الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رجال المظلات الرعد الساقط من السماء

رجال المظلات الرعد الساقط من السماء
رجال المظلات الرعد الساقط من السماء




كتب_عمر علم الدين
 
تمثل وحدات المظلات على مستوى العالم، قوات الانتشار السريع القادرة على الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية على مسافات بعيدة والتمسك بها لحين وصول القوات الرئيسية ضمن معركة الاسلحة المشتركة الحديثة ، وقد حظيت وحدات المظلات باهتمام خاص ضمن منظومة التطوير والتحديث للقوات المسلحة، وتوفير جميع الإمكانيات والوسائل التى تحقق لهذه القوات القدرة القتالية العالية والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام بكفاءة وتحت مختلف الظروف .
ويمثل فرد المظلات أحد أهم ركائز التطوير داخل وحدات المظلات وهو ما يتطلب اختياره طبقاً لمواصفات طبية ونفسية محددة تتناسب مع مهامه القتالية المتعددة وإعداده بدنياً لتحقيق الثقة بالنفس والقدرة على التحمل وإكسابه مختلف عناصر اللياقة البدنية التى تمكنه من أداء مهامه بكفاءة تامة.
ولتدريب الفرد على مهام القفز فقد تم تجهيز وحدات المظلات بأحدث المعدات التى تحقق له التدرج فى التدريب والتعود على الظروف التى يواجهها الفرد سواء أثناء تعلقه بالفضاء أو الهبوط والقدرة على التحكم فى المظلة واتخاذ القرار السليم فى التوقيت الصحيح.
إلى جانب تطوير مهمات ومعدات القفز من مختلف الارتفاعات وتطوير ميادين التدريب وتجهيزها بمساعدات التدريب الحديثة التى تحقق لها مستوى متقدم فى تدريب الوحدات ، بالإضافة إلى التطوير فى الأسلحة ومعدات القتال خفيفة الحركة والتى تتناسب مع طبيعة مهام قوات المظلات.
وتتنوع وسائل اعداد وتدريب الفرد المقاتل داخل وحدات المظلات من خلال  الانشطة والمهارات الاساسية للمجندين حديثى الالتحاق بوحدات المظلات واعدادهم بدنيا ونفسيا على التكتيكات الصغرى والمهارة فى الميدان وكيفية استغلال طبيعة الأرض، ورفع معدلات الكفاءة  العضلية والعصبية لمقاتلى المظلات، وقدرتهم على التغلب على الموانع الطبيعية والصناعية والصعود والانزلاق فى ميدان الجبال وتسلق الجدران والقفز من طائرة هيكلية والقيام بالنزول السريع وتنفيذ اعمال القتال وصولاً لأعلى مستويات الكفاءة والتدريب القتالى.
كذلك ميادين التدريب التخصصية المتطورة مثل ميدان التدريب على الاقتحام الجوى (الجاكوب) حيث يتم التدريب على اعمال الاقتحام والاخلاء ومواجهة العناصر المعادية والسيطرة على الموقف.
بجانب محاكى القفز الحر والذى يتم فيه التدريب على انسب اسلوب لتحقيق الأمان للقافزين أثناء الخروج من الطائرة وفتح المظلة ويستخدم عامود الهواء فى التدريب على القفز للعمليات والقفز الرياضى بما يتيحه من امكانية ممارسة العاب الهواء وعمل محاكاه واقعية لعملية القفز اثناء تنفيذ المهام وتأهيل القافزين المتدربين لمواجهة كافة الظروف الطارئة التى يمكن ان تواجههم أثناء القفز.
وقد حظيت وحدات المظلات بسمعة عالمية جعلها محور العديد من الانشطة والتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة والتى كان اخرها التدريب المصرى الروسي  المشترك حماة الصداقة 2016 والذى اقيم مؤخرا فى مصر.
ويعتبر سلاح المظلات المصرى من أعرق الوحدات على مستوى العالم، حيث نشأت فكرة المظلات العام 1933، وظهرت الحاجة إليها فى الحرب العالمية بعد عملية «نورماندى»، وهذا ما دفع القوات المسلحة المصرية إلى انشاء هذه الوحدات فقامت بإرسال أول وفد لتلقى التدريبات فى انجلترا عام 1951، ليتم بعدها انشاء وحدات المظلات بالجيش المصرى بعد ثورة 23 يوليو 1952، لتصبح مصر الأول فى المنطقة العربية والشرق الأوسط تمتلك قوات مظلات.
