الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.. إلى متى؟

الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.. إلى متى؟
الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.. إلى متى؟




كمال عبدالنبى يكتب:

كم من شعوب عربية وإفريقية وآسيوية احتلت من خلال دول أخرى استعمارية، ورغم هذا الاحتلال فقد نالت ما تريد من استقلالها وسيادتها وقد رأينا جنوب إفريقيا التى رزخت تحت الحكم البريطانى لعقود متوالية وذاقت طعم الذل والهوان من الاحتلال ورغم ذلك قد استعادت استقلالها وسيادتها بفضل المناضل العظيم الراحل نيلسون مانديللا الذى آل حكم بلاده إليه. وأصبح رئيسًا لتلك البقعة التى نالت حريتها أخيرًا..
أما فلسطين لا حول لها ولا قوة قد احتلت من إسرائيل بقرار بلفور أو ما يسمى بوعد بلفور المشئوم  الذى أدى إلى حرب فلسطين عام 1948 وأعلنت إسرائيل صراحة ان تلك الأرض إسرائيلية، ولا تزال منذ الأمد محتلة وذاق شعبها الهوان والذل بغطرسة إسرائيلية التى خاضت حروبًا كثيرة منذ ممارستها للاحتلال وذلك ضد دول عربية كثيرة وكان للتأييد الأمريكى لها فعل السحر فى نجاح بقاء الوضع على ما هو عليه واستمرار الاحتلال المشئوم وكانت إسرائيل تخوض الحروب منذ نشأتها حتى لا تصل إلى الانقراض لأنها كانت مهددة بذلك.
وكانت فى كثير من الأحيان تخترق هدنتها مع دول الجوار وتدعى أن ما ترتكبه من عدوان هو سياسة دفاعية استباقية من أجل حماية الدولة اليهودية التى اختارت هذا المكان من الأرض لتزعج جيرانها من العرب وتخوض حربًا سياسية وحربية فى آن واحد حربية مع دول الجوار وسياسية مع العالم كله حتى يسمح لها بممارساتها اللا إنسانية وعلى رأسها السياسة الاستيطانية التى تنتهجها إسرائيل.
وإسرائيل ضربت عرض الحائط بالقرارات الدولية والإقليمية تمثل فشلًا ساحقًا للخيال السياسى رغم سعى البعض لإيجاد تفسير لأحداث العنف التى تحدث يوميًا من ذلك الاحتلال الغاشم ضد شعب أعزل وهو شعب فلسطين التى تتآكل أرضه يوميًا من خلال  المستعمرات الإسرائيلية داخل أرضه التى يعيش عليها وقد جاهدت فلسطين حتى منحت صفة مراقب بالأمم المتحدة والواقع بعد أن فعلت إسرائيل الكثير لتقويض اتفاقات السلام فى أوسلو وكذلك سياستها المتغطرسة فى بناء المستوطنات واستمرار الضم التعسفى إلى الدولة الإسرائيلية ولا مجال للتفاوض مع فلسطين فى حل الدولتين ليعيشوا فى سلام ويحمل البدل لحل دولة فلسطينية بجانب الإسرائيلية.
ولكن إسرائيل التى تتذرع بالحجج لتقويض اتفاقات السلام القائم المتفق عليها وزرع العراقيل من أجل عدم التوصل لحل هيكلى مستقبلى لتلك القضية.
وتبحث إسرائيل فى تصرفاتها الإقليمية والدولية على بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه.
ويجئ عنفها وبطشها عائق آخر فى مسيرة السلام علاوة على زرعها للخلافات بين الفلسطينيين وتقسيمها إلى غزة حتى تكون معزولة فعليًا بسبب الحصار الإسرائيلى عن الضفة الغربية.
كما أن إسرائيل يحلو لها استخدام العقاب الجماعى لمواطنى غزة كما تستعذب اطلاق الصواريخ المختلفة على مواطنيها وتقوم بهدم منازلهم رغم تقدم فلسطين بشكاوى متعددة أمام الأمم المتحدة. لكى تنصفها من هذا الذل والهوان اليومى، ولكن استجابة المجتمع الدولى كانت ضعيفة ومرتبكة ويبدو فى بعض الأحيان كما لو أن الكثيرين فى العواصم الغربية حريصون على تشجيع ما تقوم به إسرائيل ورغم أن الفلسطينيين يطالبون بحق تقرير المصير حتى ينتهى العنف إلى الأبد. وأن تكون التسوية عن طريق التفاوض الذى يتطلب شجاعة سياسية من جميع الأطراف.
وأن تضغط الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الاستجابة لحلول عادلة لتلك القضية.
وأن شعوب العالم ترى منذ أجيال ما هو المطلوب من أجل تحقيق تسوية دائمة ومن أجل انشاء دولتين على طول حدود ما قبل 67 وضمان الأمن لجميع شعوب المنطقة ضد هذا التوغل الإرهابى المتوحش، ولكن المسئولية الجسيمة تقع على عاتق إسرائيل وسياساتها الاستعمارية، ويجب على الدولة اليهودية أن تعى أن السلام بينها وبين الجانب الفلسطينى هو الأفضل للجميع. ويجب انتهاز الفرص والتعاون لانهاء الصراع المستمر الذى يكلف الأجيال تبعات هذا الصراع من جميع الأطراف.
ولكى تأتى هذه المصالحة العادلة والدخول فى السلام القائم على العدل يجب أن تتدخل الولايات المتحدة بثقلها ونتمنى من الرئيس القادم دونالد ترامب الحكمة والشجاعة فى حل النزاع المستمر ونتمنى أن نرى رؤساء آخرين يقفون بجانب الحق من أجل هذه القضية كما رأينا الرئيس عبد الفتاح السيسى ينادى بحل هذه الخلافات الفلسطينية والإسرائيلية لدرجة ذهاب وزير خارجيته إلى إسرائيل للتباحث من اجل انهاء الحرب وايجاد حل شامل بين الطرفين والحل الشامل بين الدولتين.
ونرى الفلسطينيين يطالبون دائمًا المجتمع الدولى ومجلس الأمن بوقف سياسة الكيل بمكيالين فى التعاطى مع قضية العصر ألا وهى القضية الفلسطينية، ودعت إلى تحمل المسئولية القانونية والأخلاقية من أجل حماية الشعب الفلسطينى والتصدى لجرائم الاحتلال وخروقاتها المستمرة للقانون الدولي، بما يضع حدًا للاستيطان الإسرائيلى فى المنطقة الغربية.
ونهيب بالمجتمع الدولى بعدم التزامه الصمت تجاه الانتهاكات الإسرائيلية للشعب الأعزل ولا توجد أى مساءلة لما تفعله إسرائيل واغتصاب حق الشعب الفلسطينى كل يوم.