الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مها سراج: الفلاحة الفصيحة أفادتنى أكثر من الموهبة والخبرة.. ودخلت «النهار اليوم» دون واسطة

مها سراج: الفلاحة الفصيحة أفادتنى أكثر من الموهبة والخبرة.. ودخلت «النهار اليوم» دون واسطة
مها سراج: الفلاحة الفصيحة أفادتنى أكثر من الموهبة والخبرة.. ودخلت «النهار اليوم» دون واسطة




حوار- محمـد خضـير


شددت المذيعة الشابة مها سراج مقدمة نشرات الأخبار بقناة «النهار اليوم»، على أن الفلاحة المصرية الفصيحة أفادتها أكثر من الموهبة ومن الخبرة الإعلامية التى اكتسبتها من خلال النطق السليم للغة العربية، لأن مفاتيحها ما زالت  فى يد أبناء الريف وليس أبناء المدينة، فهم يتحدثون العربية بطلاقة، وأنها متأصلة بهذه اللغة الأصيلة فى الريف المصرى.
كما كشفت مها فى حوارها مع «روزاليوسف» أن أهم مرحلة استطاعت أن تصل إليها هى تغيير الصورة التى صدّرها الفن أو الدراما، والتى ترى أنها ظلمت المرأة الريفية أو الفلاح المصرى بأنه جاهل أو غير مؤهل أو مفتقد الوجاهة الشكلية، مؤكدة أن هذه الصورة ظالمة تماما، وبالتالى استطاعت أن تصنع شيئا محترما فى فترة عصيبة بالبلد ولم تخدمها الوساطة ولم يكن هناك أى نوع من المجاملة، واستطاعت أن تكون محل فخر وتقدير من أسرتها وبلدها، وحققت تغييرا فكريا فى قريتها بأن الناس لم تعد تفكر فى أن البنت غير مسموح لها بأن تعمل فى الإعلام.
■ حدثينى عن بداياتك وكواليس رغبتك فى العمل الإعلامى؟
- بدايتى الإعلامية كنت مشتاقة ومغرمة بحب القاهرة لأننى من إحدى قرى المنصورة «عروس الدلتا»، وكانت تراودنى فكرة أنه من الصعب خروج بنت من الريف وعملها فى الصحافة والإعلام، لأن الريف مازال يتحفظ فى هذا الأمر إلى حد ما، خاصة أننى عشت حياتى طفلة مدللة لأننى وحيدة وليس لدى إخوة، لكن كان والدى لديه فن فى التعامل الإنسانى مع الناس، وبالتالى كان أسلوب التعامل فى بيتى بفن واحترام لرغبتى ودرست بكلية الآداب قسم الآثار الإسلامية لكننى ظللت مغرمة بمجال الإعلام، وكانت تلفت انتباهى نشرة الأخبار منذ الصغر، وكنت أستمتع بمتابعة الإعلاميين الكبار على التليفزيون سواء أحمد بصيلة وأميمة إبراهيم، وبالأخص الإعلامية صفاء حجازى التى تجمع ما بين القوة فى الأداء ومنتهى الأنوثة والقدرة على جذب المشاهد على الشاشة، وكذلك الإعلامية حياة عبدون – بنت الشرقية.
■ كيف كانت بدايات سعيك للعمل بالإعلام من خلال شاشة التليفزيون؟
- بدأت أفتش عن دروب مهنة الإعلام، ولم يكن لدىّ وساطة، وبعد ثورة 25 يناير لم يكن لدىّ علاقات وقررت أن أبحث داخل ماسبيرو، ودخلت وتعرفت إلى أناس محترمين وقضيت فترة مهمة جدا من خلال تواجدى بإذاعة القرآن الكريم مع كبار الإذاعيين، ومن أبرز الشخصيات التى دعمتنى داخل ماسبيرو كان أستاذى ومعلمى المذيع الإذاعى فؤاد حسان، وحاولت بقدر المستطاع أن أحصل على مكان داخل ماسبيرو، لكن لم أستطع رغم اقتناع معظم القيادات التى كانت موجودة وقتها أننى من الأصوات الإخبارية التى يحتاج اليها ماسبيرو، لكن أعتقد أن الوساطات والمحسوبيات كان لها عامل كبير وكان ذلك ضدى دائما، ووجهنى الصحفى محمد سطوحى بالتقدم للعمل بقناة عربية جديدة  وهو يعتبر الاب الروحى بالنسبة لى فارسلنى الى الصحفى الفلسطينى فؤاد أبوحجلة الذى يعد من أهم الشخصيات التى اثرت فى مشوارى وبالفعل عملت كمراسلة أخبار، وبعدها تركت القناة، وعملت بعدد من القنوات الأجنبية والعربية كمراسلة اخبار.
■ ما مراحل وتطور عملك الإعلامى.. وما سر اختيارك لتقديم نشرات الأخبار؟
