الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق لـ«روزاليوسف»: السياحة العلاجية ستدر دخلًا لمصر يعادل موازنتها

الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق لـ«روزاليوسف»:  السياحة العلاجية ستدر دخلًا لمصر يعادل موازنتها
الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق لـ«روزاليوسف»: السياحة العلاجية ستدر دخلًا لمصر يعادل موازنتها




حوار - عمرو الأنصارى

السمك به سم قاتل.. الجبن الرومى مسمم ويسبب السرطان.. مرقة الدجاج مسرطنة.. البيض بالبسطرمة يسبب السرطان..المياه ملوثة وتسبب الفشل الكلوى!
نماذج من موت يطارد المصريين عبر الشبكة العنكبوتية فى كل يوم، وطبيب مقاتل فطن إلى أن مكافحة الشائعة لا تقل أهمية عن مكافحة المرض.
تحمل مسئولية الدفاع عن صحة وطعام وربما وعى المصريين، فى الوقت الذى تنشغل فيه وزارة الصحة ووزيرها عن دورهم بإطفاء الحرائق « لبن الأطفال، نقص الأدوية، الأطباء».
الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق وأستاذ الأمراض الجلدية به  تعاطى مع الأحداث طبيبا.. خفض الكشف بعيادته الخاصة وحول حسابه على «فيس بوك» لمنصة الكترونية يعالج من خلالها المرضى غير القادرين، ومشرفا متطوعا على مشروع تطوير السياحة العلاجية بطموح يناهز السماء لأن يكفى دخلها حاجة المصريين فى صحتهم.
تحدث لنا، وهو يتأهب لاستقبال عامه ال66 عن صحة المصريين وغذائهم، وعن المستقبل الذى ينتظر وطنًا يخوض معركته ضد الفساد والروتين والجهل والفقر.

■ كيف ترى الأوضاع الصحية فى مصر؟
الخدمة الصحية جيدة، ولكن بها قصور يحتاج إلى الارتقاء بعناصر المنظومة الصحية الخمس: الطبيب، والتمريض، والمستشفى، والدواء، والمريض، وذلك عبر استراتيجية صحية ل10 سنوات قادمة، تشمل تدريبًا وتطويرً للعناصر الأربعة الأولى، وقوانين، ومخصصات مالية تدعم ذلك التطوير، بالإضافة إلى توعية للطرف الخامس من المنظومة وهو المريض بطرق الوقاية من الأمراض المختلفة، وأسس الحياة السليمة والعادات الغذائية، أو الحياتية الخاطئة، مثل الاستخدام العشوائى للدواء.
■ وماذا عن الأطباء؟
الأطباء فى مصر يعانون، ويعملون فى ظروف غير طبيعية. أجورهم متدنية للغاية، ولابد من تعديلها، بالإضافة إلى تزويدهم بأحدث الأجهزة الطبية، وإخضاعهم للتدريب المستمر، وإشراكهم فى المؤتمرات العلمية، ونفس الأمر ينطبق على الخدمات المعاونة والتمريض.
■ ولكن هناك حكماً من محكمة القضاء الادارى برفع بدل العدوى للأطباء من 19 جنيهاً ل1000جنيه؟
عدم تطبيق الحكم النهائى بصرف بدل العدوى خطأ بالتأكيد، ولكن يجب أن نلتمس العذر للحكومة، لقلة المخصصات المالية، ولا يجب ألا نحاسبها على إرث الماضى.
■ هل تخرج كليات الطب فى مصر طبيبًا ناجحًا؟
التعليم الطبى أقل من طموحاتى، فالدراسة الجامعية لدينا تعلم الطب، ولكن الطبيب يحتاج إلى تدريب، وتطوير مستمرين، لأن العلم لا يتوقف، لكن المستوى ليس فى القاع بدليل أن الطبيب المصرى بمجرد خروجه لاستكمال الماجستير، أو الدكتوراه بالخارج يختطف من الجامعات الأجنبية، ولا يعود إلى مصر .