ويخضع الفرد المقاتل المستجد بوحدات المظلات إلى عملية تأهيل مكثفة تتم خلال 45 يوما، وهى المرحلة الأهم له، حيث يتحول من شخص مدنى إلى عسكرى، حيث يتلقى برنامجا تأهيلا نفسيا و معنويا وبدنيا.
فالفرد المقاتل بقوات المظلات له مواصفات خاصة.. حيث يتم اختيارهم عن طريق فرع الانتقاء، فضلا عن من لديهم الرغبة فى الانضمام إليها، فالشباب المصرى يعتبر من أكثر الشباب فى العالم لديه رغبة كبيرة للانضمام إلى قواته المسلحة سواء كان مجندا أو ضمن الكليات العسكرية.
ويعتبر تأهيل الفرد المقاتل ركيزة أساسية داخل وحدات المظلات المصرية ، فيبدأ يومه رياضيا ، فهو يقوم بالجرى من 8 إلى 10 كيلو مترات يوميا من أجل تأهيله بدنيا، للقدرة على القفز بالمظلة، لأن الأمر يتطلب لياقة وقوة بدنية تسمح له بالقفز .
ويخضع مقاتل المظلات إلى ساعتين ونصف لياقة يوميا منقسمين إلى ساعة ونصف لياقة مجمعة، وساعة لياقة حرة، ليبدأ مرحلة التدريبا وفقا لأحدث النظم والمعدات العالمية، فالتطوير المستمر ركيزة أساسية من أجل الارتقاء بقدرات ومهمات الافراد داخل وحدات المظلات.
كما يتم عقد لقاءات دورية للتواصل مع فدائى المظلات للرد على الشائعات والحرب النفسية التى تتعرض لها مصر.
ويخضع فدائى المظلات إلى تدريبات متنوعة وعلى بيئات مختلفة لتحقيق قدرة على التعايش والتعامل وتنفيذ المهام المكلفة له فى جميع البيئات وتحت جميع الظروف.
ويتم تدريب المستجدين لوحدات المظلات على الأرض، فهناك طرق محاكاة للطيران يخضع المستجد للتدريب عليها ،خوفا على سلامته ولا يسمح لأفراد النظلات بتنفيذ التعليمات والمهام عمليا إلا بعد التأكد بشكل كامل بقدرته على التنفيذ، وفى وجود مدربين مساعدين له فى البداية، حفاظا على حياته.
وتعتمد وحدات المظلات أيضا على أحدث منظومات الملاحة الجوية، حيث يتم إعطاء المعلومات للفرد مقاتل المظلات بحركة الملاحة والرياح قبل القفز من الطائرة، لتكون لديه كافة المعلومات حتى لا يتعرض لأى مفاجأة فى الجو.
وتوجد فرصة للفرد المقاتل بوحدات المظلات إلى التعرف على تاريخ وحدات المظلات، فهناك متحف كبير يملك تاريخ وحدات المظلات منذ نشأتها حتى الآن، وأقوى المهام التى قامت بتنفيذها، فضلا عن مكتبة علمية وتاريخية ضخمة، لتنمية المهارات وزيادة الوعى لدى الفرد المقاتل، فالاهتمام ليس بدنيا فقط، بل علميا وعقليا أيضا.
ومن جانبه قال الجندى مقاتل «أحمد سيد»، أحد أبطال قوات المظلات، إن الالتزام والانضباط من أهم الأشياء التى اكتسبها منذ انضمامه لقوات المظلات.
وفى ذات السياق، قال العريف مقاتل «محمد سعيد»، أحد أبطال قوات المظلات المصرية، أن وظيفته داخل وحدات المظلات المصرية، هى تدريب الجنود على اللياقة البدنية ، وأهمية الالتزام بالأوامر والتعليمات العسكرية، وذلك فى إطار احترام متبادل بين الجميع، وأكد أن الإنضمام لصفوف القوات المسلحة، شرف لأى مصرى، حيث إن جنود الجيش المصرى هم خير أجناد الأرض.
وقال الجندى مقاتل «محمود إبراهيم»، أحد أبطال قوات المظلات المصرية، بأنه يفتخر بانضمامه لصفوف القوات المسلحة، موضحا أن الحياة العسكرية علمته الكثير من الأشياء الهامة كاحترام الوقت والإنضباط والالتزام وتطوير الذات، بالإضافة إلى حماية أرض الوطن ضد التهديدات التى تحاك ضده.