الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمريكا أخطرت مبارك بتورط ممدوح إسماعيل وصفوت الشريف و عزمي ونجله جمال في غرق العبارة السلام 98






روزاليوسف اليومية : 24 - 07 - 2011


كشف موقع ويكيليكس عن وثيقة جديدة تم تسريبها من البيت الأبيض تثبت تورط ممدوح إسماعيل وشركائه صفوت الشريف، وزكريا عزمي وجمال مبارك في حادث غرق العبارة السلام 98 الي أودت بحياة أكثر من ألف قتيل ماتوا غرقا في البحر الأحمر، ولم تزل أصوات ذويهم المكلومة تنادي بالثأر بعد أن تبدد أملهم في ظل هيمنة النظام السابق الذي كان يحمي الفساد.
وثيقة ويكيليكس التي تحمل رقم 6 كايرو 22958 بتاريخ 28 فبراير الساعة 38.3 دقيقة ونشرت في 16 يونيو 2011 .
الوثيقة تحمل شعار سري للغاية معنونة باسم: "مأساة السلام بوتشاتشيو البحرية" كانت مأساة حقيقية حاول نظام مبارك بل مبارك نفسه اخفاءها ووأد الحقائق فيها، السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني كان شاهدا علي اللقاء السري الذي جري بين "هيوارد بيرمان" الممثل الرسمي للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الابن وعضو الكونجرس المؤثر وبين الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
الزيارة طبقا للبروتوكول الدبلوماسي يحرص أي سفير علي تدوين ما يجري فيها ولم تكن تلك الزيارة بالشيء الشاذ من حيث تسجيلها ولم يعرف أحد من أطراف الجلسة أنها يمكن في يوم من الأيام أن تخرج للنور.
تبدأ الجلسة في وثيقة ويكيليكس التي فضحتها ببند واحد (ملخص) وفيها يبدأ ريتشاردوني في تسجيل البيانات فيقول: "في هذه الجلسة المطولة التي حضرها عن الجانب الأمريكي "هيوارد بيرمان" في 20 فبراير 2006 شدد الرئيس مبارك علي رفضه أن مصر مسئولة عن حادثة العبارة السلام التي غرقت في 2 فبراير 2006 بالبحر الأحمر خلال رحلة روتينية لها من ميناء ضبا السعودي إلي ميناء سفاجا المصري جنوب مصر.
ويذكر مدون الجلسة (ملحوظة): العبارة كانت تحمل 1312 مسافرا و96 آخرين هم طاقم بحارتها وطبقا لشهادة ممدوح إسماعيل صاحب شركة السلام للنقل البحري وهو مالك العبارة فإن العبارة كانت تحمل أيضا 220 عربة ، في الحادثة تم انقاذ 388 شخصا من البحر الأحمر وقد رفض مبارك في الجلسة أي حديث عن أي مسئولية أو اهمال حدث من جانب السلطات المصرية فيما يخص كارثة العبارة السلام بوتشاتشيو 98 لكنه أعلن أنها ربما كانت أسوأ كارثة في تاريخ النقل البحري المصري.
ملحوظة أخري يسجلها قلم ريتشاردوني ويشير إلي أن جهود الانقاذ قد أعلن عن توقفها بشكل رسمي في 10 فبراير 2006 وقد تم إنقاذ 388 شخصا مع هذا التاريخ وتم انتشال 400 جثة من البحر أما ال600 جثة الباقية فقد أعلن أنها حالات مفقودة في البحر.
ثم كتب ريتشاردوني يسجل بقوله: "خلال الجلسة أخبر هيوارد بيرمان مبارك (سرا) أن المخابرات الأمريكية المركزية ال«سي آي ايه» ومعها وزارة الدفاع البريطانية قد حصلوا علي أدلة اتهام مؤكدة في قضية العبارة ويشرح هيوارد لمبارك أن تلك الأدلة عبارة عن اتصالات صوتية واشارات استغاثة صدرت من العبارة قبل غرقها والتقطتها محطة التنصت التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في مدينة كينلوث في اسكوتلاندا".
ويستمر هيوارد في الشرح لمبارك سرا كما كتبوا: "في التسجيلات يسمع مالك العبارة السلام ممدوح إسماعيل يتحدث ثم تسجل له مكالمات أخري مع صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ومع جمال مبارك نفسه ".
يتوقف ريتشاردوني قليلا وهو يسجل بروتوكول الجلسة ويكتب: "في خلال اللقاء حذر هيوارد مبارك من عواقب الغضب الشعبي العميق والحزن الشديد الذي انتاب الشعب المصري كله إذا تمكن أحد من الكشف عن تلك التسجيلات والاتصالات والملكية المشتركة للعبارة بالتساوي بين الأربعة، كما وصفهم وكان يقصد بالقطع ممدوح إسماعيل وصفوت الشريف وزكريا عزمي وجمال مبارك.
ثم يكتب ريتشاردوني مسجلا للجلسة السرية ويشير لملحوظة تفيد بأن الافادة الرسمية التي أدلي بها وزير الدفاع البريطاني تثبت أن محطة القوات الجوية الملكية البريطانية في كينلوث باسكوتلاندا قد رصدت كل شيء بداية من الاتصال الخافت علي تردد الطوارئ للعبارة السلام بداية من الساعة 58:1 بتوقيت لندن وكذلك رصدهم عدد 5 مكالمات لاسلكية جرت بين الشركاء من تليفون ممدوح إسماعيل صدرت لكل من صفوت الشريف وزكريا عزمي وجمال مبارك وهي الاتصالات والمعلومات المسجلة التي حللتها القاعدة الجوية البريطانية ووجدت أنه من الضروري نقلها للقاهرة كي يتصرفوا خاصة أن مالكي العبارة صمتوا عن التصرف وتركوا العبارة تغرق بمن عليها دون إخراج قوارب الإنقاذ فورا من السواحل المصرية القريبة.
يكتب ريتشاردوني في نهاية الفقرة التي تعتبر في يومنا هذا تاريخية أن مبارك لم يعجبه الحديث عن المأساة فقرر هيوارد الانتقال للنقاط التالية في النقاش ومن ثم نجد المستند يكمل في أمور سياسية شتي بين البلدين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
شركة السلام للنقل البحري تعود ثانية فمن خلال موقعها يمكن أن تجد اشارة أن الموقع قيد التحديث والانشاء لتعود في شخص مالكة جديدة حتي قبل أن تغلق مصر حسابها مع الجناة ودون أن يلقي عقابه فممدوح إسماعيل صدر ضده حكم من القضاء المصري في عام 2009 بالسجن لمدة 7 سنوات لمسئوليته عن مقتل 1043 شخصا فقدوا حياتهم في العبارة السلام 98 في مسار 2 فبراير 2006 وعلمت «روزاليوسف» أن وزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" قد تسلمت مؤخرا من مصر ملف استرداد المتهم ممدوح إسماعيل مرفقا به الأحكام الجنائية التي صدرت ضده.
الجدير بالذكر أن ممدوح إسماعيل طبقا لتصريح لندن الرسمي يعتبر هارب من سكوتلاند يارد وصوره ملصقة حاليا علي الشوارع في المحطات والمحلات الكبري غير أنه لايزال يدير كل شيء ويشتري ويتاجر ويودع أموالا ويسحب غيرها وكما علمنا تقدم حتي بعرض رسمي لشراء بنك من بين أكبر 5 بنوك في بريطانيا للرهن العقاري.
أما محاموه فقد دربوه جيدا فهو يرفض تسلم الاخطار بالحكم في لندن ولأن الشرطة لديهم مختلفة عن تلك التي تعيش معنا فإنهم لا يمكنهم اجباره علي تسلم الحكم أما محاموه في لندن فلم يكتفوا بل تقدموا ضد الحكومة المصرية والنظام القضائي المصري بشكوي رسمية وصلت وزارة الداخلية والخارجية البريطانية هذا الأسبوع تتهم مصر وقضاءها بعدم الصلاحية السياسية والقانونية لمحاكمة موكلهم ممدوح إسماعيل والسبب أننا في مصر نملك حاليا حكومة غير شرعية علي حد ما جاء في شكواه كما أنه طعن علي الحكم المصري علي أساس أنه غير سليم وفاسد وكتب محاموه في مذكرتهم الموجودة حاليا بالخارجية البريطانية يدعون أن حياة موكلهم مهددة من حكم العسكر في مصر.
القنصل العام المصري في لندن "عمرو الحناوي" أرسل مؤخرا بناء علي تعليمات الخارجية المصرية احتجاجا رسميا شديد اللهجة سلمه لوزارة الخارجية البريطانية موجها ضد تصرفات وزيرة الداخلية البريطانية التي يوجد لديها ملف ممدوح منذ شهر أكتوبر 2010 .
«روزاليوسف» علمت أن وزارة العدل في عهد الرئيس المخلوع طبقا لتصريحات وزارة الخارجية البريطانية لم تقدم المستندات التي طلبتها لندن من مصر وكانت هي سبب عدم تمكن بريطانيا من التعاون مع نظام مصري كان لا يريد أن يتم القبض علي الهاربين.
مصر استندت علي معاهدة فيينا لتسليم المجرمين غير أن بريطانيا أفادت بأن الحديث في اتفاقية فيينا عن الجرائم التجارية والمدنية وليس الجنائية مثل الوضع في حالة ممدوح إسماعيل وحتي لو قبض عليه فسيكون أمامه استئناف قرار نقله لمصر خلال 14 يوما.

