الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جمال السويدى: صراعنا مع إيران «عربى- فارسى» وليس «سنياً - شيعياً»

جمال السويدى: صراعنا مع إيران «عربى- فارسى» وليس «سنياً - شيعياً»
جمال السويدى: صراعنا مع إيران «عربى- فارسى» وليس «سنياً - شيعياً»




حوار - محمد شعبان

 

رفض المفكر الإماراتى جمال سند السويدى تعبير «صراع سنى –شيعى» لوصف الخلاف بين العالم العربى وإيران مؤكدا أن ما بين العرب وإيران هو «صراع عربى- فارسى» وشدد فى حواره مع «روزاليوسف» على أن العرب يريدون التعايش فى سلام مع طهران لكن إيران هى التى تعبث بالأمن القومى العربى من خلال محاولاتها المستمرة تصدير الثورة للبلدان العربية -كما ينص الدستور الإيرانى على ذلك- فضلا عن محاولة استمالة الاقليات فى البلدان العربية.
وأكد مدير مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الأهمية الخاصة للعلاقات المصرية السعودية بالنسبة للعالم العربى موضحاً أن العلاقات بين البلدين ليست شأنا خاصا بهما بل هى أمر يمس الأمن القومى العربى كله لافتا إلى أن العالم العربى بوضعه الحالى لم يبق له سوى مصر والمملكة العربية السعودية.
وحول تصوره لكيفية التعامل مع الادارة الأمريكية الجديدة أكد السويدى أن بلورة موقف عربى واحد الطريقة المثلى للتعامل مع أى إدارة سواء كانت أمريكية أو أوروبية فضلا عن التعامل مع الصين وروسيا.
وعن قراءته لمستقبل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر رأى المفكر الإماراتى أن الحل الامثل للإخوان هو العودة إلى المساجد والحديث عن الجنة والنار وعدم التحدث عن أى من الشئون حياتية مثل الطعام والشراب والسكن مشددا على استحالة أن تحصل الجماعة على التأييد الذى حصلت عليه فى السابق
وحول التدخل السعودى الإماراتى فى اليمن أوضح السويدى أن المشكل الحقيقى فى اليمن هو التدخل الإيرانى بدعم جماعة الحوثى ضد المعتدلين مؤكداً أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية والإمارات هناك هو التصدى للتدخل الإيرانى فى الشأن اليمنى.
يعد السويدى واحداً من أبرز المفكرين الاستراتيجيين فى العالم العربى وقد حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة وسكونسن الأمريكية فى العامين 1985 و1990 على التوالى ويمكن تلخيص رؤيته أنها انحياز كامل للأمن القومى العربى ورفض أى تدخل خارجى فضلا عن استماتته فى الدفاع عن دولة مدنية حديثة بعيدة كل البعد عن أكاذيب تيارات الاسلام السياسى التى يناصبها السويدى العداء من خلال مؤلفاته وأبحاثه المتعددة.. ومن أبرز مؤلفات السويدى: السراب.. إيران والخليج.. أفاق العصر الأمريكى... من القبيلة إلى الفيس بوك.. بصمات خالدة.. وغيرها من المؤلفات والابحاث
وفيما يلى نص الحوار:
■ هل تعتقد أن سقوط جماعة الإخوان المسلمين الأخير فى مصر قضى على مستقبلها نهائياً؟ أم هناك إمكانيَّة أن تقوم للجماعة قائمة ثانية؟
ـــ لا أعتقد أنها قُضِى على مستقبلها، وأرى أن من الممكن أن تقوم الجماعة ثانية بالمراجعات والكثير من العمل الذى يصحِّح أخطاء الماضى، مثل التركيز على الذهاب إلى المسجد، والطريق للوصول إلى الجنة، وترك موضوعات حياتية مثل الطعام والشراب والسكن والزواج والعمل؛ وأظن أن لهم قائمة ثانية بطريقتهم المعهودة، ولكن التأييد الذى حصلت عليه الجماعة فى السنوات الماضية لن يكون سهلاً تكراره.
■ فى ظل تصاعد الأحداث الدمويَّة فى العراق وسوريا هل أصبح «داعش وإخوانه» من الجماعات الإرهابية قَدَراً لا فَكاك منه علينا التعايش معه، على الأقل فى المدى القريب؟ وفى رأيك كيف يمكن التعامل مع مثل هذه التنظيمات على المديَين القريب والبعيد؟
ـــ لا يمكن التعايش مع هذه الجماعات المتطرِّفة الإرهابية؛ لذلك يجب القضاء عليها عسكرياً وأمنياً، وفكرياً وتعليمياً، فالتعامل مع هذه التنظيمات لا يكون أمنياً فقط، بل يجب أن تكون المواجهة الثقافية والتعليمية متوازية مع الحل العسكرى الأمنى.
