الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

من يوقف نزيف «تايوان مصر» بـ«القليوبية»؟!

من يوقف نزيف «تايوان مصر» بـ«القليوبية»؟!
من يوقف نزيف «تايوان مصر» بـ«القليوبية»؟!




القليوبية - حنان عليوه

 

«باسوس».. إحدى القرى التابعة لمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، التى يتجاوز سكانها 30 ألف نسمة، حيث لا تبعد سوى 3 كيلو مترات عن شبرا الخيمة، وتقع فى منطقة جغرافية ساعدتها على إعلان الاستقلال لاكتفائها ذاتيا، بسبب تمكنها من تصنيع جميع الصناعات الخفيفة والثقيلة بداية من الإبرة حتى الصاروخ.
أيضا تتمتع القرية بوجود مصانع مختلفة لجميع الصناعات على حدة ليتم تصديرها للخارج، بل وأصبحت ترفع شعار «لا للبطالة»، وفى الوقت الذى تجدها من أصحاب القرى الأعلى سكانا تجد «باسوس» هى القرية الوحيدة على مستوى محافظة القليوبية التى لا يوجد بها مقاه ولا يعرف أبناؤها البطالة.
«روزاليوسف» تجولت بين ورش القرية، التى ذاع صيتها منذ عشرات السنين فى مجال التصنيع، فهى من القرى المنتجة وبها مجموعة من الصناع المهرة فى جميع المجالات، ما جعل الكثير يلقبها بـ«تايوان مصر»، حيث تركزت تلك الورش بمخازن العقارات، فلا يوجد منزل دون ورشة أو مصنع وتعددت الصناعات بها، وجعلتها مصدر لتوريد منتجاتها إلى جميع المحافظات.
فى البداية يقول أحمد عيسى عليوه، رئيس وحدة محلية باسوس سابقا، وأحد أبناء القرية: إن هذه القرية من القرى المنتجة وبها أكثر من 95% من مصانع وورش لصناعات مواسير المياه والصرف الصحى وكابلات وأسلاك الكهرباء وتدوير المخلفات الطبية والمواد البلاستيكية وصهر النحاس، والورق، وغيرها، مطالبا بتشجيع هذه الصناعات لكونها العمود الفقرى للقرية لإجادتها هذه الصناعات.
ويشدد جمال سيد عبدالخالق، صاحب محل من أبناء القرية، على ضرورة وضع هذه قرية باسوس على الخريطة الصناعية، منوها إلى أن «تايوان مصر» تبحث على إنشاء منطقة صناعية بها لاستيعاب أكثر من 1000 مصنع، مطالبا بإنشاء سوق تجارية أو معارض لجميع منتجات أبناء القرية لتسويق منتجاتهم التى يتحدون العالم بها.
ويكشف السيد عماد عمار، عامل، عن أنه توجد مشكلة يعانى منها أبناء القرية، تتمثل فى أن كابلات الكهرباء الموجودة فى المساكن غير آمنة وتحيطها المياه، حيث تمتد فى الطرقات على سطح الأرض مباشرة وربما تنذر بكارثة تفقد «باسوس» على أثرها الكثير من الضحايا والصناع المهرة.
ويقول محمد شاهين، صاحب ورش تصنيع: إنه ورث تلك المهنة عن والده، وقام بإنشاء ورشة بمنزله تضم 10 عمال جميعهم من محافظات الصعيد، لافتا إلى أن الأمر ليس صعبا لكى تمتلك ورشة لتصنيع أسلاك أو خراطيم أو مواسير، فالعامل أو الصبى يقضى عمله داخل الورش الكبيرة منذ طفولته بأجر يومى يبدأ من 30 جنيها ويصل إلى 100 جنيه، لهذا لا يوجد عاطل فى باسوس، وبعد ذلك يسعى ذلك الصبى إلى شراء ماكينة للصناعة، ويتم أيضًا صناعتها فى باسوس مقلدة بأسعار تبدأ من 10 آلاف وتصل إلى 50 ألفًا، ويتم بيعها بنظام التقسيط.
