الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رولا مصطفى خرسا: أعود لماسبيرو فى أى وقت كمذيعة وليس كموظفة

رولا مصطفى خرسا: أعود لماسبيرو فى أى وقت كمذيعة وليس كموظفة
رولا مصطفى خرسا: أعود لماسبيرو فى أى وقت كمذيعة وليس كموظفة




حـوار - محـمـد خـضـيـر

تتميز الإعلامية رولا مصطفى خرسا بالنبرة الهادئة والبعد عن الإثارة، وحسن اختيارها لموضوعاتها وضيوفها، ما أعطى لبرامجها مصداقية ودقة فى التناول خلال محطاتها الإعلامية التى عملت بها، بداية من إذاعة البرنامج الأوروبى وعملها بلندن بإذاعة «BBC»، ثم انتقالها للعمل بالتليفزيون المصرى لتقدم العديد من البرامج المهمة، ثم انتقالها للعمل بالعديد من الفضائيات الخاصة لاجادتها اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ما جعل لها إطلالة مميزة على الشاشة جعلتها تدخل قلوب الكثيرين.
«روزاليوسف» التقتها وتعرفت منها على العديد من الجوانب المهمة خلال مراحل تجربتها، وما مرت به من تطورات، وما قدمته من برامج بالعديد من القنوات، وناقشتها حول رؤيتها الإعلامية وما تراه الآن من أداء للتليفزيون المصرى والقنوات الفضائية، وما يمر به الإعلام من حالة صخب أو ضعف فى المنتج الإعلامى الذى يخاطب الخارج والعديد من القضايا المهمة فى الحوار التالى:
■ كيف كانت بداية وكواليس حياتك فى العمل الإعلامى؟
- حياتى الإعلامية بدأت فى إذاعة «BBC» ثم انتقلت للتليفزيون المصرى وعدد من القنوات الفضائية الخاصة، وأكتب فى صحيفة «المصرى اليوم» ومجلة «نصف الدنيا»، وبدأت عملى الإعلامى من خلال البرنامج الأوروبى منذ الجامعة ودراستى اللغة الفرنسية، وبعدها سافرت إلى لندن للعمل بإذاعة «BBC»، وخلال عملى بها تم اختيارى لأكون مراسلة التليفزيون المصرى بلندن، ثم عدت وقدمت برامج «أخبار الناس» و«فى العمق» و«القصة وما فيها»، وبعدها انتقلت للعمل بقناة «الحياة» ثم قناة «صدى البلد» وآخرها قناة «ltc».
■ ما أبرز مرحلة خلال مسيرتك الإعلامية؟
- كل مرحلة بالنسبة لى كانت مهمة، وكل يوم فى حياتى تعلمت منه، وكل محطة عملت بها تعلمت منها الكثير، ولم أتعامل مع أى عمل بمنطق السبوبة.
■ ما أسباب تركك العديد من القنوات التى عملت بها؟
- تركت قناة الحياة لانتهاء مدة عقدى، علما بأننى أحفظ لها ذكرى مميزة لى، حيث كانت بداية معرفة المشاهدين بى كمذيعة برامج توك شو، وبعد انتهاء العقد كان هناك نية للتجديد، لكن لم يحدث اتفاق بشكل كبير، وخرجت ولم يكن هناك أى خلاف، وأى محطة عملت بها وخرجت لم يزعل أحد منى واحتفظت معها بعلاقات طيبة.
■ هل لديك عروض أو تفكرين فى تقديم برنامج توك شو جديدًا الفترة القادمة؟
- لا أفكر فى تقديم توك شو سياسى، ولا أتحمل أن أقدم برامج سياسية مرة أخرى، وأفكر فى العودة ببرنامج مختلف فى قناة جيدة، رغم أننى لم أضع الشكل النهائى لما أعتزم أن أقدمه، لأنه على مر السنوات السابقة كنت أقدم برامج ويقلدها آخرون فأقوم بتغييرها، وسبق أن قدمت برنامج «فى العمق» وكان أول برنامج يقدم بشكل برامج نصف تسجيلية، ولم تكن موجودة من قبل فى التليفزيون المصرى.
لم أحدد شيئا أقدمه بعد، لأننى لا أريد العمل لمجرد العمل، وجاء لى أكثر من عرض لكن كل ما يعرض علىّ لا يعجبنى وغير مناسب، لأننى أريد أن أعمل شيئا مختلفا ويبسطنى.
■ سبق أن صرحتِ بإمكانية العودة للعمل بالتليفزيون المصرى لكن دون خطوط حمراء.. فمتى يحدث ذلك؟
- أنا بنت قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، ولا أمانع أن أعود إليه فى أى وقت، وسوف أعود يوما ما، لكن أتمنى العودة كمذيعة وليس كموظفة، علما بأن أى مكان على وجه الأرض به خطوط حمراء لكن ما هى الخطوط وما تتماشى معه وظروفها.
