الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النيابة: خليتى «الجيزة وحلوان» بايعوا زعيم «داعش» على السمع والطاعة

النيابة: خليتى «الجيزة وحلوان» بايعوا زعيم «داعش» على السمع والطاعة
النيابة: خليتى «الجيزة وحلوان» بايعوا زعيم «داعش» على السمع والطاعة




كتب ـ سعد حسين ونسرين صبحى

 

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا وتحريات جهاز الأمن الوطنى فى قضية خليتى الجيزة وحلوان الإرهابيتين، التى تضمنت إحالة 32 متهما إلى محكمة الجنايات، لتنفيذهم 19 جريمة إرهابية تنطوى على عمليات اغتيال لضباط وأمناء وأفراد الشرطة ومواطنين - أن المتهمين ينتمون لجماعة إرهابية تم تأسيسها بإيعاز من تنظيم «داعش» بالخارج، لتنفيذ عمليات عدائية داخل الأراضى المصرية، خاصة ضد أفراد الشرطة والقوات المسلحة والقضاة، بهدف إسقاط الدولة المصرية.
  أشرف على التحقيقات المستشار خالد ضياء المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا.. وتابعها المستشار محمد وجيه المحامى العام بالنيابة، ورأس فريق المحققين أحمد عمران رئيس النيابة.
  وتبين من واقع اعترافات عدد من المتهمين أمام النيابة، أنهم أدوا البيعة لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادى، على السمع والطاعة، كشرط لقبولهم داخل تلك الجماعة الإرهابية، واتخاذهم شعار هذا التنظيم شعارا لجماعتهم.. إلى جانب أن خلية «حلوان» تأسست على يد أحد الأشخاص الذين سبق حصولهم على حكم قضائى بالبراءة فى القضية المعروفة إعلاميا بـ «خلية الظواهري» التى اتهم فيها محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة.
  وأوضحت تحريات جهاز الأمن الوطنى فى القضية أن أحد الأشخاص (توفى لاحقا) يدعى محمد سلامة محمود على واسمه الحركى (الشيخ محمد وأسد الله) اعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة لتنظيم «داعش» الإرهابي، والقائمة على تكفير الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة، بدعوى عدم تطبيقهم الشريعة الإسلامية، واستباحة دمائهم ودماء المواطنين المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم.
  وتبين من التحريات أن هذا الشخص المسمى بالشيخ محمد ارتبط ببعض أعضاء تنظيم داعش بالخارج من خلال التواصل معهم عبر شبكة الانترنت، حيث تلقى منهم تكليفات بتأسيس جماعة داخل البلاد تعتنق ذات الفكر التكفيرى، وتتولى تنفيذ عمليات عدائية ضد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما بغرض إسقاط الدولة والتأثير على مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية، وتعطيل العمل بالدستور والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.
  وأكدت تحريات الأمن الوطنى أنه نفاذا لذلك، فقد أسس هذا الشخص جماعة ضم إليها عددا من معارفه ومخالطيه ممن يعتنقون ذات الفكر التكفيرى، من بينهم المتهمان الأول وحتى الثالث، كما ضم إلى الجماعة المتوفى وليد حسين محمد، والذى تولى مسئولية إحدى الخلايا العنقودية بالجماعة التى تعمل فى نطاق منطقة حلوان، ومن بين أعضائها المتهمون من الرابع وحتى الرابع عشر، والمتوفيان محمد عبد الهادى محمد محمود واسمه الحركى (أبو يحيى) ومصطفى طلعت واسمه الحركى (عبد الله).