■ التأمين الصحى هو ملاذ المواطنين غير القادرين.. هل بات قادرًا على تأمينهم؟
التأمين الصحى يقدم خدماته للمواطنين فى جميع المحافظات، ويعالج المئات يوميًا، ويجرى مئات العمليات الجراحية. صحيح أن الخدمات الصحية به ليست على المستوى المأمول نتيجة قلة الامكانيات، والتدريب لكننا مازلنا فى مستوى معقول.
أعتقد أننا فى حاجة فورية لقانون تأمين صحى شامل يحقق العدالة الاجتماعية، ويمد مظلته لتشمل محدودى الدخل، والفقراء من خارج المنظومة الحكومية الذين يعملون فى أعمال بسيطة.
■ ولكن هل الصحة على رأس أولويات الدولة؟
الصحة ضمن أولويات الدولة، ولكن النسبة المخصصة للصحة فالدستور لم تطبق لوجود عجز كبير فى الموازنة، وأنا أرى أن ذلك كان قرارًا صائبًا، إلى حين تنمية موارد الدولة، ووزارة الصحة من خلال أفكار خارج الصندوق مثل السياحة العلاجية.
■ كيف تقيم الأزمة المستمرة بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء؟
أنا حزين للغاية من حالة الصدام الحادثة بين وزارة الصحة، ونقابة الأطباء.
أعتقد أنه يجب أن تكون العلاقة بينهما علاقة شركاء، وليس فرقاء، فالطرفان فى بوتقة واحدة، وهدفهم واحد صحة المريض المصرى والطبيب المسئول عن ذلك.
فى رأيى الطرفان مخطئان، وغابت عنهما المواءمة السياسية. لابد أن يجلسا سويًا، ويضعا أسس للتعامل، وإذا كنت وزيرًا للصحة كنت سأبادر بدعوة مجلس النقابة للاجتماع فورا، أو سأذهب لزيارتهم فى مقرهم.
الفجوة تفاقمت.. وزارة الصحة قدمت بلاغًا ضد الدكتورة منى مينا وكيل النقابة ومجلس النقابة أصدر بيانًا مساندًا لها؟
الدكتورة منى مخطئة فى تصريحات «السرنجات» سواء صرحت بذلك، أو نقل عنها بالخطأ، لأن المشكلة تخص وزارة الصحة، والنقاش فيها، أو انتقادها يكون فى مقر الوزارة، وليس على شاشات الفضائيات.
أما إذا وجدت تعنتًا من قبل الوزارة، فيمكنها أن تتوجه إلى البرلمان، ولجنة الصحة به. الحقيقة أن الدكتورة منى تخلط بين  ممارستها للعمل السياسى كناشطة سياسية، وبين دورها النقابى، وسبق أن ذهبت لنقابة الصحفيين فى أزمتها الأخيرة، وأعلنت تأييدها، وهذا خطأ آخر لابد أن تتداركه، وتتفرغ لخدمة الأطباء الذى قاموا بانتخابها، ورعاية أسرهم وهو دور النقابة الحقيقى.  
 ■ لكن النقابات تتحد دائمًا ضد ما يهدد العمل النقابى.. فى أزمة الأطباء مع وزارة الداخلية ساندتكم نقابة الصحفيين والمحاميين؟
أعتقد أنه إذا كان هناك قرار من النقابة فى هذا الشأن، فالأولى أن يذهب نقيب الأطباء وليس وكيل النقابة!
■ هل لدينا سياسة دوائية فى مصر؟ وكيف نحسم لعبة القط والفأر بين وزارة الصحة وشركات الأدوية؟
 هناك سياسة دوائية، ولدينا عدد كبير من مصانع الأدوية، بعضها حكومى والآخر  خاص، لكن نحن ما زلنا فى حاجة ماسة لأن ندعم صناعة الدواء الحكومية سواء بإنشاء عدد من المصانع الدوائية العملاقة التابعة للدولة، أو بتطوير المصانع التى تعمل بالفعل  تمهيدا للوصول إلى دواء مصرى 100% ونحن مؤهلون بالفعل لتحقيق ذلك.
لدينا علماء وباحثون رائعون، ولدينا مصادر الدواء من نباتات وأعشاب منتشرة فى صحارى مصر، ينقصنا فقط الاستثمار الذى أرى أنه يجب أن تمتلك الدولة الحصة الكبرى فيه، لأنه سلعة استراتيجية، وأمن قومى، فليس مطلوبا من الدولة أن تصنع الجبنة الرومى، لكن يجب أن تصنع الدواء، وتمتلك قرارها.
