الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الصحراوى الغربى».. الطريق إلى «القبر» يبدأ من هنا!

«الصحراوى الغربى».. الطريق إلى «القبر» يبدأ من هنا!
«الصحراوى الغربى».. الطريق إلى «القبر» يبدأ من هنا!




بنى سويف – مصطفى عرفة

 

كشف تقرير التنمية البشرية، الصادر عن محافظة بنى سويف، عن أن الطريق الصحراوى الغربى «القاهرة – أسيوط» يتصدر قائمة الطرق الأكثر تعرضا للحوادث المرورية، ورصد التقرير المنطقة الواقعة  فى نطاق مركز سمسطا الفاصلة بين محافظتى بنى سويف والمنيا، عن كونها الأخطر بعد أن شهدت 221 حادثاً مرورياً فى النصف الأول من عام 2016 وخلفت عشرات القتلى ومئات المصابين.
وأرجع التقرير كثرة الحوادث إلى الظلام الدامس والمطبات العشوائية والكسور الأسفلتية التى يعانيها الطريق، فضلاً عن انعدام الرقابة المرورية وإهمال الصيانة للطريق الذى يستقله آلاف الركاب يوميا من وإلى القاهرة ومحافظات الصعيد، كما أنه يربط محافظات الصعيد بمحافظات الوجه البحرى، خاصة الإسكندرية.
وأشار التقرير إلى أن هناك تحصيل ملايين الجنيهات من جميع أنواع السيارات يتم جمعها يوميا من كارتات مداخل المحافظات ولا يتم إنفاق مليم واحد على هذا الطريق الذى أصابته الشيخوخة مبكرا، فى حين تذهب تلك الأموال إلى صناديق المحافظات وهيئة الطرق والكبارى وبعض الجهات الاستثمارية، وسط نداءات مستمرة ومطالب بتطويره وصيانته حفاظا على الأرواح والسيارات.
من جانبه قال عبدالعال الجمل، موظف: إن الطريق الصحراوى الغربى من أكثر طرق مصر خطورة، حيث يفتقر إلى أبسط الخدمات ومن يمر من خلاله يقرأ على نفسه الفاتحة ولا ينتظر الخروج الآمن منه، ويطلق عليه طريق الموت من كثرة وقوع الحوادث عليه، ويشبهه بـ«الشوكة فى زور الأهالى» لأنه يحصد مئات الأرواح سنويا بسبب تجاهل المسئولين بحجة أنها أخطاء سائقين نتيجة تعاطى البعض منهم للمواد المخدرة والبراشيم والمنشطات.
ولفت عوض عيد عبدالسلام، فنى تركيبات، إلى أن هناك أخطاء هندسية فادحة موجودة فى الطريق، كما أن الطريق يفتقر إلى أدنى مقومات الصيانة، فالطريق لا يوجد به إنارة، بالإضافة إلى تباعد نقاط الإسعاف.
واستنكر الآراء التى تقول: إن الطريق الرئيسى الذى يستخدمه أهل الصعيد ويبدأ من الجيزة شمالا انطلاقا إلى طريق الفيوم الصحراوى والوحات وصولا إلى محافظة أسيوط مرورا بمحافظتى بنى سويف والمنيا فى مسافة قدرها 480 كيلو متراً دمرته سيارات النقل الثقيل والمقطورات وعانى من التعديات الخطيرة على جانبى بعد أن انتشرت المقاهى وباعة الفاكهة وورش إصلاح السيارات، حيث إن جميعها أقامت مطبات عشوائية ساعدت على تقليل العمر الافتراضى للطريق وأنهكته وأدخلته إلى طور الشيخوخة.
وأوضحت منال حسين، أستاذ مساعد بجامعة المنيا، أنها تفضل الصحراوى الغربى فى السفر من بنى سويف إلى المنيا بعيدا عن «وش» الطريق الزراعى المكدس وقطارات السكة الحديد التى لا نعرف لها مواعيد، مطالبة بضرورة التدخل لإنهاء الأزمات بالطريقين الصحراوى الغربى والشرقى أيضا.
إسماعيل الجزار، سائق من مركز إهناسيا ببنى سويف، اشتكى نقص الخدمات على الطريق، فلا توجد فى المسافة الواقعة ما بين منطقة الرماية بالجيزة إلى بداية طريق إهناسيا سوى 3 محطات سولار ويقوم أصحابها بإغلاقها بالسلاسل عند حلول الظلام حتى صباح اليوم التالى، ما يزيد من المعاناة للمترددين بذلك الطريق، متسائلا: لماذا لا تعمل بنظام الورديات وأين تذهب الحصص المقررة فى غياب الرقابة التموينية.
وقال المهندس حلمى أبوالحسن، خبير الطرق: إن الطريق الصحراوى الغربى كان جيدا منذ عدة سنوات وخصوصا الخمس سنوات الأخيرة، لكن سيارات النقل الثقيل والمقطورات ذات الحمولة الثقيلة غير القانونية ومع حرارة الجو صيفا والأمطار شتاء أدت إلى تشويهات ومصاعد ومهابط، الأمر الذى جعل أى سيارة لا تستطيع السير بصورة طبيعية.
وأشار إلى أن الطريق أصبح يطلق عليه طريق الموت وأقصر تأشيرة للآخرة، مطالبا بسرعة صيانة الطريق ولو على فترات ومراحل، وإنارة الطريق الذى تحول إلى مقبرة مظلمة ليلا، مؤكدا أن الطريق يعد الأكبر فى تحصيل الكارتة على مستوى الجمهورية نظرا لأنه الأطول والأكثر مرورا على المحافظات، متسائلا: لماذا لا يتم تخصيص مبلغ من المتحصلات للصيانة حفاظا على الأرواح والمعدات؟.