الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس علي موجة المصريين
كتب

الرئيس علي موجة المصريين




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 22 - 11 - 2009


كلمات مبارك عن كرامة مصر وشعبها خرجت كالرصاص


النواب يبحثون في الخطاب عن أخبار سعيدة ينقلونها لدوائرهم


ضوء أخضر للبرلمان للضغط علي الحكومة لصالح الناس


مسك الختام: "مصر هي الباقية" مثل النيل العظيم


1


- لا يليق أن تكون لأحداث مباراة الجزائر فقرة أو إشارة في خطاب الرئيس أمس، فلكل مقامٍ مقال، ولكن ضجت القاعة بالتصفيق خمس مرات عند الفقرة التي تحدث فيها الرئيس عن كرامة مصر والمصريين.
- الكلمات قليلة والعبارات موجزة، لكنها رسالة شديدة الحزم والحسم تشفي الغليل وتهدئ المشاعر، وقابلها النواب بالهتاف وقوفاً، وطلبوا من الرئيس أن يعيد علي أسماعهم نفس الكلمات.
- خرج الرئيس عن النص المكتوب ليضفي علي الخطاب لمسات من روحه المرحة وقدرته البالغة علي التواصل مع الناس، والتلاحم مع مشاعرهم.
2
- خرج الرئيس عن النص المكتوب وقال "مش عايزين ننفعل بسرعة كده، علي مهلنا، أنا معاك بانفعل. بس ماسك نفسي".. وعندها طلب النواب منه التكرار قال "اللي بيكرر أم كلثوم مش إحنا".
- أما العبارات التي مست القلوب وفجرت الحماس، وخرجت كالرصاص في رأس من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن وكرامة شعبه فجاءت علي النحو التالي: "رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة".
- "لا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم، أو امتهان كرامتهم.. وأقولها بكلمات واضحة إن كرامة المصريين من كرامة مصر، ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها".
3
- الناس ينفعلون ويعبرون عن مشاعرهم، ولكن رئيس الدولة ينفعل ويكبح مشاعره ويتمسك بأقصي درجات الهدوء وضبط النفس لأنه ربان السفينة المسئول عن الوصول بها إلي بر الأمان.
- ترفع الرئيس - كعادته - عن تناول هذه الصغائر في خطاب عام يفتتح به واحدة من أهم الدورات البرلمانية، ولا يصح ولا يليق أن يسيطر حادث عارض علي برنامج طموح للعمل الوطني علي مختلف الأصعدة.
- هذا هو التوازن الرائع الذي يحققه الرئيس بين هيبة المنصب الرئاسي وضخامة مسئولياته، وبين الاستجابة لمشاعر الناس.. والخط الأحمر الذي لا يسمح بالاقتراب منه هو كرامة مصر وشعبها.
4
- كيف تلقي أعضاء مجلسي الشعب والشوري خطاب الرئيس، وما هي أكثر الفقرات التي صفقوا لها؟ كيف تأثروا بصوت الرئيس الذي ينفعل مع ما يقول، وتعلو طبقات صوته وتنخفض تبعاً للرسالة التي يريد التأكيد عليها؟
- صفق النواب للرئيس 72 مرة أكثرها - كما قلت - في فقرة كرامة مصر والمصريين.. وفي المرتبة التالية تأتي الفقرة التي تحدث فيها عن الفلاحين وأنهم "في قلب أولوياتنا لتحقيق العدالة الاجتماعية".
- من فقرات الخطاب التي قابلها النواب بارتياح تأكيد الرئيس التزام الدولة تجاه المواطنين، خصوصاً الفقراء ومحدودي الدخل والطبقة الوسطي والعمال وتجاه كل مواطن مصري وأسرة مصرية.
5
- يبدو أن النواب -أيضاً - كانوا يستمعون لخطاب الرئيس، وهم يفتشون فيه عن أخبار سعيدة ينقلونها إلي أبناء دوائرهم في عام الانتخابات الحاسم، التي "يكرم فيها النائب أو يهان".
- صفقوا عندما تحدث الرئيس عن زيادة معاش الضمان الاجتماعي 52٪ وتخصيص 01 مليارات جنيه إضافية للمشروعات الخدمية في المدن والقري، والتأمين الصحي الذي يخفف معاناة العلاج عن الأسر بمقدار النصف.
- الأخبار السعيدة الأخري هي إعادة هيكلة البنك الزراعي لمساندة الفلاحين، والاستمرار في حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي توفر مزيداً من فرص العمل، ومستوي أفضل من الخدمات.
6
- النواب كانوا يبحثون في خطاب الرئيس عن التكليفات الملقاة علي عاتقهم في الدورة الأخيرة لمجلس الشعب، في إطار التوجيهات الرئاسية بتوسيع قاعدة المشاركة السياسية وزيادة الاستثمارات والاهتمام بالمواطنين البسطاء.
- الأجندة التشريعية في الفصل الأخير مزدحمة بالقوانين المهمة التي تمس حياة الناس، ولا عذر للحكومة أو البرلمان إذا لم يلتزموا بتعليمات الرئيس الصارمة، بألا يخرج قانون لا يحقق مصلحة الناس.
- الرئيس أعطي للبرلمان ضوءاً أخضر لمنازلة الحكومة تحقيقاً لمصالح الشعب، وهو ينحاز للناس في الضغط علي الحكومة، حتي تخرج قوانين التأمين الصحي والمعاشات ونقل الأعضاء وغيرها.. في مستوي طموح مصر وشعبها.
7
- لأن الرئيس ينفعل ولكن يضبط نفسه، وتحركه المصالح العليا لهذا الوطن، فقد كان حريصاً علي التأكيد علي التزامات مصر التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
- كلماته خرجت كالرصاص - أيضاً - وهو يحذر الفصائل الفلسطينية من المماطلة، وأن يتحملوا مسئوليتهم أمام التاريخ وأمام شعبهم، لأن الجهود المصرية لن تستمر إلي ما لا نهاية.
- مسك الختام "مصر هي الباقية".. الأرض والوطن والشعب والدستور والمؤسسات.. إنه لحن الخلود الذي يتدفق في شرايين الوطن، مثل نهر النيل العظيم.


E-Mail : [email protected]