الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتحدث باسم مبعدى كنيسة المهد: السلطة الفلسطينية تقاعست ونطالب الرئيس بتحريك قضيتنا

المتحدث باسم مبعدى كنيسة المهد:  السلطة الفلسطينية تقاعست ونطالب الرئيس بتحريك  قضيتنا
المتحدث باسم مبعدى كنيسة المهد: السلطة الفلسطينية تقاعست ونطالب الرئيس بتحريك قضيتنا




كتب ـ أيمن عبدالمجيد

 

طالب فهمى كنعان المتحدث باسم مبعدى كنيسة المهد، الرئيس الفلسطينى محمود عباس والمشاركين بمؤتمر فتح السابع باتخاذ قرارات داعمة لحق المبعدين فى العودة لوطنهم.
ووجه كنعان الذى التقه «روزاليوسف» بالقاهرة انتقادات لما وصفه بتقاعس السلطة الفلسطينية عن متابعة ملف المبعدين، وتجاهل الضغط على سلطة الاحتلال محليا ودوليًا للسماح لـ 259 مبعدًا للعودة لوطنهم، متسائلًا: أليست 15 عامًا من الإبعاد وفراق الأهل والأحباب كافية لنعود.
وواجه كنعان ورفاقه قوات الاحتلال الإسرائيلى بمدينة بيت لحم فى الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2002، ومع المواجهات اضطروا إلى اللجوء لكنيسة المهد ببيت لحم للاحتماء بها.
وتعد كنيسة المهد برمز دينى للمسيحيين حول العالم، حيث تحوى مغارة الميلاد التى يعتقد المسيحيون بأنها شهدت ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم.
وحاصرت قوات الاحتلال يومها الكنيسة بما بها من فلسطينين مقاومين ورهبان ولاجئين غير مسلحين، بثلاثة آلاف جندى  ومئتى دبابة و20 طائرة، فيما قام القناصة الاسرائيليون بقتل خمسة مقاومين حينها، وظل الحصار مستمرًا 38 يومًا من 2 إبريل وحتى 10 مايو من العام 2002، ما أحدث ضجة عالمية وتدخلات دولية.
وعن ذلك يقول كنعان: «ظللنا نقاوم الحصار حتى نفذ الماء والغذاء واضطررنا لأكل أوراق شجر البرتقال فى ساحة الكنيسة، كان الوضع مأساويًا كانت بالداخل جثث لشهداء ومصابين والحصار خانق ورفضنا الاستسلام».
ويضيف كنعان: قال لنا محمد رشيد مستشار الرئيس عرفات حينها، إن اتفاقًا أبرم بين السلطة والاحتلال، بمقتضاه يبعد 26 منا وأنا بينهم إلى قطاع غزة و13 آخرين لدول أجنبية، على أن نعود بعد عامين لأرضنا، لكن مر علينا 15 عامًا ولم يعد أى منا إلى الوطن بستثناء فرد واحد عاد شهيدًا محمولًا على الأعناق، وهو العميد عبدالله داود الذى وافته المنية فى الجزائر عن عمر يناهز 48 عاماً.
ويندد كنعان بموقف المجتمع الدولى الذى يصفه بالمتخاذل والمنحاز للاحتلال قائلاً: «الأمم المتحدة شريكة فى جريمة الإبعاد بالصمت، حتى الآن ارسلنا للأمم المتحدة عبر مكتبها فى غزة 15 خطابًا بواقع مخاطبة كل عام لأمينها العام منذ كوفى عنان وحتى الأمين العام الحالى ولم نتلق أى ردود، كما لم تلتف إلينا منظمات حقوق الإنسان الدولية، فنحن محرومون من رؤية أهلنا وزيارة وطننا».
وأضاف كنعان: المجتمع الدولى كان شريكًا فى إبرام صفقة الإبعاد مقابل فض الحصار على كنيسة المهد، فكان ممثلى الاتحاد الأوربى متواجدين وتونى بلير رئيس وزراء بريطانيا حينها وممثلين للأمم المتحدة.
وعن موقف السلطة الفلسطينية يقول كنعان: «السلطة تلقى باللوم على مستشار الرئيس الراحل أبوعمار، كون الاتفاق شفهيًا ولا يوجد أى وثيقة مكتوبة نتحرك من خلالها، فلا مدى زمنى موقع للابعاد، ونرى أن السلطة تبرئ ذمتها بالمناكفة السياسية لرشيد غريمها السياسى الذى تتهمه بالفساد، وعندما خاطبنا الصليب الأحمر لمساعدتنا قال إنه لم يكن طرف فى الصفقة، كونه يرفض سياسة الإبعاد من الأساس، والاحتلال يرفض منح المبعدين أو أسرهم تصاريح دخول للارض الفلسطينبة فماذا نفعل؟».
