الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ارحموا المصابات بـ«الإيدز».. الأمم المتحدة: 80% من الإصابات داخل مؤسسة الزواج

ارحموا المصابات بـ«الإيدز»..  الأمم المتحدة: 80% من الإصابات داخل مؤسسة الزواج
ارحموا المصابات بـ«الإيدز».. الأمم المتحدة: 80% من الإصابات داخل مؤسسة الزواج




كتبت - علياء أبوشهبة

 

فى الأول من ديسمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمى للإيدز؛ وهو يوم يهدف الاحتفال به إلى رفع الوصم عن المتعايشين مع الفيروس. ومن الأسباب المؤدية لارتباط حمل فيروس نقص المناعة البشرى بالوصم هو طرق الاصابة به وهى العلاقات الجنسية والتى ترتبط فى الأذهان بأنها خارج نطاق الزواج، وكذلك العلاقات الجنسية المثلية، وتبادل استخدام المخدرات بالحقن، وفى إطار هذه المعاناة إذا كان الرجل يعانى بسبب الوصم المجتمعى فمعاناة المرأة أضعافا مضاعفة؛ والسبب ربط الإصابة بأنها من عاملات الجنس التجاري، وإلى الحقيقة الثابتة بعدم أحقية أى شخص محاسبة الآخر على سلوكه، فإن دراسة صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للإيدز تفيد أن حوالى 80% من أسباب إصابة السيدات بفيروس نقص المناعة البشرى «الإيدز» يتم داخل مؤسسة الزواج، أى أن السيدات ينتقل إليهم الفيروس من خلال الممارسة الجنسية مع أزواجهن!
«السيدات المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرى فى مصر مش قادرات علي أن يعشن»، هكذا بدأ ناصر هاشم، مدير جمعية رؤية لرعاية المتعايشين مع الإيدز، حديثه لـ«روزاليوسف»، مضيفا أنه من خلال عمله على مدار 10 سنوات يرى أن السيدات لديهن وصمة مزدوجة لارتباط الإصابة بممارسة الدعارة، لافتا إلى أن نسبة الإصابة أعلى بين السيدات؛ لأنهن يمارس عليهن القهر، وكثير منهن محرومات من التعليم، والتمكين من حقوقهن، أو فرض على الشريك استخدام أدوات الحماية أثناء العلاقة الزوجية، وحتى مشاركتهن فى أنشطة الجمعية قليلة مقارنة بالرجال.
وأضاف: أن غالبية السيدات يكن ضحايا ينتقل إليهن الفيروس من خلال أزواجهن، لكن الوصم يقتلهن، وفى حالات قليلة تتحول إلى متعايشة إيجابية، ويزداد الوصم ممن أنجبن أبناء متعايشين مع الفيروس، وهو ما يجعل المأساة أكبر، لأنها تنسى الاهتمام بصحتها والحصول على العلاج، وتصب كل اهتمامها على الطفل المتعايش مع الفيروس، وفى كثير من الحالات يتوفى عنها زوجها المتعايش لتتحمل الكثير من الضغوط من أجل تربية أبنائها.
 ودعا مدير جمعية رؤية، لرفع الوصم عن المتعايشين مع الإيدز، لاسيما السيدات، ويكفيهن معاناتهن الجسدية بسبب الفيروس. «منيرة» اسم مستعار لسيدة طلبت إخفاء هويتها، وروت معاناتها لـ«روزاليوسف»، وهى أرملة عمرها 32 عاما، متعايشة مع الفيروس منذ 5 سنوات، وقالت:» خرجت من التعليم بعد حصولى على الشهادة الابتدائية، وتزوجت وعمرى 17 عاما، وبعد فترة قصيرة علمت بالسلوكيات الجنسية لزوجى وهو ما أغضبنى بشدة ودفعنى لطلب الطلاق لكن والدى رفض لعدم وجود مكان أعيش فيه بعد الطلاق فعدت مضطرة للحياة معه».
تبددت مخاوف «منيرة» بعد حصولها على المشورة الطبية اللازمة، إلا أن الحياة اسودت فى وجهها بعد وفاة زوجها بسبب مطاردة أهله لها ومحاولتهم طردها من الشقة وأخذ أبنائها لتربيتهم بعيدا عنها، كما أخبروا الجيران بإصابتها واتهموها كذبا بنقل الفيروس له، وكانت النتيجة مقاطعة أخوتها لها.
مجموعات الدعم والمعايشة كانت هى طوق النجاة الذى تمسكت به «منيرة»؛ ومن خلالها تعرفت على سيدة تطوعت لمقابلة أسرتها وتوعيتهم بالفيروس وطرق انتقاله، كما وعدتها بمساعدتها على الزواج مرة أخرى، تقول «منيره»: «لم أتمالك نفسى عندما شربت هذه السيدة من نفس الكوب الذى شربت منه». تغيرت حياة «منيرة» للأفضل بعد معاودة علاقتها مع أمها، كما أصبحت تحسن التعامل مع أبنائها.