السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد قرار الاستقالة والتفرغ لعمله بالجامعة الجاموسى: اتقفنا على تشكيل كونفدرالية عربية لاقتناء مسرح بمدينة أفنيون!

بعد قرار الاستقالة والتفرغ لعمله بالجامعة الجاموسى: اتقفنا على تشكيل كونفدرالية عربية لاقتناء مسرح بمدينة أفنيون!
بعد قرار الاستقالة والتفرغ لعمله بالجامعة الجاموسى: اتقفنا على تشكيل كونفدرالية عربية لاقتناء مسرح بمدينة أفنيون!




لم يكتف أيام قرطاج المسرحية بإقامة عروض متنوعة فقط بل تضمنت فعاليات المهرجان وعودًا بمشاريع كبرى وأحلامًا وطموحات بتعاونات عربية ودولية وكان ذلك من خلال ندوة رؤساء المهرجانات التى عقدت على مدار ثلاثة أيام متواصلة، بجانب ندوة «شكسبير بلاحدود» والتى أقيمت احتفالا بمرور 400 سنة على وفاة الراحل وليم شكسبير، وبين كل هذه الأنشطة الفنية والفعاليات توصل مهرجان قرطاج إلى نتائج مهمة هذه الدورة والتى تحدث عنها مديره الأسعد الجاموسى قائلا:
■ ما الذى توصل إليه المهرجان من خلال العمل المتواصل بالندوات؟
     - شهد المهرجان هذه الدورة مشاركة رؤساء مهرجانات ومدارء مسارح ورؤساء أعضاء مؤسسات دولية مختصة فى ربط الصلة بين الثقافات والشعوب، كل منها لها توجهاتها الخاصة، والمنظمة الدولية للفرانكوفونية وهم منظمو تظاهرات ومديرو مسارح ممكن أن يكونوا مهتمين ولهم توجها فى اختيار الأعمال، توجه متصل بالفنون أو المسرح العربي، ولمدة ثلاثة أيام حدث عمل مشترك أفريقى عربى أوروبي، فهناك حوالى 70 مؤسسة ممثلة بشكل او بآخر على مستوى الرؤساء والمهرجانات لتعريف بعضها ببعض قمنا باختراقات وجمع عناصر من هذه المؤسسات التى لم تعتد العمل المشترك، وبالتالى فتحنا آفاقًا أرحب لاكتشاف هذه الإمكانات من التشبيك وكسب عظيم بالنسبة لبرامج المسرح التى نؤسسها فى أيام قرطاج  بالنسبة للمهتمين ببرمجة المسرحيات الإفريقية، ونهدف إلى إمكانية اختراق فضاءات ثقافية غير معهودة، وفى ذلك طرح سؤال على المخرج  خالد جلال فى مدى تعمق وبحث الإبداعات الإفريقية العميقة أجاب بما وجد بمهرجان القاهرة قليل لأن هناك قنوات تواصل أقوى وأعمق قمنا بربط خالد جلال وبين الدكتور عاصم نجاتى ومازن الغرباوى وهؤلاء الذين لم تتوفر لهم الفرص للتعامل فى السابق لإمكانية العمل المشترك، وهذا به فائدة لمصر وأفريقيا لأن الأعمال المصرية الجيدة والمتنوعة من الممكن أن تفتح فضاءات ثقافية مختلفة.
   ■ كيف رأيت دورة هذا العام؟
   -  أهم شىء فى مثل هذه التظاهرات ألا تكتفى بالجانب البهرجى للتظاهرة بمعنى ليس مهما أن تكون منظمة بشكل دقيق ليس هذا هو الأساس، بل الأساس هو أن تستطيع فتح فرص أخرى تغير من كونها مجرد تظاهرة فى الأسبوع بأن تكون مشروعًا منخرطًا فى الاستمرارية من جملة هذه الإتفافات تحويل برامجنا من أفكار لأعمال، وبالتالى كان ينبغى أن تجد الآلية والوسيلة التى تسمح وتمكنا من تحويل هذه الأفكار إلى أعمال وهذه الآلة هى التنظيم المستمر لعمل كونفدرالية عربية إفريقية مرتكزة على مبادئ وأهداف ومؤكدة البعد التشاركي، وتكون ممثلة بمعنى ان يكون لها كيان ومصداقية وتنمو، وتؤمن نفسها من محاولات الاختراق أو الاختزال وأن تصبح آلة قادرة على ان تحمى نفسها من هيمنة الهيئات والمؤسسات التى لا ترسخ إلى أعمال مفيدة وتحاول زعزعة الثوابت كى تنزع من المثقف أبخس ما لديه ورأينا منه الكثير، لأنه يأتى على الأخضر واليابس ويحرق جيلًا كاملًا من المثقفين، فهذا التوجه الثقافى للمهرجان يؤذى بعض المنتفعين بشكل واع أو غير واعى، لكننى لن أجيبهم سوى بالعمل والتأسيس لأننى مقتنع بان المؤسسات فوق الأشخاص، ومحاولة الإساءة هى محاولة بائسة لأن أعمال المبدع ستبقى حتى ولو قرر الانسحاب.
■ هل قررت الانسحاب بعد هذه الدورة؟
- نعم عبرت رسميا عن استقالتى خاصة بعد أن نجحت نجاحا باهرا باستهداف مواقع السوء والإفساد لأننى فى موقع المدير لا أستطيع الإفصاح عن الكثير من الأشياء إلا بعد أن أتحرر من موقع الإدارة، خاصة أننى أعتقد بضرورة تداول المهام والسلطات فبمثل هذه المشاريع لابد من مأسسة هذا الكيان لحمايته، والتى يجب أن تتم عبر فريق منتخب من المجلس الأعلى للثقافة وممثل ديمقراطى وشفاف وصاحب استقلالية فى القرار يكون مجلسا ذو صلاحيات فعلية.
