الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حقوقية: الدستور المصرى الخاص بالطفل «المعاق» معطل وغير فاعل

حقوقية: الدستور المصرى الخاص بالطفل «المعاق» معطل وغير فاعل
حقوقية: الدستور المصرى الخاص بالطفل «المعاق» معطل وغير فاعل




كتبت - هبة سالم وأمانى حسين

قالت رباب عبده، نائب رئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الاحداث وحقوق الانسان، ومسئول ملف المرأة  إنه المجتمع المصرى سقط منه عمدًا أو سهوًا فئة خاصة ضمن أطفال مصر وهو يحتفل باليوم العالمى للطفل، وهى فئة الأطفال مرضى التوحد والذين مازالوا خارج إطار الاهتمام المجتمعى والرسمى بهم وباحتياجاتهم على المستويين الصحى والتعليمى وتوفير فرص تأهيل مناسب لهم لدمجهم بالمجتمع بشكل علمى سليم، وعلى الرغم من انحياز الدستور المصرى للاطفال بشكل عام وبخاصة بالمادة ٨٠ منه، وانحياز ذات الدستور للأطفال ذوى الإعاقة بشكل خاص وذلك من خلال التأكيد على حقوق هذه الفئة فى ١١مادة من الدستور وهى المواد 8 و 37 و 39 و 53 و 55 و 60 من الدستور المعدل فى يناير 2014، وايضا المادة ٨١ والتى تنص صراحة على ان ( تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة والأقزام، صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين).
إلا أن كل هذه النصوص ما زلت معطلة وغير فاعلة بالشكل الذى نطمح اليه، فهى تفتقر إلى آليات التفعيل على ارض الواقع حتى الآن، وتحقيقًا لمبدأ المساواة والمواطنة فمازالت هذه الفئة تعانى من التهميش المتعمد لها فى التعليم والصحة والعمل وجميع مناحى الحياة، وبما يضمن لهم التعاطى الإيجابى مع ظروفهم الخاصة ويحفظ عليهم كرامتهم الإنسانية.
وأضافت عبده: إنه على الرغم من ان هذه الفئة تشكل قطاعًا كبيرًا داخل المجتمع المصرى يقدر بحوالى من ٨ الى ١١ مليونًا تقريبًا، الا ان احلامهم لم تجد من يتبناها ويحولها الى حقيقة ملموسة وواقع إيجابى حتى الان، ومن ضمن هذه الفئة المهمشة الطفل المعاق التوحدى الذى يعانى من التهميش ابتداء من الاسرة التى يعيش فى كنفها والتى ربما تجهل كيفية التعامل بشكل سليم مع حالته، وبما لها من دور مهم فى تحقيق التكيف النفسى والاجتماعى للطفل المعاق التوحدى الآمر الذى من شأنه تحقيق ذات التكيف مع باقى دوائر المحيطين به فى المجتمع، وهو الأمر الذى فى حالة عدم تحققه يؤدى الى إعاقة النمو الطبيعى له ويعمل بشكل مباشر على عدم تنمية الجانب الايجابى فى شخصية هذا الطفل .
ولفتت عبده إلى أن طفل التوحد ذكى وقابل للتعلم والتفوق بشرط حسن التعامل معه واستثمار النقاط الإيجابية بشخصيته، وعلينا ان نتخذ عدة خطوات من اهمها اللجوء الى مكاتب الارشاد الاسرى والنفسى وذلك لتخفيف الضغط النفسى الواقع على الاسرة لوجود طفل توحدى بها ولما تقدمه ايضا هذه المكاتب من برامج ارشادية وصحية كما تعمل على تنمية المواهب والمهارات وتجديد الثقة لهذا الطفل، ثم يأتى دور الاعلام فى التوعية وتعزيز الايجابيات داخل هذا الطفل من خلال برامج اذاعية وتليفزيونية تعمل على إزالة النظرة المجتمعية السلبية له، وشرح طبيعة حالته وطرق التعامل السليم معه بما يضمن اندماجه بشكل سليم بالمجتمع وإستثمار قدراته وطاقاته الإيجابية، مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الخطوات لن تنجح الا بزيادة الوعى المجتمعى بحقوق هذه الفئة وطرق التعامل معها من منطلق مبادئ المواطنة والمساواة التى كفلها وأكد عليها دستور الدولة المصرية.