الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شوائب.. روائح كريهة.. حال مياه الشرب بـ«الغنامية»

شوائب.. روائح كريهة.. حال مياه الشرب بـ«الغنامية»
شوائب.. روائح كريهة.. حال مياه الشرب بـ«الغنامية»




كتبت - سهير عبدالحميد


«الغنامية».. كفر يعيش أيام الجاهلية الأولى، بمركز الباجور الذى كان يوما من أفضل مراكز المنوفية بالخدمات التى انهارات برحيل نائبه كمال الشاذلى، حيث أصبح الاهمال شاهدا على تقصير المسئولين ويؤكد لنا أن الكثير من القيادات التنفيذية لا تزال تتجمل بتصريحات وردية فى برامج «التوك شو» التى لم ترقا إلى حيذ التنفيذ قط، وهو ما أشعل غضب المواطنين فى الشارع المنوفي.
أهالى ذلك الكفر لم يعاصروا ركب التنمية، حيث إنه فى الوقت الذى صعد فيه العلماء على سطح القمر، تجد قاطنى «كفر الغنامية»، محرومين من أبسط الخدمات، فلا يوجد صرف صحي، أو مياه شرب فى ظل ارتفاع جنونى فى أسعار فواتيرها، ليصبح حال أحدهم يردد: «يعنى إيه تبقى أنتى هبة النيل يا بوبا وكل يوم المايه تقطع.. يعنى إيه لما اشتكى غلو الفاتورة يقولوا تشتكى بس تدفع»..
فعدم صلاحية المياه للشرب أجبر بعض الأسر التى تسمح ظروفهم المادية، على شراء المياه المعدنية، وذلك حرصا منهم على سلامتهم، وسلامة فلذة أكبادهم، وعدم تعرضهم للإصابة بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض الفشل الكلوي، والفيروسات الكبدية، لكن هناك الكثير لا يستطيع والتكيف مع ارتفاع أسعار زجاجات المياه المعدنية، تزامنا مع الارتفاع الجنونى الذى ضرب جميع السلع والمنتجات الغذائية والأدوية والسولار بأنواعه، بالإضافة إلى وجود شركة ترفض تلبية النداء.
لم يكن هذا فحسب بل إن الأطفال بـ«الغنامية» ليسوا كغيرهم من أبناء المدن، حيث إنهم لا يعرفون للتعليم طريقا، خاصة أن الكفر لا يوجد به سوى مدرسة ابتدائية لا تستوعب جميع الطلاب فى ظل الزيادة السكانية، وأيضا عن شبكة الصرف الصحى فحدث ولا حرج، فهى أيضا غير موجودة ولم تدخل المنطقة حتى تاريخه.
«روزاليوسف» انتقلت إلى كفر الغنامية، والتقت الأهالى المضارين، واستمعت شكواهم، لتنقلها إلى السادة المسئولين، لعل قد يلتفت إليهم وينتشلهم من حالة الدمار التى وصلوا إليها..
بداية يقول محمد الشبراوي، - معلم - إن كفر الغنامية، محروم من أبسط الخدمات، حيث إن البنية التحتية منهارة وفى الحضيض، منوها إلى أن المدرسة الابتدائية هى الصرح التعليمى الوحيد فى القرية، علاوة على أنه بالنسبة للتعليم فى المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة، فتجد الطلاب مشردين على القرى المجاورة.
 ويوضح الشبراوى أن كثافة الفصل الواحد تتجاوز الـ70 تلميذا، مطالبا بضرورة إعادة النظر بعناية للأهالى وإنشاء مدارس إعدادية وثانوية عامة، لتسهيل العملية التعليمية على الطلبة، ورأفة بأولياء الأمور غير القادرين على سداد المصاريف الدراسية وليست الأجرة فحسب.
أما أيمن قاسم، موظف بوزارة الكهرباء، فيلفت إلى أن أمنية أهل القرية أن يتم مد «الغنامية» بشبكة صرف صحى من مركز الباجور، خاصة أن هناك قرى أصبح موجود بها صرف صحى وهم يعانون من عدم تواجده منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى أن غياب الصرف الصحى يكبدهم الكثير من الأموال بسبب الاستعانة بعربات الكسح من مجلس المدينة أو العربات الخاصة التابعة للمواطنين.
ويؤكد هانى دراز، أحد المضارين بكفرالغنامية، أن هناك أزمة طاحنة فى مياه الشرب بالقرية، حيث يعانون من تلوث مياه الشرب وعدم صلاحيتها للاستخدام، وذلك بسبب عدم الاهتمام بعمليات التنقية لمياه الشرب داخل المحطات، والدليل أن مياه الشرب التى تأتى من خلال الصنابير ومواسير الشركة تجدها مليئة بالشوائب ولونها أصفر، مثل لون الصدأ، ولعل كل هذا ناتج عن مواسير المياه القديمة والمتهالكة التى عفى عليها الزمن ولم يتم تنظيفها منذ زمن بعيد، مما يهدد بقتل المواطنين.
ويطالب المتضررون المسئولين بضرورة التدخل لإنهاء تلك المهزلة، التى غضو الطرف عنها، مؤكدين ضرورة إنشاء شبكة صرف صحى خوفا من انهيار المنازل فوق رءوس قاطنيها، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة للمرحلة الإعدادية وأخرى للثانوية العامة، إلى جانب أخذ عينات من مياه الشرب وتحليلها فى المعامل المركزية، ومحاسبة المقصرين، وكل من تثبت إدانته بارتكاب أو مشاركة فى الإهمال.