■ لو عرض عليك تقديم برنامج بالتليفزيون المصرى هل ستقبلين؟
- بالطبع، سوف أقبل لكن مع قلق وتوتر، وأحيانا أفكر أن أجرب وأقدم شيئا مختلفا، ولا أعرف أن أكون موظفة، وأحب تقديم شىء جيد، لكن لا يمكن أن أتخلى عن تليفزيون بلدى.
■ هل ترين أن هناك خطوطا حمراء تفرض على التليفزيون المصرى؟
- لا أعرف، لأننى فى إجازة منه منذ سنوات عديدة، من أواخر 2008، ولا أستطيع أن أعرف وأنا لست بداخله، وطبيعة شخصيتى ألا أحكم على شىء لم أره، ولا أصدر حكما دون أساس، لكن لا توجد قناة خاصة ولا عامة ليست بها خطوط حمراء فى أى مكان فى العالم، وأتحدى، حتى فى «فوكس نيوز» بأمريكا.
■ كيف كانت تجربتك فى إذاعة «BBC»؟
- كانت تجربة رائعة بالتأكيد، لكن وقتها قالوا لى تحدثى فى أى شىء وأى موضوع لكن لا تقتربى فى الملكة، وبالتالى فتعد الملكة خطا أحمر، ويجب أن يكون هناك خط نقف عنده، وبالتالى من يرتضى أن يدخل فى عمل ويرتضى بطبيعته يستمر ولا يعترض بعدها.
■ ماذا عن تجربتك الإذاعية؟
- سبق أن قدمت برنامج «الحكاية والرواية» على إذاعة «نغم إف إم» لمدة عام دون مقابل، وكنت سعيدة بالتجربة، وكنت أقدم تأصيلا لكل حكاية أو مناسبة لدينا، وأتمنى أن أقدم تجربة إذاعية مرة أخرى لأننى بنت الإذاعة فى الأصل فترة أن عملت بإذاعة BBC، وليس لدى مشكلة فى أن أعيد التجربة فى أى إذاعة أخرى.
■ ما رؤيتك لفترة أحداث يناير 2011 وما عرضه وما تعرض له التليفزيون المصرى؟
- لم أكن موجودة وقت هذه الأحداث، لكننى كنت من أوائل من قالوا إن هناك مؤامرة تجاه العالم العربى، وأرى أن كل ما قاله التليفزيون المصرى وقتها كان صحيحا بنسبة 99.9%، ورغم كل الهجوم الذى تعرض له التليفزيون والقائمون عليه اتضح فى النهاية صحته من مؤامرة وما خرج بعد ذلك ثبت صحته، كنا نقول إن قناة «الجزيرة» تبالغ وأنها تظهر أشياء غير حقيقية لم يكن أحد يصدق ما نقول، وبعد 2 فبراير ظهرت حقيقة ذلك وظهر تزوير ما حدث فى ليبيا ومصر وتبينت الحقائق بعدها.
■ صرحتِ بأن 80% من عمالة ماسبيرو بلا فائدة وأنه يحتاج إلى دعم مادى كبير.. فسرى لى ذلك؟
- بالطبع هذا صحيح، وأرى أن العدد الذى يعمل بمبنى ماسبيرو كبير جدا، وهناك كارثة تحدث منذ زمن بوجود عناصر على قدر من الكفاءة وأخرى دون كفاءة، لكن مبدأ العمل الوظيفى يترك المجال لعمل كل العناصر وهذا خطأ، وليس للمشاهد ذنب فى خروج منتج غير جيد لمجرد أن من يقوم عليه موظف، وبالتالى الكارثة وجود عمالة كثيرة جدا ظلمت عندما دخلت هذا المبنى وتأخذ راتبا دون تجديد.
■ ما دور الأستاذة صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومدى قدرتها على تطوير الأداء بالمبنى؟
- أحب صفاء حجازى جدا على المستوى الشخصى، لكن لا أتابع ما يعرض بالتليفزيون، فلا أستطيع الحكم على ما يقدم، خاصة أننى لا أشاهد الآن برامج ولا أستطيع إصدار حكم فى شىء لم أره أو أتابعه جيدا.
■ ما تفسيرك لبعض القنوات الآن وما تعرضه من صخب وشد وجذب، بما ينعكس على تدنى مستوى الأداء والمنتج الإعلامى؟
- لا أرى أن هناك حالة من الصخب أو الشد والجذب، لكن أرى أن لدينا حالة من حالات التشابه، وكله أصبح يقلد كله، لكن الشىء الذى يشد الناس هو البرامج التى تبعد عن السياسة مثل «صاحبة السعادة» لإسعاد يونس و«بيت العيلة» لنجوى إبراهيم و«معكم منى الشاذلى» و«أبلة فاهيتا»، وبالتالى حالة الشد والجذب والصريخ منذ فترة فى تزايد، وأصبح 90% من البرامج بهذا الشكل ولا يحدث ذلك سوى فى مصر، لكن الظاهر أن الناس تريد أن تشاهد هذا المنتج، وكل هذه البرامج لديها نسب مشاهدة عالية ولديها إعلانات، ما يعنى أن الناس متقبلة هذا الجدل، لأننا أصبحنا فى مرحلة الصريخ، وأصبح أغلب البرامج بهذه الطريقة، وهى الطريقة التى تجذب إعلانات، وأصبح للأسف ما يعلى من قيمة الإعلامى لدى القنوات هو جلب الإعلانات وليس مهنيته، وهى طريقة غريبة وليس لها أى مبرر مهنى، لكن يجب أن يكون هناك اختلاف وليس مدرسة واحدة غالبة.
