتاب يتناول تاريخ الأدب والصحافة المكتوبة فى القرن التاسع عشر، وتعنى الكتابة المويلحية بالإحاطة بالمجالين الإعلامى والأدبى الخاصين بالنهضة العربية وفهم النهضة من منظور صحفى، حيث شاركت الصحافة بفاعلية فى هذه الحركة الاجتماعية التى تولى مسئوليتها الكتاب الصحفيون، وأصبحوا فاعلين فيها.