■ هل كان للهجوم سبب فى قرار الاستقالة؟
- المسألة ليست شخصية على الإطلاق هى تحمل عناصر من الخيار الذاتى، لأننى وجدت أنه لابد وأن أرتب  الأوليات التى سبق وأن رتبتها منذ ثلاث سنوات فى إعطاء دفع جديد بأيام قرطاج المسرحية 2014 التى أسست لدورة 2015 كان لى مسافة سنة ونصف لبناء هذه الدورة التى تمت على حساب الكثير من عملى كأستاذ جامعى، فرأيت أنه ينبغى العودة إلى كتبى ومقالاتى والطلبة الذين تواصلت معهم لمتابعة أطروحاتهم وأعمال أبحاثهم وأنجزت الكثير من المناقشات التى عملت فيها كمقرر أو رئيس لمجموعة من المنشورات التى لم تكتمل، لأن المهرجان يشغلنى بشكل مستمر خاصة أننى قررت الانتقال بنفسى لاختيار العروض لأننا عندما نختار عرضا دون معاينة نسقط فى الفخ، لذلك كنت حريصا على الذهاب بنفسى ومشاهدة هذه العروض، فلست مستاء من الهجوم  على المستوى الشخصى ما يقال فى شخصى لا يمسنى لأنه من قبيل التشويه والدعاية المغرضة، وقد يبقى منه شيء فى أذهان الناس، وهناك مقولة أؤمن بها «شوهوا شوهوا لابد أن يبقى من ذلك شىء ما»، فالقول السييء والتشويه لابد أن يجد بعض الأذهان الصاغية أكثر من التمجيد، وهذا لا يمسنى شخصيا لكنه يربك مؤسسة، وإذا أربك مؤسسة فعلى المؤسسة أن تحمى نفسها بأن يكون لها طاقم منتخب ووقتها لن يكون لأحد الحق فى مناورة  ومحاولة إرباك من هو بموقع المسئولية.
■ إذن كيف ستضمن تنفيذ كل هذه المشاريع والعقود التى أبرمتها بأيام قرطاج المسرحية؟
- مثلما أضمن ان كل العقود التى أبرمتها ستتم، ولا أعتقد أن أحدًا قد يجرؤ أو يستطيع الهدم، لأنه من الصعب فالتأسيس كان صلبا، وأيام قرطاج المسرحية فى كل معتمدية أصبح مطلبا شعبيا إذا جاء وتجرأ أحد على إلغاء هذا التقليد سيواجه شعبا كاملا، وبالتالى انا وصلت إلى منتهى السعادة، قمنا أيضا بتأسيس كونفدرالية عربية افريقية والتى سأواصل عملى بها وهى محاولة لإمكانية إقتناء مسرح بأفنيون مجهز لاستقبال الأعمال العربية والإفريقية.
■ هل هذا الحلم من السهل تحقيقه؟
- إذا عرفت كيف تصل إلى الهدف بالطبع ستتمكن من تحقيقه قمنا بتشبيك العلاقات الوطنية والدولية بين المغرب والجزائر وافريقيا ومصر بكل مؤسسات هذه الدول حتى نحصل على دعم معلن من طرف وزارة الثقافة، ووزير الثقافة أعرب عن استعداده الكامل بدعم هذه المبادرة فى تونس، أن نقوم بتأسيس وبناء مسرح بأفنيون، وعلى سبيل المثال فى أحد السنوات الحبيب بورقيبة عندما راهن على تكوين جيل من المثقفين والمتعلمين أسس مدارس ومعاهد ونواة للجامعة، ولم يكتف بذلك لأنه كان يعلم جيدا أن بناء جامعة تونسية لن تستطيع منافسة الجامعات الأوروبية، لذلك ذهب إلى فرنسا واشترت الدولة التونسية بناية كاملة فى باريس بالحى الجامعى سميت دار تونس بالإضافة إلى دار أخرى كانت ملك تونس فى القرن الثامن عشر، انتقل إليها طلاب العلم والفن واللغات وكل أنواع الطلبة فى علوم المياه والإعلام كل العلوم من يحرز على شهادة باميتاز تمنحه الدولة منحة وتؤمن له السكن فى باريس مردود ذلك وجدنا فى كل جيل بعد جيل مختصين دوليين لهم معارف فى مستوى المعارف الدولية، فبدلا من أن أدفع أجر مهندس ألمانى 20 ضعف العادى والتقليدى بالنسبة للتونسي، استطيع بناء ذلك من داخل البلد ذاته، وتكلفة منزل أو عمارة فى باريس باهظة جدا، إضافة إلى تسيرها والمنح التى تقدم للطلاب ذهبت وعشت فى دار تونس، من 81 حتى 85 ودرست المسرح والسينما بالسوربون، فإذا كان الأمر كذلك من باب أولى وبالأحرى أن تجتمع مصر وتونس والمغرب والجزائر وجنوب أفريقيا وبوركينا فاسو إذا كان لدينا مسرح بأفنيون نقدم فيه أعمالا مهمة أجمل ما يبدع فى هذه الربوع الجميلة تقدم فيه العرض الأول والثانى والثالث والرابع، فعندما يتوفر جراج لسيارة واحدة يمكن أن تحولها إلى مسرح بأموال ضخمة فى خلال شهر شراء الجراج ممكن استمتع به كمأوى لسيارتى، وغير ذلك يمكن أن نحول هذا المكان إلى مؤسسة من خلال تأسيس جميعة فى مصر والمغرب وتونس وغيرها كى نصبح أصحاب مشروع عظيم ونكتسح العالم بإبداعنا.