وفى محاولة منه لإلقاء الضوء على معاناة المبعدين بأبعادها السياسية والإاجتماعية والقانونية والنفسية، أعد كنعان رسالة علمية حصل بمقتضاها على درجة الماجستير فى العلوم السياسية بعنوان «الأثار السياسية والقانونية لسياسة الإبعاد الإسرائيلية على المبعدين الفلسطينيين».
ويؤكد كنعان أن عدد المبعدين حتى الآن من الضفة 210 فلسطينيين بقطاع غزة و50 بالدول الأوروبية، مشددًا على أن خطورة الإبعاد تتمثل فى محاولات الإحتلال تفريغ الأرض الفلسطينية من عائلات كاملة، فنحو 260 مبعدًا اضطروا لإخلاء منازلهم بعائلاتهم من زوجات وأبناء وهو ما يقارب قرية كاملة.
ويشدد كنعان على المعاناة الإنسانية للمبعدين وأسرهم خاصة تلك اللحظات التى يكون فيها الآباء والأمهات على فراش الموت بفلسطين ويشتاقون لرؤية أبنائهم المبعدين فلا يسمح لهم برؤيتهم، مستطردًا : 16 حالة وفاة لأمهات مبعدات ولم يتمكن المبعد من رؤية والدته قبل الموت ولا قبل دفن جثمانها أو حتى تلقى العزاء ويضيف كنعان: نعانى فى الابعاد وزوجاتنا عندما تردن زيارة أهلهن نتكبد آلاف الدولارات فى ظل ضعف دخولنا، فالاحتلال لا يسمح لهم بالعبور من معبر اريز الذى يصلهم لبيت لحم فى نصف ساعة بالسيارة بل يجبرهن على السفر لمصر ومنها للأردن ومن الأردن إلى الضفة الغربية.
وفى ظل معاناة الشعب الفلسطيني، تشهد القيادة الفلسطينية حالة انقسام حاد، ما بين فتح وحماس من جانب، وفتح ذاتها من جانب آخر، حيث عقد المؤتمر العام السابع بمؤيدى الرئيس أبومازن دون معارضية من الحركة.
وعن إثر الانقسام الفلسطينى على القضية يقول كنعان: «رسالتى لعباس ودحلان وحماس أن الطريق الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية هو وحدة الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية، فلن نتقدم خطوة فى ظل الانقسامات، ولا دولة فلسطينية بدون غزة، كما أنه من المستحيل القبول بالحديث عن دولة فلسطينة فى غزة».
ويشيد كنعان بالجهود المصرية الداعمة لإقامة الدولة الفلسطينة وفتح معبر رفح مؤخرا أمام الفلسطينيين، معتبرًا أن مقترح الرباعية التى تبنته مصر والسعودية والإمارات والأردن يسهم فى رأب الصدع الفلسطينى وجهود المصالحة.
وسعت الرباعية فى خطتها إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطينى واستنهاض روح الوحدة من خلال إجراء مصالحات على مستويات مختلفة، تبدأ بترميم تصدعات حركة فتح، ثم مصالحة بين فتح وحماس، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، للانتقال لمرحلة تحريك ملف المفاوضات مع اسرائيل على قاعدة المبادرة العربية بدون أى تعديل .
وتضمنت أهداف الخطة توحيد حركة فتح، وتحقيق المصالحة الوطنية بين فتح ومختلف الفصائل الفلسطينة، واعادة مفاوضات اقامة الدولة الفلسطينة وتقديم العون للشعب الفلسطينى المرابط على الأرض وفى الشتات وإعادة إعمار قطاع غزة.
إلا أن السلطة الفلسطينة لم ترحب وقال أحمد المجدلانى عضو اللجنة التنفيذية بحركة فتح حينها فى تصريحات إعلامية إن القيادة الفلسطينية «ترفض التدخل فى شئونها»، وذلك بعد يوم من إشارة عباس إلى ما أسماه «تدخلات عربية مرفوضة» فى الشأن الفلسطينى.
واعقبت ذلك زيارة للرئيس أبومازن للدوحة وتقارب مع قطر، وهو ما يفسره كنعان بأن «الرئيس أبومازن حاول إرسال رسالة لمحمد دحلان الذى يعتقد أنه مدعومًا من دول عربية ضمن الرباعية، لكن فى النهاية لا طريق لدعم فلسطين غير المصالحة ووحدة جميع الفصائل والقوى، لتوحيد قرارات التفاوض وخيارات المقاومة».