■ إذا كان استمرار الصراع، أو الخلاف الحالى،بين العرب وإيران غير مفيد للطرفين، نريد منكم خطوطاً عريضة، أو رءوس أقلام لما يمكن أن تكون عليه العلاقات العربية-الإيرانية؟ وما الخطوات الواجبة على الطرفين؟
ــ أعتقد أن الجانب العربى يحب التعايش السلمى، ولكن على الجانب الآخر توجد مواد واضحة فى الدستور الإيرانى حول تصدير الثورة، والتحرُّك فى هذه الدول، واستمالة الأقليات فيها، وأنا أرى أن هذا الصراع عربى -فارسى،وليس سُنياً–شيعياً، فيجب على الدول العربية أن تتعاون مع بعضها بعضاً فى مواجهة هذا الخطر، وعلى إيران أن تحترم سيادة الدول العربية على أراضيها، ولا تحاول التدخل فى شئونها الداخلية.
■ كيف تقرأ المشهد المعقَّد فى اليمن؟ وما المسارات التى يمكن أن تكون بدايةً للخروج من هذه الأزمة البالغة التعقيد؟
ـــ أعتقد أن الأزمة فى اليمن ليست بالغة التعقيد؛فهى ببساطة تتمثل فى الدعم الإيرانى لجماعة الحوثى ضد المعتدلين اليمنيِّين، وأنا أرى أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تؤدِّيان دوراً كبيراً فى التصدِّى للتدخل الإيرانى من خلال الحوثيين. كما أرى أن الشعب اليمنى يستحقُّ، ويجب، أن يعيش فى حالة إنسانيَّة أفضل من الأوضاع التى يعيشها الآن، والتى يُلقَى فيها باللائمة على الحوثيين وعلى عبدالله صالح؛ لأنهم بالفعل لم يراعوا الجانب الإنسانى للشعب اليمنى.
■ مع قدوم إدارة أمريكية جديدة كيف يمكن للعالم العربى صياغة علاقات جديدة معها يمكنه الاستفادة منها بخلاف الأوضاع السابقة؟
ـــ أولاً يجب أن تكون للعالم العربى كلمة واحدة، ورأى واحد؛ وبالتالى يمكنه التعامل مع أى قوة عالمية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، أو روسيا، أو الصين، أو الاتحاد الأوروبى، والشىء الثانى أنه يجب أن تكون علاقته مع أيِّ إدارة أمريكية، أو غيرها،على أساس الاحترام المتبادَل والمصلحة العربية أولاً؛ ولكن إذا فكَّرت الدول العربية فى التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو غيرها، بطريقة منفردة، فإن ذلك لن يكون فى مصلحتها، فمن الضرورى أن تكون كلمتها متفقة إزاء هذه القوى، خصوصاً فى السياسة الخارجية.
■ فى مقال لك مؤخراً تحدثت عن أهمية العلاقات المصرية-السعودية، وتأثيرها فى العالم العربى، وأكدت أهمية دور الحكماء فى البلدين فى تجاوز الخلافات بينهما، ألا ترى أن وجود لجنة تنسيق مشتركة فكرة أكثر عمليًّة لتلافى مثل هذه الخلافات؟
ـــ أعتقد أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هما العمق العربى المهمُّ؛ فالعالم العربى من دون جمهورية مصر العربية بكثافتها السكانية، والمملكة العربية السعودية بإمكانياتها الاقتصادية، يمكن أن يخسر كثيراً؛وقد كان العالم العربى فى السابق يعتمد على مصر والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا وغيرها؛أما الآن فلم يبقَ سوى السياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية؛ لذلك فإن تعاونهما ليس شأناً سعودياً، أو مصرياً، بل هو شأن عربي؛ فيجب عليهما التعاون ونبذ الخلافات.
■ بحكم عملك مديراً عاماً لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ما الذى ينقص العالم العربى ليكون فيه مراكز بحوث لها وجود على الساحة العالميَّة؟ وهل التواصل بين المراكز البحثية العربية وصل إلى المستوى المأمول؟
ـــ أرى أن التواصل فى هذا المجال لا يزال فى بداياته، ويجب على الدول العربية أن تدعم العلاقات بين المراكز البحثية العربية، وتفعيل أنشطتها المشتركة. وعموماً فأنا أرى أن ما ينقص العالم العربى حتى يكون قوياً، ويستطيع المنافسة عالمياً فى المجالات المختلفة، هو أن يؤمن بنفسه وبقدراته وموارده الكثيرة المتنوِّعة؛ فالعالم اليوم لا يعتمد على دول منفردة، بل يعتمد على تجمُّعات، والعالم العربى لديه المقوِّمات الكافية ليكون تجمُّعاً ناجحاً، ويمكن أن يبدأ هذا التجمع بالتعاون الاقتصادى،ومن ثمَّ التعاون فى المجالات السياسية والثقافية والبحثية وغيرها.