■ من وجهة نظرك ما الحل للخروج من هذه الأزمة وما رؤيتك لضبط الأداء الإعلامى؟
- لا يوجد حل محدد، ولا يمكن الحل إلا لو وجد مقابل مختلف ورد فعل مؤيد للجيد، خاصة أنه لا يمكن أن ينضبط الأداء بالقانون أو المواثيق فقط، لأنه قد تختلف الرؤى حول مدى التجاوز من عدمه، بخلاف الخطأ المحسوس من السب أو القذف وليس الصوت العالى، وبالتالى أرى أنه يجب توعية الشعب أولا وتقديم المنتج الجيد.
■ ما رؤيتك للخريطة الإعلامية مع الاندماجات والصفقات التى تتم فى القنوات الفضائية ومدى ومنافستها؟
- لا أتفهم جيدا طبيعة الاندماجات أو الصفقات أو شكل الخريطة الإعلامية، لكن أتمنى أن توجد قناة إخبارية مصرية قوية واحدة من كل هذه القنوات الفضائية تنافس «CNN»  ولماذا تعمل القنوات بجزر منفصلة عن بعضها، ولماذا لا ندعم قناة النيل للأخبار وكذلك «نايل تى فى» بالتليفزيون المصرى التى يجب أن تخاطب الغرب وتحدث العالم؟
■ كيف ترين السياسات الخارجية لبعض القنوات الفضائية وهجومها على بعض الدول وتحولها إلى نقد حاد وإساءة لهذه الدول، ما يفسره البعض بـ«عبث بوسائل الإعلام»؟
- ما يحدث من هجوم قنوات دول على دول أخرى لا يحدث من فراغ، يحدث فقط لو كان صاحب القناة لديه توجه ما، فنحن فى مرحلة بها شد وجذب بين دول كثيرة جدا ومفترض أن تكون هناك خطوط محددة يسير عليها أصحاب القنوات من أجل منع حدوث أزمات، وهو ما يعمل وفق سياسات عامة لعلاقات الدول ببعضها البعض.
■ هل السبب هو تراجع دور إعلامنا الذى يخاطب الخارج؟
- بالتأكيد عدم وجود قناة تنافس القنوات الخارجية له دور أن تنتقد قناة الجزيرة مثلا وتوجه هجوما على مصر وغيرها، وهو ما يتطلب أن يكون لدى مصر قناة إخبارية ضخمة تنافس الجزيرة التى تتواجد فى كل أنحاء العالم، ما يتطلب وجود قناة تدعم بشكل كبير وتسوق جيدا لتنافس جيدا.
■ هل تستطيع مجموعة قنوات «dmc» الفضائية المنافسة وخلق إعلام يواجه الإعلام الخارجى، ومدى منافستها للتليفزيون المصرى؟
- نتمنى أن تحقق «dmc أخبار» منافسة قوية وبالتالى لا نستطيع أن نحكم على شىء لم نره بعد، لكن كلما كان هناك منتج جيد يكون فى صالح المشاهد، إنما فى نفس الوقت يجب دعم التليفزيون المصرى بتحسين مستوى إدارته ويعود إلى سابق عهده قبل 2011.
■ من المخطط لـ«dmc» أن تشمل وتغطى كل ركن فى مصر، كما أنها تقوم على أبناء ماسبيرو كباقى الفضائيات فكيف تفسرين هجرة أبناء التليفزيون للفضائيات؟
- بالطبع كل القنوات الفضائية تقوم على أبناء ماسبيرو، من مذيعين ومعدين ومخرجين ومصورين، وبالتالى فعمل أبناء ماسبيرو فى القنوات الفضائية موجود منذ القدم وفى كل القنوات والإذاعات الخاصة، وهو ما يتطلب الاهتمام بماسبيرو أكثر ودعمه بشكل كبير على المستويات كافة، ويجب أن يقدم التليفزيون برنامجا قويا وضخما ينافس القنوات الفضائية حتى تعود له ريادته كسابق عهدها.
■ ما تفسيرك لما يراه البعض من تحكم رأس المال بالإعلان فى الإعلام والتوجيه لما يقدم؟
- طبيعى أن يتحكم رأس المال فيما يقدم بأى من القنوات الفضائية، لكن إذا كان القائمون على القناة متفهمين ولا يتدخلون فى السياسة التحريرية فهذا أفضل، لأن رئيس تحرير أو رئيس القناة هو ما يحقق المعادلة من مساندة الإعلاميين ومقدمى البرامج بالقناة ويحدث تفاهم وعدم تدخل من مالك القناة، وهذا نادرا ما يحدث أن تجد من لا يتدخل فيما يقدم.