السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رحيل مؤسس الشيوعية الكوبية «كاسترو»

رحيل مؤسس الشيوعية الكوبية «كاسترو»
رحيل مؤسس الشيوعية الكوبية «كاسترو»




هافانا –وكالات الأنباء

 

قال التلفزيون الكوبى الرسمى إن فيدل كاسترو الزعيم الثورى الذى أقام دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة وتحدى على مدى 50 عاما محاولات أمريكية لإسقاطه توفى الجمعة عن 90 عاما.
وظل كاسترو فى حالة صحية سيئة منذ أن أصيب بمرض معوى كاد أن يودى بحياته فى 2006 وتنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو رسميا بعد ذلك بعامين.
وكان راؤول هو من أعلن وفاة شقيقه مساء الجمعة عندما ظهر فى التلفزيون فى زى عسكرى وقال توفى قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو... دائما إلى الأمام حتى النصر».. وتماشيا مع رغبة كاسترو ستحرق جثته.. ووفقا لتقارير على وسائل التواصل الاجتماعى أبدى سكان هافانا حزنهم عند سماعهم نبأ وفاة كاسترو فى حين أبدى كثير من المنفيين فى ميامى فرحتهم وأطلقوا نفير سياراتهم.
«بداية النضال»
وانتزع كاسترو السلطة فى ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاما بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديدية فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية فى الحرب الباردة.
وصورت الولايات المتحدة وحلفاؤها كاسترو شيطانا لكن الكثير من اليساريين حول العالم مولعون به خاصة الثوار الاشتراكيين فى أمريكا اللاتينية وإفريقيا.
وتصدى كاسترو لغزو دعمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى خليج الخنازير عام 1961 كما نجا من عدد لا نهائى من محاولات الاغتيال.
وساعد تحالف كاسترو مع موسكو فى إثارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وهى مواجهة مع الولايات المتحدة استمرت 13 يوما وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية.. واشتهر الزعيم الكوبى السابق بارتداء الزى العسكرى وتدخين السيجار لسنوات طويلة من وجوده فى السلطة كما اشتهر بخطاباته الطويلة المفعمة بالوعيد والخطابة النارية التى توجه سهامها فى الغالب إلى الولايات المتحدة.
وفى كوبا أطاح كاسترو بالرأسمالية وحظى بالشعبية بعد أن جعل المدارس والمستشفيات فى متناول الفقراء.
لكن كان هناك الكثيرون من الأعداء والمنتقدين لكاسترو ومعظمهم من الكوبيين المنفيين فى ميامى والفارين من حكمه إذ كانوا يرونه طاغية شرسا.
وفى نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية هى من أنهى حكم كاسترو بل المرض الذى أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول كاسترو مؤقتا فى 2006 ثم نهائيا فى 2008.
ورغم تمجيد راؤول الدائم لشقيقه الأكبر فإنه غير شكل كوبا منذ تولى السلطة وأجرى إصلاحات اقتصادية على غرار نظام السوق واتفق مع الولايات المتحدة فى ديسمبر على إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية وإنهاء عقود العداوة.
وبعد ذلك بستة أسابيع أبدى فيدل كاسترو تأييدا فاترا للاتفاق مما أثار تساؤلات بشأن موافقته على إنهاء العداوة مع الولايات المتحدة.
وعاصر كاسترو زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لكوبا هذا العام.
وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكى لكوبا منذ 1928.
وفى سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أى منصب قيادي. وكان يكتب مقالات رأى فى الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقى بالزعماء الأجانب من حين لآخر لكنه كان يعيش فى شبه عزلة.
ومن غير المرجح على ما يبدو أن تسبب وفاة كاسترو مشكلة لأن راؤول (85 عاما) ثبت قدميه فى السلطة.
«رؤساء العالم ينعون كاسترو»
وفور إعلان وفاة الزعيم الكوبي، فيديل كاسترو، أمس عن 90 عاما، توالت التعازى والتصريحات من سياسيين كثر حول العالم عن رحيل «الثائر» التسعينى.
وقال الرئيس المكسيكى إنريكى بيينا نييتو على تويتر «أقدم التعازى لوفاة فيدل كاسترو زعيم الثورة الكوبية والإشارة الرمزية للقرن العشرين».
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، إن كاسترو يمثل رمزا لعصر فى تاريخ العالم الحديث، وفق ما نقلت «فرانس برس».
ووصف «الكرملين»، فى رسالة تعزية، الراحل كاسترو بصديق روسيا الوفى الذى يعتمد عليه.. وأكد الرئيس الفرنسى، فرانسوا هولاند، أن كاسترو جسد الثورة الكوبية بآمالها وخيباتها، مضيفا أنه عرف كى يمثل لدى الكوبيين، اعتزازا برفض الهيمنة الخارجية.
واعتبر رئيس ناميبيا، هاجى جينغوب، وفاة كاسترو نهاية لعصر، قائلا إن «إرثه الثوري» سيظل ثابتا لدى ناميبيا، حتى بعد رحيله عن الحياة.
أما عمدة لندن السابق، كيف لنجستون، (حزب العمال)، فرأى فى كاسترو «عملاق القرن العشرين»، الذى انتقد القيود الأميركية التى جرى فرضها على الكوبيين، خلال فترة حكمه.
ووصف وزير التجارة البريطانى، بريان ويلسون، الراحل كاسترو بشعلة أمل فى أميركا اللاتينية، مذكرا بما قدمه لشعبه فى مجال التعليم والرعاية الصحية.