-أنا عاشقة للأخبار بشكل غير طبيعى، لأنها بعيدة عن كل ما يخالف مبادئى وطباعى، خاصة أن الأخبار نزيهة جدا وبعيدة كل البعد عن الاحتكاكات الذكورية التى لا أقبلها فى بعض الأوقات، وعملت فترة فى راديو وتليفزيون العرب art، وقمت بعمل برنامج إذاعى عن حياة النجوم، وتمت إذاعته للعرب فى أوروبا، وكانت الإعلامية صفاء أبوالسعود هى مديرتى، وأكاد اجزم بأنها أفضل سيدة رأيتها على المستويات الإنسانية والإدارية والمهنية، كما كان لى نصيب فى العمل فى قناة «دريم»، وقناة «صدى البلد» كمذيعة فى نشرات الأخبار، وجاءت تجربتى بقناة «النهار اليوم» لتكون هى الاكثر تميزا فى مشوارى حيث اننى أواجه العقبة التى كانت دائما فى وجهى وهى الوساطة فكانت تجربة النهار نزيهة وصادقة كأى مؤسسة عالمية لها اسس وضوابط وتقييمات، وتعاملت من خلال عملى بالقناة مع شخصيات محترمة لها تاريخ حافل فى قنوات اخبارية دولية واستفدت منهم كثيرا كأستاذ عمرو الكحكى ابن مؤسسة bbc ، وكذلك الأستاذ خالد مرسى رئيس القناة وهو رجل متعاون ومحترم جدا بالإضافة إلى الأستاذ ألبيرت شفيق، رجل مهنى ومن أهم رجال الأخبار فى مصر والكثير من الشخصيات لا اريد ان اختزل أحدًا.
■ هل تطمحين فى تقديم برنامج خاص بك أم تقبلين عرضا ما للعمل بأى من القنوات الفضائية؟
- لا أفكر فى ترك النهار أو التخلى عنها لأننى على المستويين الإنسانى والإدارى مرتاحة، والأخبار لها منزلة ومعزة خاصة فى قلبى، ومن الطبيعى ان أتمنى تقديم برنامج خاص بى يكون فى القالب الإخبارى الذى يهتم بشئون الناس، خاصة أنه من المفترض أن يكون مذيع الـ«توك شو» السياسى له وجهة نظر إخبارية، لأن الأخبار هى صلب العمل الإعلامى أكثر من أى مجال إعلامى آخر، ولأنها هى المتصل بالناس أكثر بشكل يومى، وبالتالى إن جاءت لى فرصة فلن افوتها ولكن لم أقبل بها إلا وانا على قدر من المسئولية منها.
■ ماذا عن شكل العمل بعد ضم قناتى «النهار» و«cbcإكسترا»؟
- إنها سوف تكون تجربة فريدة ورائعة بالطبع لأن قناة «cbc» لديها مذيعون أكفاء وعلى قدر كبير من المهنية وسوف نستفيد ونتعاون من خلال هذا الضم، وهى تجربة جديدة ومهمة، ونتمنى أن نحقق والزملاء كل نجاح، ونستطيع ان نحقق مهنية وبصمة جيدة.
■ كيف تفسرين حالة الصخب الإعلامى التى تشهدها بعض القنوات الفضائية وما ينعكس على ذلك من تدنٍ فى مستوى الأداء الإعلامى؟
- بالطبع فهناك فى بعض القنوات مستوى متدنٍ وغير إعلامى بالمرة، لأن رأس المال لم يدخل اللعبة الإعلامية للإبداع أو الفن وانما من باب التجارة ولان الكثير يغمض عينه عن القيمة او المحتوى المقدم ولأن مهنتنا مهنة فن يتعامل مع ملايين المشاهدين عبر الشاشة، فلا بد أن يكون الإعلامى فنانا، لكن للأسف من يملك المال يقوم بعمل قناة دون دراية بقواعد العمل المهنى، وهو أمر مزعج للغاية وبالتالى الشد والجذب بالفضائيات يعد تشويها للذوق العام، لأن المذيع يجب أن يكون محترما، وغير مقبول ان يكون ممثلا أو مهيجا للرأى العام، بل هو قدوة للناس وتثق فيه أكثر.
■ من وجهة نظرك كيف يمكن الخروج من حالة الصخب وضبط الأداء الإعلامى؟
- يجب أن تكون هناك ضوابط على المهنة من مشروع نقابة الإعلاميين الذى نراه مشروعا محترما جدا وتأخر، ووقته قد حان كى يتم ضبط الأداء، وأن تحدد من يمتهن مهنة الإعلام لا بد أن يستحقها وأن تكون هناك ضوابط للمؤسسات الإعلامية بعمل الإعلاميين بمهنية وبناء على موهبة وعمل وخبرة كافية، بالإضافة إلى أهمية وجود قوانين وهيئات رقابية ومهنية من خلال قيادات إعلامية جديرة بالقيادة.
■ كيف ترين سيطرة رجال الأعمال على القنوات الفضائية؟
- فكرة سيطرة رجال الأعمال على القنوات الفضائية قد تكون غير مرحب بها، لكن إذا كان رجل الأعمال لا يدير ويأتى بمن لديه خبرة إعلامية ليدير فمرحبا به، فليس هناك مانع من الاستثمار فى الإعلام.
■ ما رؤيتك لحال التليفزيون المصرى ومدى عودة ريادته وخروجه من الأزمات التى يمر بها؟
- أرى أن هناك قرارات يجب أن تتخذ بشجاعة أكثر داخل ماسبيرو حتى يمكن عودة ريادته لسابق عهدها، لأنه لا يزال هناك الكثير والكثير من العاملين بماسبيرو لا يصلحون للعمل الإعلامى-دون قطع أرزاق الناس- بل تصحيح الأوضاع وعودة قيمة وهيبة الشاشة على الأقل، وأن نطور فى المضمون والشكل الخارجى، خاصة أن ماسبيرو هو صوت مصر، والناس تحبه مهما خرج من قنوات فضائية داخل مصر إلا أن التليفزيون المصرى له قيمته وكرامته، فمن المحال أن يكون على هذا الحال ولا بد من إنصافه.