الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعوات لمقاطعة «حلاوة المولد» فى المنوفية

دعوات لمقاطعة «حلاوة المولد» فى المنوفية
دعوات لمقاطعة «حلاوة المولد» فى المنوفية




المنوفية - منال حسين

 

فى نفس الوقت من كل عام بمحافظة المنوفية، تشهد جميع محال حلوى المولد النبوي، رواجا غير طبيعى وبكميات كبيرة، نظرا لما تمثله مناسبة المولد النبوى الشريف أهمية كبيرة، وفولكلور يحتفل به أبناء المحافظة فى صورة شراء «حلاوة المولد»، إلا أن هذا العام شهد ركودا غير طبيعى فى عمليات البيع والشراء، حيث مقاطعة أبناء المنوفية لها، بعد الزيادة الكبيرة فى الأسعار، خاصة بعد دعوات المقاطعة التى انتشرت فى الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، واتهام محلات الحلويات بتخزين السكر، وحرمان المواطنين منه بعد الأزمة الأخيرة له.
لكن محافظة المنوفية، وعلى رأسها مديرية الشئون الصحية، استعدتا بشكل كامل لاستقبال المولد النبوى الشريف، وذلك من خلال إعلان الدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أنه يتم الآن التنسيق بين مديريات «الصحة ـ التموين ـ مباحث التموين ـ شرطة المرافق».
ومن المؤكد أن التنسيق بين تلك المديريات سيكون اهتمامه فى الرعيل الأول بشن حملة موسعة للمرور على أماكن تصنيع وبيع الحلوي، علاوة على أنه تم عمل حصر شامل لجميع الأماكن لوضع تلك الأسواق تحت الرقابة الشاملة، وسيتم توقيع الجزاءات المناسبة على المخالفين، ناهيك أنه تم عمل غرفة طوارئ بالمديرية حتى نهاية الاحتفالات.
كانت هناء وسرور، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، قد أكدت أن المحافظة اتخذت جميع الإجراءات الصحية التى تهدف لتحقيق رؤية مستقبلية متمثلة فى تطوير نظم الرقابة الغذائية، بهدف توفير سلع آمنة للمجتمع، مضيفة أن هذا يتم من خلال الترويج للممارسات الغذائية السليمة، بالإضافة لبرامج التوعية التى ينفذها مفتشو ومراقبو الأغذية على مستوى جميع الإدارات الصحية بالمحافظة.
وفى جولة قامت بها «روزاليوسف» بعدد من أسواق بيع الحلوى بمراكز المحافظة المختلفة، كان اللافت للنظر هو حالة الركود وخلو المحال من الـ«زبائن»، على عكس السنوات الماضية، ولعل كان سبب فى العزوف حملات المقاطعة التى دعا البعض لها على مواقع التواصل الاجتماعى.
وكانت أشهر تعليقات أحد الباعة بأحد المحلات الكبيرة بمدينة شبين الكوم: «والله ما خزنا السكر عشان نعمل أزمة، وإحنا بنشتغل فى المهنة بقالنا أربعين سنة، عمرنا ما احتكرنا أى حاجة فيها ولا خزنا كميات أكبر من احتياجنا»، وقال آخر: «منهم لله اللى دعوا لحملات المقاطعة إحنا بيتنا اتخرب».
ومن أشهر اللقطات التى رصدتها عدسة «روزاليوسف» هو خلو أحد محلات حلوى المولد النبوى من الزبائن وقيام أصحاب المحل بأكل الحلاوة.
تقول سهام حسن، عاملة بمدرسة، وأحد أبناء مركز قويسنا: إن حلاوة المولد هذا العام فى متناول أصحاب الطبقات العليا بعد أن تجاوز ثمن كيلو الحلاوة 55 جنيها، وقامت بشراء كيلو ونصف الكيلو لأبنائها، بعد أن كانت تقوم بشراء نحو 3 كيلو حلوى على مدار الأعوام الماضية، منوهة إلى أن لولا أطفالها لاستجابت لدعوات المقاطعة التى أطلقها البعض، خاصة بعد أزمة السكر الأخيرة والارتفاع الجنونى الذى ضرب الأسعار.
ويلفت حسن سالم، من مركز شبين الكوم، إلى أنه سيكتفى هذا العام بشراء كيلو واحد فقط من حلاوة المولد بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير، حتى يتسنى له شراء نوع فاخر ونظيف، معربا عن استيائه من الارتفاع الجنونى للأسعار فى جميع السلع الغذائية وحتى السلع المرتبطة بمناسبات لها ذكرى جميلة بنفوس المصريين.
الحاجة فردوس عبدالمجيد، من مركز تلا، تقول: إننى سأقاطع حلاوة المولد هذا العام بعد الارتفاع الكبير فى الأسعار واستغلال أصحاب المحلات واستنزافهم جيوب المواطنين، بعد تخزين سلعة السكر وتعطيش السوق، ما أدى لارتفاع سعره بشكل كبير، قائلة: «كله على حساب الزبون الغلبان».
وتطالب عبدالمجيد، الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، ووكيل مديرية التموين بالمحافظة، بضرورة تشديد الرقابة على جميع المحلات والسلع وتطبيق الجزاءات الرادعة على جميع المخالفين ليكونوا عبرة لغيرهم، مشددة على المسئولين ضرورة وضع المواطن البسيط نصب أعينهم وإنقاذه من مافيا التجار.
وعلى صعيد أصحاب محلات حلوة المولد النبوي، قال عبدالموجود شاهين، صاحب أحد المحلات: إن عملية الشراء والبيع هذا العام شهدت ركودا غير طبيعى وحركة بطيئة فى الشراء، وحتى إذا أقدم المواطن على الشراء فإنه يشترى كميات قليلة جدا مقارنة بالأعوام السابقة، مضيفا أن معظم زبائن هذا العام من الطبقات العليا وأصحاب السيارات الفارهة.
ويضيف محمود عنتر، أحد الباعة بمحل حلوى المولد النبوي: إن ثمن الحلوى يتراوح مابين «45- 55 – 65» جنيها، وهذه أسعار تعتبر بسيطة بالنسبة لمحلات أخرى بالمحافظة وخارج المحافظة، مشيرا إلى أن هناك محلات وصل ثمن كيلو الحلوى بها لـ90 جنيها، ومع ذلك فإن عمليات الشراء بها أفضل بكثير من هنا، نظرا لأن زبون هذه المحلات من ذوى الطبقات العالية.