لأن شركات الأدوية، ومصانعها الخاصة أولوياتها هى المكسب المادى، برغم أنهم حققوا فى الماضى أرباحًا خيالية من عملهم فى مصر، إلا أنهم لم يراعوا الظروف الاقتصادية الحالية، وحالة التحول والتحديات التى يمر بها الوطن للنهوض مرة أخرى، ومازلوا يصرون على الحفاظ على هامش ربحهم الكبير.
■ انتشرت فى الآونة الأخيرة شائعات وتحقيقات متلفزة تؤكد أن سمك المزارع «البلطى والبورى» به سم قاتل؟
أسماك المزارع آمنة تمامًا، وهناك أطباء من مركز البحوث يفحصون المزارع دوريًا. الحديث عن تغذيتها بفضلات الطيور أو «السبلة» كما يطلقون عليها حتى وإن صح فإنه لا يسبب أى ضرر، فبنفس القياس الأسماك فى البحار تأكل الاسماك الميتة، وأنا شخصيًا أحرص على تناول السمك البلطى مرتين فى الأسبوع.
■ لك موقف معلن من مستحضرات التجميل أغضب منك النساء؟
أنا ضد كل مستحضرات التجميل بكل أنواعها، خاصة التى لا يتم غسلها، لأنه ثبت تفاعلها مع الجلد، وأن لها آثاراً جانبية خطيرة، حتى الأنواع المعروفة «الماركات» منها.
الإكثار من مستحضرات التجميل، وتركها على الوجه لفترات طويلة، والخروج بها فى الشمس، أوالنوم دون غسلها يسبب الحساسية، ويترك بقع سمراء، كما أنه يسبب التجاعيد المبكرة، ويهلك البشرة ويفقدها نضارتها.
■ وماذا عن الصابون المطهر؟
جميع أنواع الصابون المطهر على اختلاف مسمياته وعلاماته التجارية المحتوى على مواد مطهرة مثل «الديتول والكبريت والفينيك» ضار جدًا بالبشرة، وخطر على الجلد لأنه يسبب الحساسية الموضعية، والتى قد تتحول إلى حساسية مزمنة، كما أنه يقتل أنواع من البكتريا المفيدة للجلد التى تعيش على سطحه، وتكون مهمتها الحفاظ على نضارة البشرة وحيويتها، ويكسب البكتريا والميكروبات الضارة الموجودة على سطح الجلد مناعة ضد المضادات الحيوية المختلفة، ما يساهم فى صعوبة علاج الامراض الجلدية المختلفة، لذا أنصح دائمًا باستخدام صابون الجلسرين لأنه آمن تماما، ويناسب جميع أنواع البشرة بما فيها الحساسة.
■ نحن فى موسم حلاوة المولد.. ما مدى أمانها الصحى؟
حلاوة المولد بدعة، وليست من الاسلام فى شىء، وأنصح المواطنين بعدم تناولها لضررها الطبى سواء بسبب الكمية السكر المضاعفة فيها، أو الألوان الصناعية، أو حتى تلوثها بسب تركها عرضة للهواء والذباب، وهو ما قد يسبب التسمم.
■ كيف يحافظ المواطنون على صحة جلدهم وشعرهم فى هذا الشتاء القارس؟
أنصح المواطنون فى فصل الشتاء بالامتناع عن تناول المياه الغازية والمثلجات، والاكثار من تناول السوائل الدافئة مثل القرفة والزنجبيل والكاكاو، بالإضافة إلى تناول  الشوربة الساخنة فى وجبة الغداء مثل شوربة العدس حتى يحافظوا على سلامة الجلد والشعر ونضارة البشرة.
كما أنصحهم بتدفئة اليدين جيدا من خلال ارتداء قفازات مع وضع كريم مرطب للفتيات والسيدات اللاتى يخرجن لأعمالهم فى الصباح الباكر لحماية الوجه والذراعين والساقين، ويمكن استخدام الفازلين كمرطب جيد للوقاية من الإصابة بقشف الجلد، كما انصح بارتداء شرابات قطنيه اثناء الوجود فى المنزل لمنع جفاف وتشقق الكعبين.
