الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرئيس: الأبطال ينهضون بسرعة
كتب

الرئيس: الأبطال ينهضون بسرعة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 24 - 11 - 2009


لماذا مست كلمات "علاء" قلوب المصريين؟


1


اللاعبون الذين كرمهم الرئيس أمس هم الذين أسعدونا كثيراً، وفي استطاعتهم أن يعيدوا البسمة من جديد علي شفاه ملايين المصريين، الذين أحزنتهم أحداث مباراة الجزائر.


بحنان الأب الذي يخفف الأحزان عن أبنائه كان الرئيس رائعاً وهو يداعبهم، وفجر في قلوبهم أقصي طاقات الحماس والأمل، وعاهدوه، وهم رجال قادرون علي الوفاء بالعهد.
مخطئ من يتصور أن المصريين غاضبون لأنهم خسروا مباراة أو بطولة، ولكن لأن الخصم لم يكن شريفاً معهم، وجرح كرامتهم وكبرياءهم، إنه الغضب المشروع.
2
الرئيس جدد الثقة في شحاتة ونجومه، ومعني تجديد الثقة أنهم يجب أن يبذلوا قصاري جهدهم وينتحروا في الملعب، حتي يستردوا الانتصارات، ونعود نستقبلهم في مطار القاهرة من جديد.
الرئيس أنقذ جيلاً بأكمله من الضياع في زحمة القلق والحزن والتوتر، ولكنه فتح أمامهم أبواب الأمل وقال لهم: كنتم أبطالاً وستظلون أبطالاً.
الرئيس فعل ذلك لأنهم لم يقصروا ولم يبخلوا بجهد أو عرق، ولكن الحظ عاندهم ولم يكن معهم، ولو دخلت كرة واحدة من الفرص الكثيرة لتغير الموقف رأساً علي عقب.
3
لماذا الإبقاء علي حسن شحاتة؟.. لأنه مازال قادراً علي تقديم مزيد من الانتصارات، وهو دائماً متجدد الفكر والأداء.. والمنتصر لا يجب أن يترك المعركة بسبب هزيمة طارئة.
ولأن شحاتة هو الذي حقق الانضباط في المنتخب وتخلص من المستهترين والمتسيبين وجعل فانلة الفريق الوطني شرفاً يسعي الجميع إليه.. و"لسه الأماني ممكنة".
ولأن شحاتة وفريقه يستطيعون أن ينهضوا سريعاً خصوصاً أن البطولة الأفريقية بعد شهر واحد، ولا مجال للمغامرة أو المقامرة أو التغيير في هذا الوقت الحرج، خصوصاً أن اللاعبين خسروا بشرف، وكانوا الأقرب إلي الفوز.
4
المعلم قادر علي أن يعالج الأخطاء التي وقعت وأن يتعامل معها بأسلوب مختلف، ونقول له بكل الحب والود: لو تسلحت بالتفاهم والمرونة بدلاً من العناد فسوف تكسب كثيراً.
أحياناً يركب المعلم رأسه في الاختيارات فيستبعد من يستحقون شرف تمثيل المنتخب، ويضم من هم أقل كفاءة وخبرة ولكنهم أكثر طاعة والتزاماً.
أحياناً يكره المعلم النجوم، ويطيح بهم أو يضعهم علي الدكة.. صحيح أننا لا نعرف تفكيره أو لماذا يفعل ذلك.. ولكننا نري النتائج في الملعب.
5
مصر كلها ستلتف من جديد وراء المنتخب في البطولة الأفريقية، ولكن نتمني أن يكون ذلك بدون شحن إعلامي هائل، يؤدي إلي نتائج عكسية.
نحن لا نطلب من الفريق أن يعود بالكأس، فهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي، ولكن نطلب من اللاعبين أن يكونوا رجالاً في الملعب، دفاعاً عن اسم مصر وسمعتها.
العلم الذي ارتفع يجب أن يظل خفاقاً، والأمل الذي غاب يجب أن يعود، وعندما تفوزون بالبطولة سوف نمحو كل الأحزان ونفرح من جديد.
6
علاء مبارك.. كلماته مست القلوب وتوحدت مع مشاعر ملايين المصريين، لأنه صادق وجريء ويتحدث بعفوية وانفعال مثلنا جميعاً.
احترمه الملايين لأنه اقترب منهم بشدة وبحب وبود وحميمية، قال ما أرادوا أن يقولوه، وخفف أحزانهم وشحن فيهم معاني العزة والكرامة.
الرئيس قال في مجلس الشعب إنه ينفعل مثلنا لكنه "ماسك نفسه"، لأنه الرئيس، ولكن علاء ينفعل مثلنا ويعبر مثلنا، يتكلم نفس اللغة، وفي أعماقه بركان غضب من مشهد حرق العلم.
7
كان علاء يقظاً وواضحاً وصريحاً وهو ينبه هواة التفسير التآمري بأنه مواطن مصري ولايتحدث لكونه ابن الرئيس، ولا يريد أن يقوم بدور لصالح أحد.
"شيلوني من تحت عباءة أبناء الرؤساء" لا أريد أي منصب ولا حزب ولا حكومة ولا أي شيء.. ونزلت كلماته برداً وهدوءاً علي ملايين الغاضبين.
شكراً لعلاء الذي أراد أن يقول للناس أنا معكم في الأفراح والأحزان، في الهزائم والانتصارات.. شيء واحد لن نفرط فيه هو كرامة مصر والمصريين.

E-Mail : [email protected]