ويلفت شريف أبوجبين، صاحب ورشة لتصنيع خراطيم البلاستيك، إلى أنهم يواجهون الحملات التموينية والأمنية وتحرير المحاضر لهم، بسبب عدم حصولهم على تراخيص، حيث إن جميع الورش تعمل بالمخالفة بعدما أغلقت الجهات الحكومية المختصة باب الترخيص بـ«الضبة والمفتاح»، الأمر الذى جعلهم معرضين للتشرد وغلق الورش، إلى جانب ارتفاع فواتير الكهرباء، والتعرض للخسائر فى ظل الارتفاع الجنونى لأسعار الخامات.
ويقول محمد طه نجم، صاحب مصنع لصناعة الأسلاك الكهربائية: نحتاج إلى دعم الحكومة والعمل بطريقة رسمية، موضحا أن الأزمة المالية والظروف الاقتصادية السيئة التى تمر بها مصر أثرت على الصناعات الكبيرة والمشاريع الصغيرة بنسبة مرتفعة، حيث يعمل لدى حوالى 15 عاملا، لكن نتعرض للخسائر بسبب ارتفاع الأجور فى مقابل قلة حركة البيع والشراء وقلة الإنتاج.
ويشير إيهاب محمد، صاحب ورشة لتصنيع الألوميتال، إلى أنهم لا يعرفون سوى تلك الأنشطة، وبغلقها ستؤدى إلى تشريد آلاف العاملين بتلك الصناعات، بل وتستعين بعمالة من المحافظات الأخرى، فضلا عن أن صناعات القرية تدخل منافسات كبيرة من الشركات الكبرى، وتشارك القرية بمنتجاتها بالعديد من المعارض داخل مصر وخارجها، وحصلت القرية على مراكز صناعية فى الأسواق.
ويطالب رفعت محسن صاحب ورشة كسارة، اللواء عمرو عبدالمنعم، محافظ القليوبية، بفتح تراخيص الورش، حيث إن جميعها يملكها أصحاب العقارات، فلا يوجد أى شكاوى من تواجدها نظرا لطبيعة القرية الصناعية، منوها إلى أن الطفل فى باسوس يعمل مثل المهندس بالمصانع الكبرى، حيث يبدأون العمل منذ صغرهم ليعرف جميع مراحل الصناعة حتى أن ينتقل للعمل داخل الورش، ويصبح مصدر دخل لأسرته يصبح صاحب ورشة أو مصنع بالقرية.
أما إيمان سمير، إحدى سيدات القرية، فتنفى ما قيل أن منتجاتهم رديئة، مؤكدة جودة منتجات ورش باسوس، حيث تصل لجميع محافظات مصر بالوجهين القبلى والبحرى وتسعى إليها كبرى شركات المقاولات المسئولة عن إنشاء مشروعات البنية التحتية فى مصر، موضحة أن هناك أهمية لمنتجاتهم والدليل المنافسة فى المعارض والأسواق العالمية، لما بها من جودة عالية بأسعار منافسة، حيث تسعى لإنتاج منتج عالى الجودة بأسعار منخفضة، الأمر الذى يجعلها منافسا قويا بالأسواق.
ويطالب عبده رفعت، عامل، وعدد آخر من العاملين، بفتح التراخيص للورش لكى يتم التأمين عليهم حفاظا على صحتهم نظرا للمخاطر التى يتعرضون لها، حيث جميع الصناع بالقرية يمتلكون ورشا أسفل منازلهم وهى تمثل مصدر رزق لأسرهم والعاملين بها والذين يتعدون أكثر من 5 عمال فى الورشة الواحدة، حيث تستقطب أصحابها عمال من المحافظات الأخرى ومنها الوجه البحرى ومحافظات الصعيد.