 ■ حصلت على دكتوراة النباتات الطبية.. ما مدى فعالية التداوى بالأعشاب؟وهل له أضرار جانبية؟
الأعشاب مصدر للدواء، ولكن أى عشب يمكن أن يكون له آثار جانبية أكثر من الدواء نفسه الذى يستخلص وتكون آثاره محسوبة، لذا أرى أن استخدام الأعشاب فى العلاج يجب تقنينه واقتصاره على الأطباء المتخصصين، بعيدًا عن وصفات العطارين، أو القنوات الفضائية. على سبيل المثال العرقسوس فى أدبياتنا «شفا وخمير»، ويتناوله المصريون لتقوية القلب، لكن إذا كان الذى يتناوله يعانى من الضغط أو الكلى يصبح العرقسوس خطر جدًا على صحته.
■ قمت بتحويل حسابك الشخصى على «فيس بوك» لعيادة الكترونية.. ما السر؟
الدولة أنفقت عليّ من ضرائب المواطنين حتى وصلت إلى ماوصلت إليه، ورأيت أنه  علىّ أن أرد الجميل لأهله كطبيب، وأقوم بدورى الاجتماعى، دون أن أشغل منصبًا، ومن هنا جاءت فكرة التواصل مع الناس والبسطاء عن طريق «فيس بوك». قمت بتحويل صفحتى لمنصة لعلاج كل من يطلب المساعدة، فالكثير من المواطنين يقطنون فى محافظات مختلفة، ويصعب عليهم الحضور للقاهرة، أو لا يمتلكون قيمة الكشف فى عيادتى الخاصة.
■ ولماذا اشترطت على مرضاك إلقاء التحية أولا قبل سماع شكواهم؟
اشترطت ذلك حتى أذكر الناس بالقواعد التى تعلمناها فى الصغر، وأفتقدها الكثير منّا، ولكى أنشر ثقافة السلام والتحية، وهذا جزء من دورنا كطبقة مثقفة.. رفع وعى الناس والارتقاء بالأخلاق، والحقيقة أننى تلقيت استجابات وردود أفعال طيبة للغاية على دعوتى.
■ كيف تدير يومك ما بين عملك كأستاذ جامعى وعملك بعيادتك الخاصة وبين عيادتك الإلكترونية وأسرتك؟
أتلقى فى اليوم أكثر من ألفى رسالة خاصة، بخلاف الأسئلة التى أتلقاها على العام على حسابى الشخصى، وأقضى 7 ساعات للرد على استفسارات الناس، أبدأها بساعتين صباحًا قبل النزول إلى العمل، وساعتين بعد الغداء، وثلاث ساعات عند عودتى بعد الانتهاء من عملى بالعيادة، ليتبقى لى بالكاد 6 ساعات تقريبًا للنوم يوميًا .
■ تتصدى يوميًا للرد على الشائعات المتعلقة بالصحة والغذاء.. أين دور الجهات المعنية؟
الشائعات الصحية من أخطر ما يكون. يصدقها المواطنون خاصة البسطاء، ويتفاعلون معها، وكما قلت من قبل أنا أؤدى دورى الاجتماعى، لكن يجب على وزارة الصحة اتخاذ قرار بإنشاء إدارة «للسوشيال ميديا» تكون مهمتها الرد على الشائعات المتعلقة بالصحة، والرد على استفسارات المواطنين، وأعتقد أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء بدأ مؤخرًا فى أداء بعض من هذا الدور، وإن كان غير كافٍ.
■ كيف تقيم فترة عملك كرئيس للمركز القومى للبحوث ؟!
راضٍ عن عملى الذى استمر 8 سنوات كرئيس لمركز البحوث أديت فيها واجبى، وحققت إنجازات بمساعدة زملائى. طورنا البنية التحتية، وربطنا المركز بالصناعة، وسلطنا الضوء عليه، ووصلنا إلى المواطن البسيط، ونجحنا فى إنتاج مصل أنفلونزا الطيور، كما استقطبنا العالم المصرى مصطفى السيد ليقوم بأبحاثه فى علاج السرطان بجزيئات الذهب، وهو ما تم بنجاح منذ عام 2009 صرفت فيها الدولة أكثر من مليون ونصف المليون جنيه سنويا على هذا البحث الذى ثبت نجاحه على الفئران والكلاب والأحصنة،  ووصل إلى مرحلة التجربة على الانسان، وأتوقع أن يبدأ خلال شهور تحت إشراف وزارة الصحة.
