الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيد الرئيس وعام الصناعات الصغيرة والمتوسطة

السيد الرئيس وعام الصناعات الصغيرة والمتوسطة
السيد الرئيس وعام الصناعات الصغيرة والمتوسطة




    د. ياســــــــر جلال يكتب:

كل تجارب التنمية والنهوض بالمجتمعات والدول الضغرى منها والكبرى على حد سواء تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الصناعات الصغيرة و المتوسطة كانت دائما وراء تغيير وجه الحياة فى الكثير من هذه الدول و المجتمعات، ويعلم كل صناع القرار و المتخصصين أن دعم هذه الصناعات و التخطيط السليم للنهوض بها ليس له إلا نتيجة واحدة وهى مصر التى نريدها ونتمناها وأهم مايميز النهوض بهذه الصناعات هو القدرة الهائلة على تغيير البشر، أما أعظم انجازاتها على الإطلاق فهى مقولة شهيرة يعرفها جيدا أهل هذه الصناعات وهى أن النهوض الاعظم للدول يبدأ بنهوض المدن الصغرى فينطلق المجتمع كله الى أرحب الآفاق، فلا يمكن لاحد أن يتخيل كيف نهضت الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمدينة ونزو الصينية الهادئة جدا وبأهلها البسطاء، كيف لهذا العملاق النائم فى هذه المدينة أن ينهض فيصبح أحد اكبر المصدرين للصناعات الصغيرة فى قطاع الكهرباء على مستوى الشرق الاقصى، أما فى أقصى شمال الأرض فى مدينة فاسا الساحرة على الأراضى الفنلندية فقد استطاع النهوض الحقيقى بالصناعات المتوسطة ذات التكنولوجيا العالية فى قطاعات التحكم أن ينمو بصادرات هذه المدينة التى لايتجاوز تعداد سكانها عشرات الألوف حتى يفوق كل صادرات مصر الصناعية، وتأخذنى الذاكرة الى أقصى الشرق فى تايبية تايوان وأنا أرى رأى العين كيف سحرت هذه الصناعات أهل تايوان، كيف كنت أرى الكادحون من اهل هذه المدينة فى ثمانينات القرن الماضى يستخدمون التوك توك المصرى الشهير فى نقل منتجات المصانع الصغيرة بمنتهى الجدية والانتظام حتى استطاعوا أن يضعوا هذه الجزيرة الصغيرة على موائد الكبار.             
وأعتقد أن من اعظم قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسى هو بث الروح فى هذه الصناعات بعد أن أصدر تعليمات للجهاز المصرفى برصد مائتى مليار جنيه لتوفير الدعم والتمويل اللازمين لهذه الصناعات وذلك بعد أقل من عام من توليه سدة الحكم فى المحروسة، ولن أكون مبالغا أيضا إذا قلت إن الجرأة فى هذا القرار قد لاتقل عن قرارت الاصلاح الاقتصادى الأخيرة خاصة واذا علمنا كيف كانت الصعوبات التى يواجهها الجهاز المصرفى لتمويل هذه الصناعات قبل هذا القرار، وقد كنت أتمنى أن تلتقط كل الأجهزة التنفيذية للدولة الكرة وتنطلق بها حتى تدخل مرمى التقدم، كنت أتمنى أن نرى قوائم الصناعات المستهدفة فى كل قطاع وأن نرى أطلس الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، ليس هذا فحسب ولكن كنت أحلم بقطاع فى كل وزارة للنهوض بالصناعات الصغيرة و المتوسطة المرتبطة بأعمالها، كنت أحلم بخطة تسويقية شاملة لكل قطاع، كنت أتمنى أن يتبنى كل قطاع فى الدولة رعاية عدد من المنتجات ورعاية الشركات القائمة على إنتاجها، كنت أتمنى أن تقوم أجهزة التمثيل التجارى بدراسة هذه القوائم ووضع خطة انتشار منتجات الصناعات الصغيرة و المتوسطة المصرية فى أرجاء العالم و تضع أيضا خطط عرض منتجاتنا المصرية فى المعارض الدولية فى كل أرجاء المعمورة،     
 ولكن يبدو أن أقصر الطرق هو التوجه بمناشدة السيد الرئيس للقيام بتشكيل المجلس الأعلى للصناعات الصغيرة والمتوسطة مع وضع أهداف رقمية محددة لهذا المجلس بل لن أكون حالما إذا ناشدت سيادته أن يعتبر عام 2017 عام الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، فنحن نحلم أن نرى مدن مصر الجميلة قلاعًا لهذه الصناعات، نحلم أن نرى فرحة النهضة فى بريق عيون أهل مدننا الجميلة، نحلم أن تتحول المدن الصغرى فى مصر لتصبح عواصم متعددة فتكون مصر بلد الألف عاصمة مثلما كانت محروسة بالألف مئذنة.