شركة السلام للنقل البحري تنفي علاقة ممدوح إسماعيل
بنظام مبارك أو تحويل أموال إلي بريطانيا
تلقت «روزاليوسف» من مكتب لبيب معوض المحامي ردا من شركة السلام للنقل البحري وممثلتها أمينة سبنيان نفت فيه تورط ممدوح إسماعيل رجل الاعمال الهارب إلي بريطانيا وصاحب عبارة السلام التي راح ضحيتها أكثر من 1000 مصري في تحويل أموال إلي بريطانيا كما نفت أن تكون له أي صلة علي حد قولها بالرئيس المخلوع وأعوانه.
وأضافت إن الشركة خاطبت جميع الجهات الرسمية والبنك المركزي المشار إليها في الأخبار المنشورة للرد عليها وتأكيد عدم صحتها ولفتت إلي أن الشركة في انتظار الرد لموافاتنا به.
واكتفي الرد المرسل برصد الاخبار المنشورة وعدم التعليق عليها في شكل مقتضب لم يتناول ما جاء بها من وقائع.
ومن جانبه يتساءل محرر الخبر عن صمت ممدوح إسماعيل عن الرد عما جاء في حقه وعن علاقة السيدة أمينة سبنيان ممثل شركة السلام للنقل البحري بالرد إذا كان ممدوح إسماعيل رئيس مجلس إدارة سابقا ولا يعمل حاليا بالشركة.