وأذكر أن سيدة مسنة فى عام 2006 حضرت إلى مركز البحوث، وطلبت مقابلتي، وقالت لى إن لديها مشكلة فى الملوخية!، وأنها كلما قامت بطهيها فسدت!
سألتها متعجبا عن علاقتنا بذلك، فقالت لى إنها سمعت من جيرانها أن الدكتور هانى رئيس مركز البحوث يحل مشاكل الناس كلها .
■ هل مازال مركز البحوث قبلة للمواطنين ؟
أعتقد أن هناك تقصيرًا وابتعادًا من المركز عن المواطنين، ولو كنت فى موقع المسئولية لأنشأت حسابات على مواقع التوصل الاجتماعى تعبر عن المركز، وتتواصل مع المواطنين وتجيب عن استفساراتهم.
■ ما رؤيتك لتطوير البحث العلمى فى مصر؟
البحث العلمى فى مصر ليس له أب شرعى. لدينا وزارتان للتعليم بالإضافة إلى وزارة للبحث العلمى تم ضمها مؤخرًا بعد فصلها، وهذا لا يحدث فى جميع دول العالم. عندما  نشارك فى مؤتمرات عالمية نكون الدولة الوحيدة التى تشارك بوزيرين للتعليم.
يجب أن يتم ضم الوزارتين فى وزارة واحدة تحمل اسم التعليم ويعهد إليها وضع سياسة تعليمية واضحة، مع فصل البحث العلمى فى وزارة مستقلة تحت مسمى وزارة العلوم والتكنولوجيا تكون مسئولة عن منظومة العلم فى مصر ويعهد إليها وضع استراتيجية وهيكلة للمراكز البحثية، والاهتمام بالعلماء ورعايتهم.
■ كيف ترى مستقبل السياحة العلاجية فى مصر وأنت على رأس مشروع التطوير الآن؟
وزارة الصحة استحدثت إدارة للسياحة العلاجية داخلها بتوجيهات مباشرة من السيد الرئيس، وأطلقت مشروعًا لتطوير السياحة العلاجية توليت مهمة الإشراف عليه متطوعًا، وأود أن أؤكد أن السياحة العلاجية ستتعافى قريبًا، وأتوقع أن تدر لمصر دخلًا يعادل موازنة الدولة بأكملها.
مصر هى أغنى دول العالم بمصادر الاستشفاء الطبيعى، ويكفى أن أذكر أن الأردن تجنى من البحر الميت فقط  3 مليارات دولار سنويًا. لدينا 7 مناطق أساسية استشفائية طبيعية، و3 آلاف عين، ونستهدف جذب أكثر من 27 مليون سائح أوروبى مصابون بالصدفية، وحب الشباب، والأكزيما الجلدية، بالإضافة إلى جذب السياحة العربية لعلاج فيروس سى والروماتيزم والروماتويد.
البداية ستكون من سيناء التى تضم عيون موسى وحمام فرعون وعيون رأس سدر وتعالج فيهم أمراض علاج الصدفية وحب الشباب وجفاف الجلد، وستشهد انطلاق قطار التطوير فى مايو المقبل، من خلال إجراء أبحاث على 100 حالة.
سيشمل التطوير باقى المناطق الاستشفائية البيئية، وعلى رأسها سفاجا التى يعالج فيها مرض الصدفية عن طريق استخدام مياهها المالحة ثم التعرض للشمس، وسيوة التى تتميز رمالها بقدرتها على علاج الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل، والواحات والوادى الجديد الغنيتان بالعيون المعدنية التى تعالج بعض  الأمراض الجلدية، وتنشط الدورة الدموية، وحلوان التى يتم فيها علاج الأمراض الجلدية بمياهها الكبريتية، بالإضافة إلى مرسى مطروح، ووادى النطرون، وأسوان.