  وأشارت التحريات إلى أن المتوفيين محمد سلامة محمود ووليد حسين محمد، أعدا برنامجا ارتكنا فيه لعدة محاور، أولها «فكرى» تضمن عقد لقاءات تثقيفية لبقية المتهمين لتدارس الأفكار التكفيرية، وإمدادهم بمطبوعات تدعم تلك الأفكار وترسخ لديهم عقيدة قتال أفراد القوات المسلحة والشرطة.. والثانى «حركى» تمثل فى اتخاذهم أسماء حركية للتسمى بها فيما بينهم، ودراسة أمن المعلومات وطرق التخفى وأمن التواصل والاتصالات وتطبيقه بتغيير هواتفهم المحمولة وشرائحهم الهاتفية بصفة دورية.. والثالث «عسكري» بعقد دورات لتأهيلهم بدنيا ورفع قدراتهم القتالية بتدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة النارية وفكها وتركيبها، وإعداد وتصنيع العبوات المفرقعة وكيفية استعمالها وتفجيرها.
  وذكرت التحريات أن الجماعة اعتمدت فى تمويلها على ما أمدها بها المتوفى وليد حسين محمد، والمتهم الثالث محمد سعداوى عبده علي، من أموال لشراء ما يلزمها من أسلحة نارية ومواد وأدوات تستخدم فى تصنيع المفرقعات التى كان يتولى تصنيعها المتهم الأول محمود محمد عبد التواب مرسى واسمه الحركى (أبو دجانة ومحمد رمضان) وما نفذته عناصر الجماعة من عمليات عدائية لتمويل أنشطتها.
وأشارت التحريات إلى أن المتهمين الخامس عشر حسام السيد أمين حسن، والسادس عشر أسامة إبراهيم حامد محمد، قاما بتدبير مقار لإيواء بعض من أعضاء تلك الجماعة.. فى حين قام المتهمون من السابع عشر حتى التاسع عشر والخامس والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين، بإخفاء بعض من الأسلحة التى كانت تستخدمها الجماعة.
  وأقر المتهمون خلال تحقيقات النيابة بانضمامهم لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون تتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة، بدعوى كفرهم وعدم تطبيقهم الشريعة الإسلامية، وبغرض إسقاط الدولة ومؤسساتها..
  وأضاف أنه كلفهم قبل بدء العمل، بمبايعة زعيم تنظيم «داعش» على السمع والطاعة، واتخاذهم شعار التنظيم شعارا لجماعتهم والترويج له بمنطقة مدينة البدرشين، ووضع لهم (محمد سلامة) برنامجا يقوم على محاور فكرية لترسيخ الفكر التكفيرى لديهم ودروسا لترسيخ عقيدة قتال أفراد القوات المسلحة والشرطة، ومحور حركى يقوم على اتخاذهم لأسماء حركية للتواصل السرى فيما بينهم، ومحور عسكرى يقوم على تلقيهم لتدريبات بدنية وفنية بمصنعه بشبرا منت وببقع خاوية بكفر زهران والمرازيق ومنطقة الترعة بالبدرشين.
  وأشار إلى أن التدريبات العسكرية تضمنت التدريب على فك وتركيب الأسلحة النارية، ورفع لياقتهم البدنية، وإطلاعهم على تسجيلات مصورة لعمليات إرهابية لتنظيم القاعدة، والتدريب على تصنيع العبوات المرفقعة وتفجيرها بمؤقتات زمنية وعن بعد بدوائر كهربائية موصلة بالهواتف المحمولة، وأمدهم فى سبيل ذلك بمواد تصنيع المتفجرات، وأجرى لهم تجارب لتفجير تلك العبوات بقضبان السكك الحديدية المتاخمة لمساكن منطقة الطرفاية بالبدرشين.
  وتبين من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، ومن واقع شهادات ضباط جهاز الأمن الوطنى الذى تولوا تنفيذ أذون النيابة بضبط وتفتيش مساكن المتهمين الذين أشارت إليهم تحريات الجهاز، وكذا تفتيش المقار التنظيمية - العثور على كميات كبيرة من الأسلحة النارية (بنادق آلية وخرطوش ومسدسات) وعدد ضخم من الذخائر التى تستعمل فى تلك الأسلحة، وواقيات ضد الرصاص، وعبوات متفجرة محلية الصنع، وأجهزة اتصالات لاسلكية، وأقنعة وملابس مموهة وأعلام تحمل شعار تنظيم داعش الإرهابي، وأقراص معدنية متفجرة.
  وأكدت تقارير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، أنه تم إجراء عملية فحص آثار انطباع الأجزاء الميكانيكية المتحركة المنطبعة على أظرف الطلقات النارية الفارغة والتى تم العثور عليها بمواقع الحوادث الإرهابية موضوع القضية.. حيث تبين أنها أطلقت من الأسلحة النارية التى تم العثور عليها بحوزة المتهمين أثناء إلقاء القبض عليهم.